شاهد.. «5» تصريحات هزلية للسيسى تؤهله للقب “سفيه مصر “

على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 24 و25 يوليو، انقعد مؤتمر الشباب الرابع بمحافظة الإسكندرية بمشاركة 1300 شاب وفتاة تم انتقاؤهم على الفرازة الأمنية وسط إجراءات أمنية مشددة، تسبب في شلل تام في مكان انعقادها.

وإذا كنا قد ذكرنا في تقرير سابق أن هذه المؤتمرات بلا جدوى ولا قيمة، فهي عبارة عن مكلمة وثرثرة، في ظل أجواء انعدمت فيها الممارسة السياسية الصحيحة، إلا أننا سوف نسلط الضوء على تصريحات رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي خلال اليومين، والتي تؤهله بحق للحجر عليه وحصد لقب “سفيه مصر ” وأن يكون رفيقا للزعيم الليبي الهالك معمر القذافي.

بنقعد ليه؟
التصريح الأول المثير للدهشة حيث يسأل السيسي ويرد على سؤاله: «بنقعد ليه؟ علشان نسمع بعض وأشكي لكم وتشكولي واشكي لكم حالي وحال بلدي»!

وهو كلام لا يصح أن يقوله مسئول رفيع ، فضلا أن يزعم أنه رئيس الجمهورية ، فالدولة لا تدار بمنطق الفضفضة والطبطبة وأشكي لك همي والشعبوية المتجاوزة للمؤسسات بما فيها الأحزاب السياسية، وإنما تدار الدول بمنطق احترام قواعد الدستور بإتاحة المعلومات الكاملة لكل مواطن ليعرف الحقائق عن أداء الحكومة وعن المال العام وعن الإنفاق وعن السياسات بشكل عام. كما أن هناك مؤسسات دورها أن تصل بالتقارير إلى السلطات العليا للعمل على حلها، وليس انتظار مجموعة من الشباب تأتي بهم الأجهزة الأمنية لكي يشكوا له همهم.

أجيب منين؟
ولعل التصريح الأكثر غرابة وحظي باهتمام إعلامي واسع وعلى مواقع السوشيال ميديا، هو انفعال “السفيه” عندما طالب أحدهم رفع مرتبات المعلمين لأنها ضعيفة وقال: (انت فاكر إني مش عارف إن المرتبات ضعيفة ، طبعا أن عارف إن المرتبات مش جيدة لكن قل لي أجيب منين؟).

والحقيقة أنه لو كان الحوار جادا وغير معلب أمنيا ، لخرج فيه من يوضح منين يجيب، فالسفيه هو أهدر أكثر من مائة مليار جنيه على مشروع تفريعة قناة السويس بلا جدوى ولا قيمة اقتصادية وبرر ذلك بأنه من أجل رفع الروح المعنوية للشعب، ويواصل إهدار أموال الشعب على مشروعات بلا جدوى منها إنشاء مدن جديدة مع أن الأولوية هي لإنشاء المصانع وإعادة تشغيل ما تعطل منها وتحديث إدارة الانتاج لتعظيم الدخل القومي وليس لبناء مدن ضخمة جديدة بدون أي ضرورة تقتضيها اللحظة ولا المستقبل القريب ، وأن من يخطط لنهضة أمة يكون مشغولا بالإنفاق على المزيد من المدارس والمكتبات ومراكز الأبحاث وليس بالإنفاق على تأسيس المزيد من السجون.

مدن لم يبنها أحد في العالم!!
وتحدث السفيه بأحاديث مترعة بالأحلام الضخمة التي لا تخضع لمنطق ولا واقع ولا أفكار عملية، من مثل قوله أنه سوف يبني على الساحل الشمال ، البحر المتوسط، مدنا لم يبنها أحد في العالم كله ، وعندما سألته المذيعة : امتى يا ريس، أجاب على الفور: امبارح!!

