قراءة أولية لحادث مسجد الروضة

بقلم: د. عز الدين الكومى
بعدما أعلن نائب عام الانقلاب وصول عدد الذين لقوا مصرعهم نتيجة الهجوم الذي استهدف مسجد الروضة ببئر العبد بشمال سيناء إلى مئتى وخمسة وثلاثين قتيلا، وقد فتح عدد القتلى والمصابين الباب على مصراعيه للتحليلات والفرضيات، فهناك من يرى بأن العملية تأتى تتويجاً لاستكمال سياسة الأرض المحروقة، وتهجير من تبقى من أهل سيناء تمهيداً للإعلان عن صفقة القرن المرتقبة.

وهناك من يرى أن الزج بالصوفية كمحاولة لإضفاء بعد جديد خطير فى المعادلة، مع أنه تاريخ هذه الجماعات يكاد يخلو من أى عمليات عنف ضد الصوفية، الذى سارع لتصديرأن المسجد تابع للجماعات الصوفية، فليس بالمسجد ضريح أو حلقات ذكر، ولكن الناس اجتمعوا لأداء صلاة الجمعة، وأنه لم يحدث تفجير لمساجد من قبل، وهناك مساجد مشهورة وبها أضرحة وصناديق نذور، ومعروفة أنها مساجد صوفية، ومنتشرة فى كل الجمهورية، ولم يحدث أنها تعرضت لمثل هذا الحادث!

وهناك من يرى أن النظام يسعى لكسر الحاضنة الشعبية، لتنظيم الدولة، فاختار تفجير مسجد، يكتظ بالمصلين وفى يوم جمعة حتى يخسر التنظيم حاضتنة الشعبية؟!

وطبقاً للقاعدة الشرطية “فتش عن المستفيد”، فمن يكون المستفيد من وراء هذه الحادثة ؟هل هو النظام الانقلابى!!

الإعلام الانقلابى المدعوم من الشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، حريص على إبراز رواية أوفرضية أن من قام بالحادث هم جماعات العنف، لأنها شماعة سهلة، كما أن استخدام الحادث الإرهابى كفزاعة يمكن تصديرها للخارج لتبرير جرائم النظام الانقلابى بحق الشعب، مع العلم أن استخدام مثل هذه الفزاعات ضرب السياحة والإستثمار فى مقتل، حتى أن مخبر أمن الدولة، ” مصطفى بكرى”، قام بشرح العملية قائلاً: الإرهابيون قتلوا خمسة وعشرين طفلا داخل المسجد، وبعد حادث المسجد دخلوا بيوت في القريه وقتلوا الأمنيين، والعملية الارهابية تمت أثناء الصلاه، الارهابيون طوقوا المسجد وفجروه من الداخل بالاحزمة الناسفة، وراحو يصطادون كل من حاول الهروب بالأسلحه الآلية، كما لو كان شاهد عيان للحادث!!

وعلى الرغم من أن كثيراً من التقارير تحدثت أن هناك وجود دحلانى فى سيناء، وبأعداد كبيرة، ويمكن أن يكون هو المستفيد من مثل هذه الحوادث، لإفشال المصالحىة الفلسطينية الفلسطينية من جهة، وتلبية لمطالب صهيونية وإماراتية بإحراج حركة حماس من جهة أخرى!
العميد محمود قطرى، بدوره وكعادته، على قناة الجزيرة يتهم الأجهزة الأمنية بالفشل والثغرات الأمنية، وغياب منظومة الأمن الوقائى لمنع الجريمة، وحالة الإنسداد السياسى التى تسبب فيها النظام الانقلابى.

وهناك من يرى، أن المستفيد من هذه الحادثة هو الكيان الصهيونى، بزعم أنه كلما حدث تقارب بين حماس والنظام الانقلابى، تحدث مثل هذه العمليات، لإغلاق معبر رفح، وهذا غير مستبعد فى ظل التقارب بين الصهاينة والنظام الانقلابى، كما أنه لا يخفى على أحد، أنه من مصلحة الصهاينة تفريغ سيناء من أهلها لتأمين حدودها مع مصر.

وهناك من يرى أن الحادث ربما يكون من تدبير مخابرات النظام الانقلابى، لتبريرجرائم و انتهاكات حقوق الإنسان، والتحضير لهزلية انتخابات 2018، وخاصة وأن الأجهزة الأمنية تمتلك تاريخ من السوابق، فهى التى دبرت حادث كنيسة القدسين بالإسكندرية، فماذا يمنع من أن تكون هى من دبرت حادث مسجد الروضة أيضاً!!

وعلى الرغم من أن المتحدث العسكرى بشرالشعب المصرى ، عدة مرات بأنه تم القضاء على المسلحين والإرهابيين، لكن على مايبدو أن المعركة فى هذه المنطقة ستطول، ولن تسحم قريباً، لأن القصد منها هو تفريغ سيناء من أهلها كما يتردد لاستكمال صفقة القرن !!
وإن أكثر مايثير الشكوك، أن هناك حوادث كثيرة قتل فيها المصريون ولم نسمع عن تحقيقات، أو نتائج لهذه التحقيقات، فقط تأتى حادثة لتُنسى الشعب الحادثة السابقة، دون أن نعرف من هو القاتل!!

وإلا أين دور الجيش والشرطة، فى سيناء؟وكيف يقوم الإرهابيون بتفجيرعبوة ناسفة، أو أحزمة ناسفة داخل المسجد، ثم يقومون بعد ذلك بالوقوف خارج المسجد لاصطياد الهاربين من القتل، وهل قوات الأمن التى صفت وتصفى كل اليوم الشباب المختفى قسريا، عاجزة عن تصفية هؤلاء الإرهابيين ؟ وإذا أضفنا إلى ذلك رواية تقول أنه قام الإرهابيون بقطع الطريق الدولى العرش القنطرة قبل الحادث بساعتين، فأين هى الأجهزة الأمنية إذاً!!

وقد لفت نظرى خلال هذه الحادثة، كما لفت نظر كثير من المراقبين، انفراد قناة سكاي نيوز التابعة لدولة الإمارات بتفاصيل جريمة تفجيرمسجدالروضه، قبل أي وسيلة إعلام مصرية أو عالمية، وقبل وكالة الأنباء الرسمية، والسؤال هو ماسر العلاقة بين هذه القناة المشبوهة وبين أجهزة الأمن التى وافتها بالمعلومات عن الحادث قبل أى جهة أخرى؟؟

وأخيراً وليس آخراً، كلنا يذكر وقبل ثلاث سنوات تقريبا، عندما قام الجيش المصري، بإجراء تدريبات على مجسم لمسجد كهدف إرهابي، حيث نفذت طائرات حربية مناورة تحاكي عملية لـمحاربة الإرهاب، تضمنت قصف مجسم مسجد بحجة أنه يؤوي إرهابيين.
كما تمت المناورة ضمن حفل تخريج في الكلية الجوية، بحضور قائد الانقلاب! ويومها قال أحد الخوابير الأمنيين:أن مسألة أن المساجد أصبحت مصدرا للإرهاب أصبحت واقعا في مصر حيث يتخذ الإرهابيون والخارجون على القانون المساجد أوكارا لهم ويحتمون بها من قوات الأمن والشرطة!!
فهل كان التدريب يومذاك، واليوم تم التنفيذ؟!!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...