“في القلب أنتم”.. الشهيد أحمد محمد الصروي

الشهيد أحمد محمد الصروي

هو شاب نشأ في عبادة الله ، اتسم بحسن الخلق ، وجمال السجية ، وشدة الحياء ، محبوباً بين أقرانه وبين من خالفه الرأي ، ارتبط بالقرآن الكريم واشتغل بتعليمه ، وسمى نفسه أبا عبيدة حباً في الصحابي الجليل ، تمنى الشهادة في سبيل الله فنالها واصطفاه الله وارتقى شهيداً.

الشهيد أحمد محمد الصروي ، وشهرته السيد الصروي، مواليد ميت يعيش مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية عام 1989م ، خريج كلية التجارة جامعة الزقازيق 2010م ، مدرب تنمية بشرية، ومدرس لعلوم القرآن بجمعية سنابل الاسلامية .

ينتمي لقرية وأسرة مجاهدة من سلالة كبار دعاة الحركة الإسلامية فقريته هى موطن المجاهدة الحاجة زينب الغزالي والداعية محمد الصروي مسؤول المكتب الإداري لإخوان الجيزة.

لفت الصروي انتباه من حوله لما تميز به من حضور قوي في مجتمعه وشخصيته المتدينة الخلوقة ، وكان الناس يتمنوا أن يرزقهم الله ابناً مثل أحمد لما اتسم به من حسن معاملة مع من يعرفه ومن لم يعرفه ، بين أصدقاءه وبين من يخالفه الرأي، لذا كان الناس كثيراً ما يمتدحونه ، وعادة ما كان يصد مادحيه برفق وأدب ويرجوهم بشدة عدم تكرار ذلك مرة أخرى فكان يكره المدح.

كان يعيش القرآن الكريم قبل أن يحفظه ويتمثله بين الناس ، عاشقا لكل أنغام الجهاد فكان تطربه ألحان الأنشودة الاسلامية وتهز مشاعره.

بعد إتمام دراسته ، بحث عن عمل وجاءته فرصة عمل كمحاسب في شركة خاصة ، فآثر بها زميل له وقال هى أنسب له مني ، واستمر في البحث عن وظيفة أخرى وتعرف على ” مؤسسة سنابل ” التابعة لإشراف الدكتور مجدي الهلالي المشتغلة بالقرآن وعلومه والتربية على منهاج الإسلام ، ووجدتها تتسق مع قلبه واهتمامه بالقرآن وحبه لأن يتمثل فضائل من يعلم ويتعلم القرآن ، فعمل بالمؤسسة.

اهتم أحمد بعمل المؤسسة وفتحت له أفقاً لروح القرآن ومعجزته الإلهية فظل بها يدعو كل من يعرفه للإشتراك في دوراتها والحرص على فهم القرآن والعمل به في جوانب الحياة جميعها .

لم يكن يستخدم الفيس بوك كثيراً كغيره من الشباب وقال عن ذلك أنه يستغرق وقتاً كبيراً وهو يحتاجه في شئون يراها أهم وأولى لاغتنام وقته.

تميز الصروي بحماسة الشباب لهذا الدين والوطن ، وكان واعياً بالواقع السياسي والاسلامي ، وكان يحث أقرانه ومن حوله على إدراك حقيقة الصراع بين الحق والباطل ، والإسلام والعلمانية ، والمؤامرات الداخلية والخارجية ، والجهاد السلمي بالمظاهرات للتعبير عن الرأي ودعم الشرعية والرئيس المنتخب ضد الثورة المضادة ومؤامراتها المتتالية لإنهاء ثورة يناير ومكتسباتها.

وحين وقع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 م ، ونادى المنادي للاعتصام بميدان رابعة العدوية والتظاهر لعودة الشرعية ، شد رحالة للميدان واعتصم بالميدان منذ بدايته.

كان يقضي وقته بين مصحفه وكتبه وتأملاته ، والخروج للمظاهرات ويهتف بمناصرة الشرعية ونصرة الاسلام، كان رقيق القلب ، يتحدث عن الله تعالى وعن الدعوة في تواضع ورجاء فيملأ من حوله خوفا من الله وتضرعا إليه .

لم يكن يقرأ القرآن إلا في أماكن هادئة حتى يتسنى له التدبر والتأمل والفهم لكتاب الله تعالى فكان يتحين الأوقات والأماكن الهادئة .

كان يتمنى الشهادة ، وكانت عينه ترنو لهذه الكرامة وهذه الموتة التي لا يفوز بها إلا من اصطفاه الله لهذه المنزلة ، سأله أحد رفقاءه : هل نستحق الشهادة؟ ، صمت وشرد وامتلأت عيناه بالدموع شوقا دون أن يتحدث.

ومازحه أيمن أحد رفقاءه المعتصمين بالميدان: انت مش هاتتجوز بقى يا سيد؟ فقال: استنا شوية يا أخ أيمن يمكن نلاقي حاجة ببلاش ، يقصد حور العين .

كان يوصى إخوانه الشباب بالانتباه للآخرة وعدم الانشغال بالدنيا وإدراك غاية المسلم في هذه الدنيا، وكانت وصيته قبل موته أن يعيش الناس مع القرآن الكريم.

وفي يوم فض اعتصام رابعة 14 أغسطس 2013م يوم المجزرة الدامية الغاشمة أصيب أحمد بطلق ناري في الرأس وارتقى شهيداً وظل جثمانه مفقوداً لمدة يومين ، وعندما وجدوه إذا به على حالته كأنه لم يزل حيا وكان يتساقط من جرحه دما وهم يغسلوه كأن لم يمت .. فهو حقا لم يمت بل بقي حيا عند الله تعالى .

 يقول والده:

عزائي الوحيد أنه شهيد ، وما للشهيد من مكارم ودرجات عند الله ، وهو أعظم هدية أقدمها لله

 ويقول شقيقه:

كان يتمنى الشهادة في سبيل الله وكان راغباً في فتح باب الجهاد مع أهل غزة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“عمر التلمساني” مجدد شباب الجماعة ومُطلق الدعوة إلى العالمية

في مثل هذا اليوم 22 مايو 1986، أي قبل 33 سنة، ودّعت الأمة عمر التلمساني، ...