مخابرات مصر وإعلاميوها يتخابرون مع “حماس”

محمد النجار :

 

خبران متتاليان بثتهما وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية مساء أمس الثلاثاء كانا غاية في التناقض، ويعبران عن استخدام السلطات في القاهرة تهمة الإرهاب في التوظيف السياسي.

الخبر الأول تحدث عن استقبال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية وزير المخابرات المصرية خالد فوزي، أما الثاني فكان عن استمرار محاكمة الرئيس محمد مرسي و22 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بتهم أبرزها “التخابر مع حركة حماس”.

وفي اليوم نفسه تبث صور مقابلات أجراها اثنان من الإعلاميين المصريين اللذان مارسا مرات عدة تحريضا على حركة حماس وقطاع غزة، لتنقلب الصورة لابتسامات وحميمية في اللقاء، وحتى في تعليقاتهما على لقائهما بزعيم الحركة المتهمة بتنفيذ عمليات إرهابية في مصر.

في الخبر الأول جاء في وكالة أنباء الشرق الأوسط -نقلا عن وزير المخابرات- “يجب أن نستفيد من وجود الرئيس السيسي وأفكاره التي أكد عليها دائما بأنه يجب أن نبني ونعمر وننشر السلام ونحافظ عليه”، قائلا “أنتم قادرون (موجها كلامه إلى حماس) على تنفيذ وعودكم وننتظركم في القاهرة وسيكتب التاريخ لكم أنكم تمكنتم من العبور من الانقسام البغيض”.

تخابر المخابرات

هذا الحديث الدافئ من المسؤول المصري الرفيع سبقه استقبال بالأحضان والقبلات من قبل هنية وقيادات حماس.

وفي الخبر الثاني على الوكالة المصرية، الذي كان متناقضا تماما مع صيغة الخبر الأول، جاء فيه أن محكمة جنايات القاهرة قررت تأجيل النظر في قضية اتهام 22 عنصرا وقياديا من “جماعة الإخوان الإرهابية” بتهمة التخابر مع جهات خارجية أبرزها حركة حماس.

وفي متن الخبر أيضا “وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة في القضية أن التنظيم الدولي الإخوان قام بتنفيذ أعمال عنف إرهابية داخل مصر، بغية إشاعة الفوضى العارمة بها، وأعد مخططا إرهابيا كان من ضمن بنوده تحالف قيادات جماعة الإخوان بمصر مع بعض المنظمات الأجنبية، وهي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذراع العسكرية للتنظيم الدولي للإخوان، ومليشيا حزب الله اللبناني وثيق الصلة بالحرس الثوري الإيراني، وتنظيمات أخرى داخل وخارج البلاد، تعتنق الأفكار التكفيرية المتطرفة، وتقوم بتهريب السلاح من جهة الحدود الغربية عبر الدروب الصحراوية”.

وواحدة من الصورة الملفتة للأنظار، التي تداولها نشطاء مواقع التواصل، وتختصر التناقض، وكانت بمثابة “توثيق تخابر” الإعلامي عمرو أديب مع زعيم حركة حماس في مقابلة أجراها معه على قناة أون تي في، وأسفل الشاشة خبر على الشريط الإخباري جاء فيه “اليوم استئناف إعادة محاكمة مرسي وآخرين في قضية التخابر مع حماس”.

لميس الحديد وعلى قناة ON المصرية تحاور اسماعيل هنية والشريط الاخباري يتحدث عن محاكمة الرئيس مرسي بتهمة التخابر مع حماس!!!

حماس المتحضرة

والإعلامي الذي طالما ظهر يشتم قطاع غزة وحركة حماس وقياداتها، ويتهمهم بالخيانة والعبث بأمن مصر ظهر في تصريح لقنوات فلسطينية يمتدح فيه قطاع غزة والحياة المنظمة فيه مقارنة مع زيارة قام بها عام 2009، ووصل الأمر أن يمتدح الشرطة التي تديرها حركة حماس، حيث قال “شكل الأمن مثل أي بوليس نظامي في أي دولة متحضرة”، ووصف ما قامت به حماس من أجل المصالحة “بالمبادرة الكريمة والشجاعة”.

يوم التناقضات في الأداء والخطاب الإعلامي والسياسي المصري أمس الثلاثاء كان مثار تساؤلات، وحتى تندر، من قبل العديد من المعلقين والنشطاء على مواقع التواصل.

فكتب الدكتور إبراهيم حمامي “من أعجب العجائب.. لميس الحديدي وعلى قناة ON المصرية تحاور إسماعيل هنية والشريط الإخباري يتحدث عن محاكمة الرئيس مرسي بتهمة التخابر مع حماس!!!”

وأورد الدكتور حازم عبد العظيم أسئلة ملفتة، جاء فيها “بعد أن اعترف نظام السيسي بحماس؛ من الذي فتح السجون في 2011؟ من الذي قتل النائب العام؟ من الذي قتل جنودنا في رفح؟ ما معنى تخابر مرسي مع حماس؟”

أما الإعلامي جمال سلطان فعلق “بالأحضان، اللواء خالد فوزي مدير المخابرات العامة المصرية وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في حراسة كتائب عز الدين القسام.. صورة بألف مقال!”

وعلقت دينا الحناوي “إعلامي مصري قال على حماس ارهابيه، واللي في الشوارع كان بيحركهم حماس والاخوان وان حماس اللي كانت بتقتل في الشعب، وكمان بتقتل في الجيش، ويقوم يروح يغطي المصالحة الفلسطينية مع الوفد الرئاسي وقاعد مع حماس وكاشف ضبه هو وحرمه، ازدواجية المعايير وتلون المبادئ والقيم #عمرو_أديب”.

وتساءلت آيات عرابي “على هامش ما حدث في غزة بالأمس، هل سيُحاكم شاويش الانقلاب ومدير مخابراته على التخابر مع حماس؟”.

أما أحمد البقري فاختار أن يذكر المتابعين بفيديو لوزير الداخلية المصرية قبل عام، عندما اتهم فيه حركة حماس بأنها وراء اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...