شاب مسلم متدين خلوق ، وداعية وخطيب ، حافظ لكتاب الله ، ومحفظ ومعلم القرآن للأجيال ، ساعي بين الناس بالخير ، مشهود له بحب الخير ونفع الناس ، وله جهود طيبة في رعاية المرضى والفقراء والأيتام ، وحض الناس على إطعامهم وكسوتهم وكفالتهم.
الشهيد عطية محمد عطية جاد الله ، من قرية ميت العز مركز ميت غمر ، مواليد 5 – 5 – 1981م ، خريج كلية التربية النوعية بجامعة المنصورة وعمل في مجال الأدوية الطبية ، و حاصل علي معهد إعداد دعاه وكان يعمل إماماً وخطيباً بالمكافأة ، متزوج ولديه طفلة “كريمة” عمرها سنة ونصف ، ورضيع “أدهم” عمره 40 يوماً يوم استشهاد والده ، ثم عدلوا اسمه وغيروه إلى “عطية” تيمناً بوالده الشهيد .
تميز عطية بحسن الخلق ومكارم الأخلاق ، كان يحفظ القرآن ويعلمه للنشئ منذ شبابه إبان أن كان طالباً في الجامعة ، مشهود باحترامه وحسن المعاملة ، وخدوماً يسعى لإسعاد الناس وتلبية احتياجاتهم ، وهو أحد الركائز في أعمال البر ورعاية المرضى والفقراء والأيتام في قريته ، يجتمع مع شباب الإخوان لتجهيز وتوزيع شنط رمضان ، وعيدية العيد ، ومصاحبة المرضى في رحلة علاجهم.
وكان –رحمه الله- ناشطاً وفاعلا في كافة الأعمال والنشاطات الخيرية والدعوية والخدمية ، فكان واحداً من منظمي القوافل الطبية للعلاج المجاني ، وكذلك القوافل البيطرية ، والأسواق الخيرية للتخفيف عن كاهل الأسر غلاء الأسعار.
كان عطية واعياً بالمشهد المصري مدركاً لحقيقة المؤامرات التي تحاك بمصر وهويتها الاسلامية ، ومحاولات رموز الثورة المضادة في إفشال التجربة الاسلامية وإنهاء ثورة يناير ومكتسباتها.
كان من أوائل المشاركين في ثورة يناير وأحد الأبطال الذين أصيبوا في ميدان التحرير إبان الأيام الأولى للثورة ، وحين وقع الانقلاب العسكري ونادى المنادي للتظاهر والاعتصام ، اعتصم بميدان رابعة العدوية وأصبح يخرج لأداء عمله ثم يعود للميدان ، وظل كذلك حتى أخد أجازة من عمله في أواخر شهر رمضان ليداوم الاعتصام.
اصطحب عطية زوجته وأولاده في الميدان حتى يوم الاثنين قبل استشهاده بيومين ، عاد بأهله للمنزل وإنهاء بعض المتعلقات بعمله ثم عاد وحده يوم الثلاثاء.
تقول زوجته:
في يوم الثلاثاء جهزت له ملابسه ، وكان قلبي مقبوضاً وأحسست بأنها لحظات الوداع ، وكان يراودني شعوراً بأنه سيموت شهيداً ، خرج من المنزل عصراً ووصل الميدان قبيل المغرب.
وتضيف: واتصل علينا الساعة التاسعة مساء وأوصاني على الأولاد ، وأخبرني أنه سينزل البلد صباح الأربعاء للعمل ثم يعود ، لكن يوم الأربعاء بدا يوماً غير عادياً ، اتصلت عليه في صباح الأربعاء فلم يرد ، وفتحت التليفزيون ورأيت عمليات الفض قد بدأت واتصلت به مرة اخرى في حدود الساعة التاسعة فلو يرد ، فنزلت عند أهله وقلت لهم عطية استشهد.
ويروي مصطفى الرفاعي رفيق عطية في الميدان: استيقظنا صباحاً على أنباء اقتحام الميدان ، وأيقظنا عطية وكان هادئاً رغم بدء عمليات الضرب ووقوع إصابات وشهداء والناس تجري حيث ضرب النار من كل الاتجاهات ، وقيل لنا نتجه ناحية المنصة وتحركنا لكن عطية رفض واتجه ناحية مدخل الميدان عند طيبة مول قائلاً “أمال إحنا جايين هنا ليه؟” ، لكني أصبت بخرطوش وذهبت للمستشفى الميداني لإخراجه ثم عدت فلم نجد عطية ، ولم نعرف عنه شيئاً حتى جاءنا اتصال يعلن نبأ إصابته برصاصات الغدر في رأسه من الخلف لتخرج من الأمام وترتقي روحه الطاهرة إلى مولاها.