صوت مرسى ثورة:

بقلم: د. عزالدين الكومى

 

فى تسريب صوتي، للرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر، تحدث فيه أثناء محاكمته لإعادة المحاكمة في القضية المعروفة إعلامياً بـ”اقتحام الحدود الشرقية والسجون”، أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي محمد شيرين فهمي، والمنعقدة بطره، عن تعمد السلطات الانقلابية التعنت ضده واتباع أساليب تؤدى إلى قتله بالبطيء، وأن الأساليب التى تمارس ضده، تجعل صحته في خطر حقيقي.

 

وقال للمحكمة: وتساءل ماذا أفعل.. الشهود قالوا أقوالا غير صحيحة على الإطلاق وأردت الرد عليهم ولم أستطع، أنا المحاكمة بالنسبة لي غيابية، ولا أرى إلا خيالات ولا أرى دفاعي، وأنا متأكد أن المحكمة لا تراني على الإطلاق بسبب القفص الزجاجي، أنا مش شايف من شده الضوء ولا أعرف من يتكلم حتى الشهود، ومش شايف غير خيال والمريات هنا بتعملى دوار.

 

كما ذكر الرئيس مرسى: أنه لم ير دفاعه منذ شهور، وأنا مُحاصر سواء في مكان إقامتي أو في مكاني هذا وأنا أحاكم غيابياً، وإذا لزم الأمر غيابياً، وإذا لزم الأمر لمحاكمة خاصة، فأنا أوافق على ذلك كي أستطيع الحديث للمحكمة، وأقول لها ما يقال لي فأنا مهدد وحياتي مهددة بشكل خطير، فأنا حاضر كالغائب، بسبب القفص الزجاجي المودع به خلال جلسات المحاكمة، والطريف أن رد القاضي على الرئيس مرسى قائلا له: إن المحكمة تراك، وعندما لاحظت عدم سماع صوتك اليوم أمرت بإدخال مُكبر صوت، تأكد تماما أن المحاكمة عادلة ومُنصفة، ولا علاقة لها بالسياسة، وأن المحكمة تجري طبقا للقانون، لك ولغيرك، ولا أدرى عن أى عدل وأى قانون يتحدث قاضى الإعدامات الذى هو أحد قضاة العسكر، وضمن قائمة قضاة الإعدامات، بعد أن قضى بالإعدام والمؤبد على مائة مظلوم في قضية كرداسة، والذى يعد من أبسط جرائمه قتل الشهيد “محمد مهدي عاكف، وهو نفس القاضى الذى حكم بإخلاء سبيل أحمد عز في قضية غسيل الأموال والاستيلاء علي المال العام قيمته 6.5 مليار جنيه، وقضى بوقف نظر القضية، وحكم بإخلاء سبيل مرتضى منصور في قضية موقعة الجمل!!

 

والسؤال الذى يطرح نفسه هنا، لماذا يخشى الانقلاب من صوت الرئيس وصوت الشرعية، ولماذا يخشي من تواصل الرئيس مع الشعب؟؟ فالنظام الانقلابى يعلم تماماً، بأن الشعب سيصغي لكلمات الرئيس، بعدما انكشف زيف الانقلابيين وخداعهم للشعب، بعد التنازل عن مياه النيل، وبيع الأرض والغاز ومقدرات الشعب فى أسواق النخاسة!!

 

الرئيس مرسى الذى يحاكم اليوم أمام القضاء الظالم محاكمة تفتقد لأبسط حقوق الإنسان وقواعد العدالة، والذى تآمر عليه خونة العسكر ونخب العار وحكام الخليج وبرعاية صهيونية، ومباركة أمريكية، ومع ذلك لم تكتف نخب العار بما اقرفته فى حق الشعب من جرائم، هاهى اليوم تستمر فى مسلسل الخداع للشعب، والتآمر على شرعية الرئيس، من خلال السعى لإقناع الشعب بالمشاركة فى هزلية انتخابات2018، بالترويج الفاضح لهذه المسرحية، ويطالبون الشعب بالإططفاف خلف أحد داعمى الانقلاب، ومرشح القوى الانقلابية، وأحد مخرجات جبهة الخراب التى استدعت العسكر ،للعودة إلى السلطة على ظهور الدبابات!!

 

وقد حاول الرئيس مرسى أن يكشف ما يتعرض له من انتهاكات صارخة داخل المحكمة وفي محبسه، الأمر الذي يجعل حياته فى خطر، وحرمانه من أبسط حقوقه ، ويؤكد أن ما يجري له وهو انتقام من شخصه من خلال الإهمال الطبي المتعمد، وعزله عن المحاكمة بوضعه في قفص زجاجي لا يرى منه أحدًا، وهي إجراء لم يسبق فى تاريخ القضاء المصرى حتى مع أشد المجرمين إجراماً، مما يؤكد بأن النظام الانقلابى، والقضاء الشامخ ينتهكون كل الأعراف والقوانيين والدساتير، بل ينتهكون القوانيين والمواثيق الدولية، ومع ذلك لم نر أى ردة فعل لدى المنظمات الدولية والحقوقية للتدخل بمطالبة السلطات الانقلابية بتوفير الضمانات والمعايير الكافية لمحاكمة عادلة، فى المحاكمات السياسية، كما قامت السلطات الانقلابية بمنع الزيارة عن الرئيس منذ أربع سنوات، فضلاً عن مقابلة محاميه وغير ذلك من الانتهاكات بحق الرئيس!!

 

وعندما تحدث الدكتور البلتاجى طلب من المحكمة سماع شهادات كل من المخلوع حسني مبارك، ورئيس وزرائه أحمد شفيق، ورئيس الوزراء الأسبق عصام شرف، ووزيري الخارجية السابقين محمد العرابي ومحمد عمرو، وكذلك وزير الدفاع السابق محمد حسين طنطاوي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق سامي عنان، وذلك لسؤالهم عن وقائع اقتحام الحدود، ولكن كالعادة القضاء الشامخ، لا يهتم بسماع الشهود، ولا مناقشتهم!!

 

وقد اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين فى بيان لها ،عقب تسريب الرئيس مرسى، بأن ما أعلنه الرئيس محمد مرسي من انتهاكات في حقه، بلاغًا تتقدم به للرأي العام العالمي ومن خلاله للأمم المتحدة وشتى المنظمات الحقوقية والقانونية الدولية ولكل الجهات المهتمة بحقوق الإنسان ليقوم كلٍّ بدوره وليضطلع كلّ بمسئولياته لوقف تلك الانتهاكات وحماية حياته من الخطر.

 

لكن للأسف لوحظ تقاعس تناول قنوات مايسمى بقنوات الشرعية، لخبر الرئيس مرسى، وجعلت من أخبار سعد الحريرى مادة إعلامية لها، وكأن ما يحدث مع الرئيس مرسى لا يعنيها، أو أن الرئيس مرسى ليس هو رمز الشرعية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...