خراب بيوت..«الدروس والمواصلات والساندوتشات» تلتهم ميزانية الأسر

مع الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد، فإن نفقات الأسرة المصرية تتضاعف بصورة كبيرة ترهق معظم المصريين؛ البداية تكون مع تجهيز ملابس المدرسة والأحذية، ثم شراء الكتب الخارجية والكشاكيل والحقائب وباقي مستلزمات الدراسة، ودفع المصاريف المدرسية، ولكن هذه تمضي ليبقى ثالوث مزمن يعصف بميزانية الأسرة، وهو الدروس الخصوصية والمواصلات والساندوتشات، لا سيما بعد ارتفاع الأسعار بصورة جنونية تفوق قدرات معظم المصريين.

وأشارت إحصائية جديدة، إلى أن عدد مدارس التعليم العام والخاص فى مصر بلغ 53 ألفًا و350 مدرسة، تضم نحو 21 مليونا و500 ألف تلميذ، أما فى مرحلة التعليم الجامعى، فقد بلغ عدد المقيدين بالجامعات 2 مليون و295 طالبًا وطالبة، ويصل عدد الجامعات فى مصر إلى 58 جامعة وأكاديمية حكومية وغير حكومية، بجانب عدد متزايد من المعاهد العليا.

كابوس السناتر والدروس الخصوصية

أول أضلاع هذا الثالوث المخيف هو الدروس الخصوصية، أو الالتحاق بأحد السناتر، ووفقًا لإحصائيات حكومية فإن هناك 2250 مركزا للدروس الخصوصية على مستوى الجمهورية، وأعلنت الوزارة، مرارا وتكرارا، عن سعيها لإغلاق جميع مراكز الدروس الخصوصية على مستوى الجمهورية، ولكن دون جدوى.

وكشفت دراسة حديثة عن أن 42.1% من إنفاق الأسرة فى مصر يذهب إلى الدروس الخصوصية، حيث تنفق الأسر المصرية 17 مليارا و500 ألف جنيه سنويا على مراكز الدروس الخصوصية، رغم ارتفاع معدلات الفقر، وذلك خلال 34 أسبوعا هى عمر عام دراسى، ويدفع الطالب نحو 100 جنيه فى الحصة الواحدة (فى المتوسط)، وقد تصل إلى 300 جنيه فى الثانوية العامة.

وبحسب استطلاع رأى من أولياء الأمور فى ظاهرة الدروس الخصوصية، أكد ارتفاع حجم انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، فبلغ عدد طلاب المرحلة قبل الجامعية فى عام 2006 نحو 60%، بينما ارتفعت لتصل إلى 84% وذلك عام 2017، ومن مؤشراتها وفقا لاستطلاع عام 2017، أن نسبة الطلاب بالمدارس التجريبية بلغت نحو 85%، بينما فى المدارس الخاصة والحكومية بلغت نحو (81%، و71% على التوالى).

وبلغت فى مرحلتى الإعدادى والثانوى نحو (88%، و83% على التوالى)، مقارنة بالمرحلة الابتدائية، حيث وصلت إلى نحو 73%، بينما بلغت النسبة المئوية لطلاب التعليم العام، والتعليم الأزهرى نحو (83%، و71% على التوالى) مقارنة بالتعليم الفنى حيث بلغ نحو 41%.

المواصلات نار

وثاني أضلاع المثلث هو المصروف اليومي للطالب، خصوصا الجامعي أو فوق المتوسط، حيث يحتاج يوميا إلى مصروف للمواصلات ربما يصل إلى 30 جنيها كل يوم.

يروي أحد أولياء الأمور معاناته قائلا: «أنا عندى 5 أطفال كلهم بيروحوا مدارس وبيستخدموا توك توك بـ10 جنيه فى اليوم الواحد، يعنى فى الشهر بـ300 جنيه مواصلات»، وأكثر ما يزعجه هو عدم التزام السائقين بسعر الأجرة الموحّدة: «كل واحد بيعلي الأسعار على مزاجه ومفيش رقابة». 925 جنيها هى قيمة مصاريف المواصلات التى ينفقها «عزت» بشكل شهرى: «باشيل من الدخل ألف جنيه للمواصلات».

ورغم امتلاك «نادر نجم الدين» لسيارة خاصة، إلا أنه يعانى كثيرا من مصاريف أولاده، مواصلا: «عندى 3 أولاد ومواصلاتهم غالية». 30 جنيها مع الرأفة هى القيمة التى يدفعها يوميا لأولاده بالمواصلات المختلفة بين الميكروباص والمترو: «دلوقتى أى حد مابيصرفش أقل من 1000 جنيه مواصلات فى الشهر».

السندوتشات نار

ولن يجد طلبة الجامعات حلا لمواجهة ارتفاع أسعار الساندوتشات داخل الجامعة، بعد أول أسبوع دراسى لهم، سوى اللجوء لعادات فترة المدارس بإحضار بعض الساندوتشات والوجبات الخفيفة معهم من البيت.

وتشكو إيمان خالد، طالبة فى جامعة حلوان، من ارتفاع سعر وجبتها المفضلة فى الجامعة: «الكريب بقى بـ25 جنيها، والبيتزا بـ27»، فمصروفها اليومى 20 جنيها، ولا يكفى شراء ما كانت تشتريه العام الماضى: «هقضيها فول وطعمية وباتيه، وهخلى أكل الجامعة يوم واحد فى الأسبوع تفاريحى».

بسمة أسعد، طالبة فى جامعة القاهرة، تقتصد من مصروفها بشراء جميع أنواع السناكس من محالٍ خارج الجامعة، مع الإفطار وجلب بعض الطعام من البيت: «أحسن ما أدفع 40 جنيها على ساندوتش وبيبسى.. دا غير مصاريف المواصلات».

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...