“في القلب أنتم”.. فضيلة الشيخ الشهيد صبري ابو الغيط المهدي سيد احمد

فضيلة الشيخ الشهيد صبري ابو الغيط المهدي سيد احمد

هو واحد من شباب الدعاة العاملين للقرآن الكريم ، الماهرين به ، والحافظين والمحفظين له ، يقرأ ختمة القرآن بالقراءات العشر الصغرى ، وكان مجيزاً للقراءات ، واشتهر بالأدب والأخلاق ، والعلم الوفير ، وكان خطيباً مفوهاً ، محبوباً بين أهل منطقته حتى من”الضباط” والمنطقة مليئة بهم.

فضيلة الشيخ الشهيد صبري ابو الغيط المهدي سيد احمد ، 35 سنة، مواليد قرية نجير مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية ، وعمل إماماً وخطيباً بمسجد الهدى الإسلامي بمدينة نصر عمر مكرم.

 تقول ريهام محمود:

كان الشيخ يتدبر كل آية يقرأها ، وكان معانا رقم تليفونه فكنا نستفتيه.

 ويقول آخر:

والله ما علمته إلا سباقا لرضوان الله ، متواضعا محبا لله ورسوله.

كان الشيخ رحمه الله يدرك واقع الأمة والمشهد المصري ويخرج لمناصرة الحق في المظاهرات السلمية ويعتصم بميدان رابعة العدوية لرفض الانقلاب والمطالبة بعودة الشرعية ، حتى لقى الله شهيداً في مذبحة فض ميدان رابعة في 14 أغسطس 2013 م نتيجة إطلاق رصاصة في صدره ونفذت من ظهره وارتقى إلى الله شهيداً.

يقول عمر عبداللطيف:

كنت أصلي خلفه وقابلته بميدان التحرير يوم مليونية “الشعب يريد شرع الله” ، وتعرفت عليه ليلة فض الاعتصام قابلته وأنا خارج من رابعة وهو داخل إلى الميدان آخر الليل ، ويوم فض الاعتصام وبعد استطاعتى الدخول إلى رابعة فى حوالى الساعة العاشرة رأيته واقفاً على منتصف الجزيرة فى وسط الشارع المقابل لبنك مصر بالطيران وهو يهتف “الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله .. حسبنا الله ونعم الوكيل”

 

“كم أنا فخورة أن شيخي شهيد”

تقول حبيبة علي صبره 14 سنة : وأنا في الرابعة من عمري أكملت جزء عم فزارنا في بيتنا ليختبرني ثم كتب لي شهادة تقدير وأحتفظ بها إلى الآن .. ؛ كنا نذهب إليه في بيته الذي كان خلفنا في زهراء مدينة نصر ولا أتذكر من بيته إلا “اللمبة الصفرا” تضيء في غرفة فسيحة فارغة ؛ كنت ألعب مع بنته وولده في ذلك العمر ، كان يصلي بنا في مسجد الهدى ، وكان يخطب الجمعة مسجد السلّاب ، وأتذكر كم كانت فرحته عندما علم أني حفظت كتاب الله وأنا في العاشرة من عمري.

شيخي … قد حفظت كتاب الله وأتمنى أن نلتقي مرة ثانية في اللحظة التي يقال فيها “اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها “…

كان يتمنى أن يسمي حبيبة فجاءته حبيبة في الترتيب الخامس وعمرها الآن 40 يوماً

“كم أنا فخورة أن شيخي شهيد”

“كم أنا فخورة أني أحمل ورقة بخط يد شهيد”

هذه المواقف لن أنساها وسأحكيها للأجيال القادمة وسأحكيها لحبيبة صبري أبو الغيط “أن آبائهم وأجدادهم كانوا رجال لا يقبلون الضيم ولا ينزلون على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية أبداً من دينهم أو وطنهم أو شرعيتهم”

ويشهد آدم قدري للشهيد ويقول:

صدقني كان ناقص إنك تموت شهيد حتي يكمل الله لك حسن الختام يا أغلي شباب البلد وأحسنهم خلقا وأنا أبارك لك الشهادة ولا أعزيك.

