لا يبكي قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي على أنين الغلابة، سواء في بحثهم عن حق الحياة في الدنيا، أو شوقهم في زيارة بيت الله الحرام، فحرم عليهم السيسي الدنيا والآخرة، ولم يترك لهم إلا الفقر والجوع، والتخوين، في الوقت الذي ينفق فيه السيسي مليارات الجنيهات من أموال الغلابة لدعم الأغنياء واستجداء عطف الأجانب للتعطف عليه بزيارة وطن ينهار اقتصاديا وسياحيا وأمنيا، خاصة في ظل الحرب التي اختلقها السيسي بزعم الإرهاب.
وقالت إيمان سامي، رئيس لجنة السياحة الدينية ببرلمان الدم، إن أسعار تذاكر الحج التي حددتها شركة مصر للطيران أحدثت مشاكل مع الحجاج بسبب ارتفاع الأسعار التي تعد “مبالغ فيها جدًا”.
وأعلنت شركة مصر للطيران للخطوط الجوية، في وقت سابق، بأن أسعار تذاكر حجاج القرعة تبدأ من عشرة آلاف و350 جنيها، بينما تبدأ أسعار تذاكر الحج السياحي من عشرة آلاف و600 جنيه وحتى 16 ألفا و400 جنيه شاملة الرسوم والضرائب، وأوضحت أن هذه الأسعار تختلف وتتصاعد وفقا لعدد الأيام وتوقيت الحجز وكونها أياما مميزة.
وأضافت سامي في تصريحات صحفية، أن الأسعار التي قررتها مصر للطيران جاءت بزيادة 140% عن العام الماضي، متسائلة: كيف يكون الزيادة في موسم العمرة 67% بعد التعويم مباشرة، وتتضاعف الأسعار في الحج؟.
وطرحت شركة “مصر للطيران”، سعة مقعدية تصل إلى 63 ألف مقعد لنقل حجاج بيت الله الحرام، تخصص منهم حوالي ٤٠ ألف مقعد بالأسعار المعلنة، و23 ألف مقعد للحجاج من راغبي الحج السريع، الذين يمكنهم السفر على الدرجات السياحية، ودرجات رجال الأعمال حيث تتفاوت سعر التذكرة وفقا للمدة والدرجة المطلوبة.
بيزنس تجار الحج
وتحولت رحلات الحج في عصر السيسي لعمليات بيزنس استحوذ عليها رجال الأعمال ومسئولون في حكومة الانقلاب، في الوقت الذي فرضت السعودية رسوما على تأشيرات الحج العمرة «2000 ريـال».
وتستأثر الشركات السياحية التي يمتلك أغلبها رجال في الداخلية والجيش، بكل مميزات الشركات السياحية الكبرى من إعفاءات ضريبية وجمركية على كل شىء وصولاً بالأتوبيسات والسيارات الخاصة والتى تستغلها بعض الشركات كسيارات معفاة من الجمارك ولكنها لا تستعمل فى السياحة بل فى الاستعمال الشخصى وغير ذلك من المخالفات الكثير للدرجة التى جعلت هذه الشركات تسيطر على غرفة شركات السياحة فى مجلس الإدارة والجمعية العمومية.
وازداد نشاط هذه الشركات بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن وصل عدد المعتمرين المصريين إلى أكثر من مليون معتمر فضلاً عن نحو 90 ألفا من الحجاج، حيث تعتبر مصر الدولة الأولى فى عدد المعتمرين، ولذلك كما يقول بعض الخبراء إن إنفاق المصريين على الحج والعمرة يبلغ حالياً نحو 3.5 مليار دولار.
استجداء سياحة فاشلة
وفي الوقت الذي يتم فيه التضييق على الحجاج، وحرمانهم من أداء مناسك الحج والعمرة، بعد ان ارتفعت أسعار العمرة لأكثر من عشرين ألف جنيه، والحج لما يقارب المائة ألف جنيه للحج الاقتصادي، توالي “مصر للطيران” إعطاء عروض للأجانب في المنتجعات السياحية بنصف الثمن وتستأجر شركة دعاية أمريكية بالملايين رغم استمرار تدهور السياحة.
ويأتي التضييق على الحجاج ماديا ضمن هجوم من إعلاميي الانقلاب علي الحج والعمرة للمصريين، والمطالبة بقيود عليهما بحجة تقليل النفقات وتوفير العملة، حتى سيطرت حالة من الغضب على الفائزين بقرعة حج بيت الله الحرام بعد إعلان شركة «مصر للطيران» عن الأسعار الجديدة لرحلات الحج التي تتراوح نسب الزيادة فيها بين 98% و138% مقارنة بالعام الماضي من حوالي 15 الي 30 ألف جنيه.
وينفق السيسي مليارات الجنيهات على حيله الفاشلة في استجداء السياحة وتنسيط حركة السائحين الأجانب إلى مصر، في ظل انهيار القطاع، حيث لجأ نظام السيسي إلى حيلة جديدة للترويج لمصر في أحد المحافل الدولية «بورصة برلين»، والتي أثارت عاصفة من السخرية والانتقاد، على خلفية عرض الوزير صورا في العاصمة الألمانية لمتضرري السياحة، لاستجداء عطف السائحين الألمان، ما وصفه الكثيرين بالتسول، والتشهير بمصر خارجيًا.
وقامت سلطات الانقلاب بالمشاركة في الحملة السياحية على الإنترنت بعنوان “هي دي مصر”، بوضع صوره الخاصة للترويج لمصر، لإعادة الحركة السياحية الوافدة للبلاد، ما رآه البعض ليس ذا جدوى في تنشيط السياحة، رغم إنفاق ملايين الدولارات.
كما اعتمد السيسي في تصدير الراقصين والراقصات إلى عدد من دول أوروبا لتنظيم حفلات رقص شعبي فاشلة، لاستجداء السياحة الغربية، في الوقت الذي أثارت هذه الحملات سخرية نشطاء مواقع التوال الاجتماعي.
وقال كامل أبو علي، الخبير السياحي، إن أسلوب التسويق لمصر سياحيًا، غير حضاري وليس مقبولًا، وأقرب للتسول، مشددا في تصريحات سابقة علي أن قطاع السياحة يمر بوضع كارثي بعد حادث الطائرة الروسية، يتفاقم كل يوم عن الآخر، ما يتطلب تشكيل مجلس للأزمات لوضع تصور فاعل للخروج من الأزمة.
وقال الدكتور زين الشيخ، الخبير السياحي، إن الأدوات التي استخدمتها وزارة السياحة للترويج لمصر في برلين ليس لها علاقة بوسائل الترويج العالمية من قريب أو بعيد، مضيفا أن هذا الأسلوب تقليدي لن يجدي نفعا في استقطاب السائحين لمصر.
ولفت الي أن وزارة السياحة لم تعتمد علي مقومات تنشيط حركة السياحة و جذب السائحين، وإنما اتبعت أسلوبا لا يعدو، عن كونه أسلوب هواه، سواء من خلال محاولة كسب تعاطف السائحين مع ما تمر به مصر من أزمة في القطاع.