الإخوان.. بين النيران الصديقة والأسلحة الفاسدة

بقلم: نبيه عبدالمنعم
 

والنيران الصديقة تضرب خطأ فى أصدقائها وحلفائها والأسلحة الفاسدة أسلحة فى أيدى الناس وتوجه فوهاتها نحو الأعداء وكأنها ستضربهم لكنها عندما تطلق النيران ترتد على من أطلقها وتضرب عمداً وقصداً فى صفوفه.

وأتذكر النيران الصديقة والأسلحة الفاسدة حين أرى تلك المعارك التى يثيرها بعض من يحسبون أنفسهم على معسكر الشرعية وانصرافهم نحو أهداف خاطئة ومدافعهم التى يوجهونها فتصب فى تقوية الانقلاب وإضعاف معارضيه.

وليس مطلوباً من كل معارضى الانقلاب أن يكونوا مؤيدين للإخوان ،فلم تكن نقطة خلافنا مع الانقلابيين أنهم يعارضون الإخوان بقدر ما كانت مشكلتنا معهم هى انقلابهم على خيار الناس واختيارهم حتى لو كان الانقلاب على أحد غير الإخوان.

وعليه فليس مطلوباً ولا شرطاً من كل معارضى الانقلاب أن يكونوا مؤيدين للإخوان وإنما عارض الإخوان كما شئت ولكن لا تؤيد الانقلاب بما يحتويه من دماء ومظالم وقمع للحريات وقفز على اختيار الناس وفرض حاكم بالقوة ، فمعارضة الإخوان لن تحرق مصر ولكن الانقلاب يحرق مصر وعدم انتخاب الإخوان أو أن يأتى الإخوان ويذهبوا ليس هو نهاية المطاف ولكن استمرار الانقلاب بفساده وتدميره للبلد سياسياً واقتصادياً وأمنياً ومجتمعياً وفرضه لشخص بعينه فى السلطة وتسلط العسكر على البلد هو نهاية المطاف.

وبناءً عليه لا أجد أى مبرر للهجوم على أى معارض للانقلاب فى وقت يجب أن تتوحد فيه الجهود للهم الأكبر وضد الخصم الأوحد وهو الانقلاب ذاته.

وبصراحة. لا أستريح حينما أجد هجوماً على هذه الجبهة أو تلك أو ذلك التجمع فى الخارج او أيمن نور أو قناة الشرق أو إحدى قنوات الشرعية ليس حباً فيهم أو تأييداً لهم بقدر تأييدى لمبدأ أنهم ليسوا أعداءا لنا وإنما منافسين سياسيين وبما أن الأفق السياسى مغلق على الجميع فعلى ماذا نتنافس الآن ، وكيف ننشغل عن العدو الذى يقتلنا بخصم سياسى مسالم.

والمصيبة أنه لا هؤلاء الذين يتم الهجوم عليهم قالوا من البداية أنهم اخوان ثم خدعونا ولا من يهاجمونهم أيضا يصفون أنفسهم بأنهم إخوان ولكن الأمر يبدوا على أنه معركة تدور على ملعب الإخوان وملتصقة بالاخوان والاخوان منها براء.

مباراة لا تعنى الإخوان وليسوا لاعبين فيها ولكنها تجرى على ملعبهم وتحت لافتاتهم ويتحملون تكاليفها ومغارمها ويتحملون مسئوليتها وهم غير راضين عنها لأنهم مضارين بها على كل حال.

فهذا يهاجم السيرتى ومبادرته بحجة أنه يتنازل عن الشرعية ويوقف حياته لذلك ،وهذا يهاجم من بهاجم السيرتى بحجة انه هو من يتنازل عن الشرعية ، وهذا يهاجم أيمن نور بحجة أنه بديل مرسى ، وهذا يهاجم من يهاجمه بحجة أنه ضد السيسى وضد الانقلاب على كل حال ،وهذا يهاجم قنوات الشرعية بحجة أنها تستضيف العائدين من معسكر الانقلاب وهذا يهاجم من يهاجم قنوات الشرعية.

هذا يرى وائل قنديل ومن على شاكلته رجال شرفاء ، وهذا يراهم متآمرين يمثلون علينا دور المعارضين فيتهم الجميع بالخيانة ويترصد لكل من يتكلم ويذكر كل واحد بماضيه وسقطاته وكأنه هناك من هو بلا سقطات ،وكأنهم نسوا أن من كان بلا خطيئة لم يكن موجودا ولا حتى فى عهد الصحابة.

وهكذا نستهلك أنفسنا بين نيران صديقة تضرب فينا وهى لا تقصد ،وأسلحة فاسدة تضرب فينا وهى تقصد وقد أعدت خصيصا لذلك.

على أى حال ، مرة أخرى ، من يعتبر نفسه حامى حماة الشرعية ، فهو واهم فالشرعية تكتسب من خيار الناس وصمود الرئيس ورجال الدولة الموجودين فى السجون ونحن جميعاً بالنسبة لهذا الملف مجرد كومبارس وداعمين من بعيد لبعيد بكل الجبهات والهيئات والتكتلات والشخصيات ، لا أحد يملك التنازل عن الشرعية ولا زيادة تثبيت الشرعية.

ومن يظن نفسه بذلك يخدم الاخوان فهو يضرهم من حيث يدرة أو لا يدرى.

ومن يعتبر نفسه الفاهم الوحيد والشريف الوحيد فبالتأكيد هناك زوايا اخرى للرؤية وهناك شرفاء آخرين فى البلد ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم.

ومن يرى الإخوان هم المعارضة والمعارضة هم ولا أحد غيرهم ومن يراهم الشرفاء الوحيدين ومن يراهم يستطيعون وحدهم تغيير مصر وحمل مصر على اكتافهم فهو واهم والإخوان انفسهم لا يرون ذلك ولم يقولوا ذلك فى يوم من الأيام لا بعد الانقلاب ولا قبل الانقلاب.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...