انتهاكات حقوق الإنسان ومراحلها الخمس

بقلم: محمد عبد القدوس
أكدت لك من قبل أن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر حقيقة مؤكدة، وجميع تقارير منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية تؤيدها، وهي تمر بخمس مراحل على النحو التالي:
1- طريقة إلقاء القبض على المجني عليه، وتتم بطريقة تعسفية ودون أي مراعاة للقانون، وآخر نموذج لذلك القبض على صديقي العزيز “إبراهيم متولي” منسق رابطة الاختفاء القسري في مصر، وتم احتجازه في مطار القاهرة وكان مسافرا إلى جنيف بدعوة من الأمم المتحدة للحديث عن تلك الظاهرة الموجودة في بلادي، وبعد ذلك اختفى صاحبي بعدما ذهب وراء الشمس ولم يعثر له على الأثر حتى الآن! وإذا تم القبض على المجني عليه من منزله فحدث ولا حرج عن بهدلة بيته وقلبه رأسا على عقب بحجة التفتيش وإلقاء الرعب في نفوس سكان المنزل.

2- في الدول المحترمة إذا تم القبض على شخص ما فإنه يذهب إلى النيابة ومعه محاميه ومكان احتجازه معلوم، لكن في مصر المنكوبة لا يحدث ذلك إلا استثناء، حيث نجده في قبضة أمن الدولة لأيام أو شهور يتعرض خلالها للتعذيب ويخرج من مقر الشرطة السرية إلى السجن بعد مدة بعدما يتم “توضيب” قضية له كما تريدها المباحث.
وهذا ما يسمى الاختفاء القسري ويصاحبه التعذيب، وطيلة تلك الفترة يظل المجني عليه معصوب العينين حتى لا يتعرف على جلاديه.

3- وفي السجن الذي يذهب إليه السجين السياسي بالذات التعذيب من نوع آخر، فأماكن الاحتجاز تلك بالغة السوء، وفي العديد من السجون تجد السجين محروما من كافة حقوقه مثل سجن العقرب وسجن مزرعة طرة، أما سجن “الغزولي” الخاضع للمخابرات والذي يقع بالقرب من الإسماعيلية، فلا يخضع لأي رقابة من المجتمع المدني، والداخل إلى هناك “مفقود” والخارج منه مولود!

4- التحقيقات أبعد ما تكون عن الحيدة والنزاهة والرغبة في معرفة الحقيقة، فالقضاء الذي ينظر في القضايا الخاصة بأمن الدولة تم تسييسه بالكامل وأصبح خاضعا للسلطة الغاشمة التي تحكمنا.

5- مصادرة الأموال والتحفظ على الممتلكات ولو لم تصدر أحكام نهائية، بل إن هناك من لم توجه إليهم اتهامات ومع ذلك تم التحفظ عليهم بناء على أوامر أمن الدولة!! وإذا أردت التظلم فعليك أن تفعل ذلك أمام ذات الجهة التي قامت بمصادرة أموالك!! وهذا أبعد ما يكون عن العدالة ولا تجده في أي دولة متحضرة بل فقط في الأنظمة الديكتاتورية الشمولية التي تنتمي إلى العالم الثالث المتخلف!

وأتساءل: إلى متى تظل بلادي محلك سر؟ وهل يمكنها أن نراها يوما ضمن العالم المتحضر؟ نعم هذا ممكن ولكن بعد زوال الديكتاتورية التي تحكمنا.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...