الدولة المدنية وحكم العسكر بقلم: محمد عبد القدوس

902

 

بقلم: محمد عبد القدوس

 

في لقائه مع الرئيس الفرنسي قال السيسي إن مصر ملتزمة تماما بحقوق الإنسان والحريات العامة!! وإنه ليس هناك تجاوز في هذه الحقوق؟!! مؤكدا أن مصر دولة مدنية حديثة؟!! وليدة كأول دولة في الشرق الأوسط!!

 

انتهى كلامه ولاحظ أنني وضعت علامات تعجب واستفهام على ما قاله ومستعد أن أضع مليون علامة تعجب!!

 

وواضح أن تلك الأقوال أي كلام ولا تمت إلى الواقع بصلة، والدولة المدنية الحديثة لا مكان لها في بلدنا، وحكم العسكر له الكلمة الأولى، وهو اللاعب الأول وأجهزة الدولة مسخرة في خدمته ومتداخل في كل شيء، وتجده في مختلف المشروعات، وله عالم ضخم من البزنس وميزانية ضخمة خاصة بأعماله في عالم المال والأعمال لا نعرف عنها شيئًا!

 

وهذا هو المقصود بحكم العسكر؛ وهي كلمة دقيقة، حتى لو تضايق منها الجاثمون على أنفاسنا، أما جيشنا فله شأن آخر وكل الاحترام والتقدير، وهو لا يتدخل في شئون الحكم، ومهمته الأولى حماية الحدود ولا شأن له بالمشروعات المدنية بل تترك للشركات المتخصصة ليكون هناك فصل واضح بين ما هو مدني وعسكري.

 

وكلام السيسي أن حكومته ملتزمة تماما بحقوق الإنسان والحريات العامة يثير السخرية.. ولا حاجة إلى الرد عليه، فالواقع يكذبه، وحتى أنصاره يعترفون بالتجاوزات الصارخة، وهي ليست استثناء بل من طبيعة النظام الحاكم، وأعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان وغالبيتهم العظمى من أنصار الانقلاب يقرون بالواقع، وهي أن مصر دولة بوليسية من الطراز الأول، وما قاله قائد الانقلاب لا يصدقه عاقل.. أليس كذلك؟

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...