ويقول إسلام بخيت:

رحمك الله يا شيخ صبري أقسم بالله أنه من أعظم ما رأت عيني ممن عرفتهم فى حياتي ، كنت أعتبره أخاً كبيراً أو كوالدي ، استيقظت على خبر وفاته احسست ان الدنيا تغيمت فى وجهى ، ورأيت صورة له مكفن ومبتسم وشهيداً يحتسب عند الله عز وجل.

ويضيف حسام الزهيري:

كان وجهك ملائكي وأحسبك من أصحاب الجنة ولا نزكي علي الله احداً ، أنت أخي في الاسلام، رحمك الله ، ولن نترك دمك يضيع هدراً ، وسنواصل النضال إن شاء الله.

وكتب مصطفى محمود:

أن ينصدع قلبك ، هذا هو الوصف الحقيقي للشعور الذي لم أتصور يوما أن يحتمله قلبي إذ أنا بين آلاف القتلى والمصابين في ساحة الشرف والمجد، رابعة العدوية، يأتيني خبر ارتقاء خمسة من أحب البشر قاطبة إلى قلبي ويفوتني حظ الشهادة معهم، عبد الرحمن فرج ، وأمير بدير، ومهند سلام، وصبري أبو الغيط، وعمرو عزام.

يا الله.. إن لي هاهنا مئات بل آلاف الإخوة والأصدقاء والمعارف صامدون في ساحة العز، فلماذا اختير هؤلاء تحديدا؟

ما هذا الاصطفاء العجيب ؟ وما هو المعيار؟ يا إلهي، آمنت بك ربا حكيما.

إن ظني بكل واحد منهم – ولا أزكيهم على ربي- أنه كان لا يصلح أن يكون إلا شهيدا، وأعرف منهم ما لا أستطيع التعبير عنهم من الصدق والبذل وإنكار الذات.

يا لها من موعظة انكسر لها قلبي.. ووالله لم تصغر نفسي في عيني يوما كذلك اليوم ولم أتألم لفوات خير كتألمي ذلك اليوم لا لفقد حبات القلب، ولكن لوقوفي بين زخات الرصاص لعشر ساعات، أرى اصطفاء الشهداء من حولي وأبقى أنا ولسان حالي كقول أمي عائشة – رضي الله عنها – يوم أن تمثلت بيت لبيد بن ربيعة:

ذَهب الَّذين يُعاشُ في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب.

ويقول آخر:

رحمك الله يا شيخنا الفاضل، فلقد أحبك من عرفك ومن لا يعرفك ، من سمع عنك انشرح قلبه لك، أبشر لقد أرضى الله عنك أهل الأرض ، إن شاء الله بالفردوس الأعلى يا شهيد الأخلاق.

الشيخ المعصراوي ينعي الشهيد”

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعي فضيلة الاستاذ الدكتور احمد المعصراوي وجميع العاملين بمراكز الدكتور المعصراوي فضيلة الشيخ صبري أبو الغيط إمام مسجد الهدي الاسلامي ( مركز الدكتور المعصراوي بمكرم عبيد ) والذي استشهد في أحداث رابعة العدوية.

الشيخ صبري حصل مؤخراً على إجازة من الشيخ المعصراوي في الحفل الأخير وكان يقرأ ختمة بالقراءات العشر الصغرى على الشيخ محمد فؤاد وكان مجيزاً في مركز د المعصراوي فرع الهدي الإسلامي وشارك مع زملائه المدرسين في حصول فرع الهدي على المركز الأول في اللجان الختامية وكان مشهودا له بالخلق الحسن والعلم وكان خطيبا مفوها – نسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته الصبر والسلوان.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...