وهو رد ساخر عفوي لكنه -عمليا- هروب من الالتزام بأي “واقع” أو جدول زمني محدد، امبارح، يعني لا أحد يناقشني في الحلم أو يقول لي متى يتحقق، وقد تنشأ تلك المدن في القرن الثالث والعشرين، كما أنه من الناحية العملية والجغرافية فإن الساحل الشمال بكامله الآن تم الاستيلاء عليه وبناء قرى سياحية، من الاسكندرية إلى مطروح، والمساحة الباقية ما بين العلمين ومطروح في الضبعة سيتم تخصيصها لمنشآت المفاعل النووي، فأين تبنى هذه المدن التي لم يعرفها العالم كله؟!

وما نراه عمليا وواقعيا في المدن القائمة على الساحل الشمال الشرقي يتناقض تماما مع تلك الأحلام، فقد كانت لدينا مدن سياحية واعدة مثل “العريش” يتم تدميرها الآن وتهجير أهلها بدعوى مكافحة الإرهاب، وكان معها منشآت سياحية وقرى سياحية كان يتباهى بزيارتها السيسي نفسه، أصبحت مهجورة وخرابا.

رفع الاحتياطي النقدي إلى 350 مليار دولار
في عالم الأحلام تحدث السفيه كذلك عن أنه “ينوي” رفع الاحتياطي النقدي لمصر إلى ثلاثمائة وخمسين مليار دولار ، رغم أن هذا الاحتياطي في أفضل، وعز الاستثمار واتساع السياحة وضخامة تحويل العاملين في الخارج ونشاط التصدير لم يصل إلى الأربعين مليار، فما هي القدرة الخارقة للعادة التي ستصل به خلال سنوات إلى ثلاثمائة وخمسين مليار دولار في الوقت الذي لا يتجاوز فيه الاحتياطي النقدي الآن الثلاثين مليارا ، كلها تقريبا ديون وودائع لدول عربية وأجنبية والبنك الدولي؟!

الاحتياطي من الناحية الحقيقية صفر، وفي الوقت الذي تعلن فيه أن الدولة دخلت في حرب استنزاف مع الإرهاب ونفقات متنامية على السلاح، وسوق السياحة مضروب بالكامل، والتصدير شبه معطل والديون الخارجية وصلت إلى تخوم السبعين مليار دولار والديون الداخلية تقترب من ثلاثة ترليونات جنيه والحكومة تبشر الناس بأيام صعبة وأيام بؤس مقبلة أكثر من البؤس الذي يعيشونه، فبأي منطق في ظل تلك الأزمات الطاحنة والتخبط يحدث السفيه عن حلم أن يصل الاحتياطي النقدي إلى ثلاثمائة وخمسين مليار دولار ، إنها الإدارة بالأحلام.

مكتبة ضخمة بالعلمين!
وفي دنيا الأحلام زار السفيه مكتبة الاسكندرية، ويبدو أنه انبهر بها، فتحدث عن أنه “ينوي” أن ينشيء مكتبة عالمية ضخمة مثلها في مدينة العلمين على الساحل الشمالي!!

دعك من حديث السفيه أننا دولة فقيرة للغاية ومنين أجيب فلوس للناس، ولكن لا يمكنك الهروب من الدهشة من تصريحه حول إنشاء مكتبة عالمية في صحراء العلمين، فأن يفكر السيسي في تأسيس مكتبة بهذه الضخامة في منطقة لا يزورها الناس عادة إلا شهرين في العام، وعدد سكانها قليل للغاية، والنشاطات الحياتية وأولوياتها بعيدة إلى حد كبير عن الثقافة العالمية التي من أجلها أسست تلك المكتبات الحديثة الضخمة، إنه لم يفكر في أن يؤسس مثلها في العاصمة مثلا أو حتى في أسوان أو موقع وسط صعيد مصر المنسي، أو الدلتا التي خرجت تقريبا من أي تخطيط حضاري ، ولكنه فكر في “حلمه” أن ينشئها في صحراء العلمين.

حقا إنه قرين القذافي ولا مكان يؤيه بحق إلا مستشفى الأمراض العقلية..

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...