“ريجيني وثروت”.. الرعب يجتاح أسر المختفين قسريا

بات أمرًا شبه عادي أن يستيقظ المصريون على خبر اغتيال عدد من الشباب برصاص الانقلاب، تم القبض عليهم في وقت سابق، وهو ما بات يعرف بـ”تصفية المختفين قسريًا”، فقد غصت شبكات التواصل الاجتماعي في مصر منذ أمس الثلاثاء بصورة جثة شاب مصري عليها آثار التعذيب الشديد، وجدت ملقاة في صحراء الفيوم، وقال ناشطون إن الجثة تعود لشاب اعتقلته قوات الأمن قبل يومين.

وفي مفارقة لا تخلو من دلالة، قال نشطاء: “في اليوم اللي قرر فيه -السيسي- يعمل منظر في مؤتمر الشباب.. البلد صحيت على جثة شاب مقتول من التعذيب بعد القبض عليه ورميه على طريق الفيوم، موسم قتل الشباب”.

وعبّر عبد الرحمن حسين عن حالة الاعتياد السائدة: “صور الناس اللي بتموت من التعذيب في مصر حاجة بشعة جدا.. الأكثر رعبا إنها بدأت تكون روتينا يوميا”.

الضحية هذه المرة يدعى “ثروت سامح”، لا تختلف قسمات وجهه العشريني عن قسمات وجه الشاب الإيطالي “جوليو ريجيني” الذي وجد مقتولا بنفس طريقة التعذيب، التي يتقنها ويتفنن بها جهاز الأمن الوطني، أمن الدولة سابقا، ولكن الفرق الوحيد أن أوروبا وقفت خلف “ريجيني” فمن يقف خلف شاب مصري من عشرات الضحايا؟

وماذا سيفعل الاتحاد الأوروبي الذي أعاد شراكته مع سلطة الانقلاب أمس في بروكسيل رغم تقرير العفو الدولية المحذرة من إبادة حقوق الإنسان في مصر؟

عبدالغفار الجزار!
وقال النشطاء إن عصابة الانقلاب اعتقلت الشاب في مدينة 6 أكتوبر قبل يومين، ووفقا لما أكده مركز الشهاب لحقوق الإنسان، فقد تعرفت أسرة الشاب على جثته نجلها، موضحة أنه يبلغ من العمر 19 عامًا، وأن أجهزة الأمن كانت قد اعتقلته من مدينة 6 أكتوبر، واقتادته إلى مكان مجهول، قبل العثور على جثته بيومين.

وحمّل المركز الحقوقي وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب مسؤولية قتل سامح، مطالبًا النيابة العامة بالتحقيق في تلك الواقعة والوقائع المماثلة وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة.

وكتب شريف شاكر: “ثروت سامح، ريجيني جديد، لكن هذه المرة مصري للأسف، فلن يهتم أحد به، ولك أن تتخيل وقْع مثل هذه الأخبار التي أصبحت شبه يومية على أهالي المختفين قسريا والمعتقلين، الذين يموتون قهرا في كل لحظة خوفا من أن تكون أسماء أولادهم هي التالية في شريط الأخبار… بلغنا درجة من الظلم لم نسمع عنها من قبل ولا حتى في الروايات، اللهم العن هذا الطاغية وأهلكه وكل أعوانه فإنهم لا يعجزونك، ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين”.

ولفت مركز الشهاب لحقوق الإنسان، في بيان له، إن واقعة “سامح”، تدق ناقوس الخطر مع تزايد حالات القتل والتصفية والتعذيب للمعتقلين، وغياب أي رقابة أو محاسبة لقوات الأمن التي تقوم بتلك الجرائم التي لا تسقط بالتقادم.

وحسب تحقيقات إيطالية، فإن “ريجيني”، كان محتجزا في جهاز الأمن الوطني، لاتهامه بالتخابر، وهو ما تنفيه سلطات الانقلاب قبل أن تضطر لاحقا للاعتراف أنه كان تحت الرقابة الأمنية!

ومنذ تولي اللواء مجدى عبدالغفار منصب وزير الداخلية في حكومة الانقلاب، زادت بشكل ملحوظ عمليات التصفية التي تعلن عنها الوزارة، والتي باتت نهجا دوريا ومستمرا للوزارة، في غياب تام لأي رقابة قضائية أو مساءلة برلمانية.

الخطير في الأمر تنفيذ داخلية الانقلاب عمليات التصفية بحق مختفين قسريا تحت إشراف رئاسي مباشر، وبعلم من السفيه عبدالفتاح السيسي، كون الوزارة تخضع لإشراف مباشر من مستشار السفيه للشئون الأمنية اللواء “أحمد جمال الدين”.

تغول الشرّ
ومعلقاً على الخبر الذي تم تداوله في المواقع الرسمية من أن الداخلية هي من عثرت على الجثة، علق الإعلامي عمرو القزاز: “نحن أمام حالة تصفية بشكل آخر ليس تبادل إطلاق نار.. عذبوه حتى الموت ورموه بالصحراء وسرّبوا الصور للإعلام باعتبار أن الأمن وجده ويحقق في الأمر”.

ويشير المركز العربي الإفريقي للحقوق والحريات إلي ارتيابه من الرواية الصادرة من سلطات الانقلاب بشأن مقتل الشاب ثروت سامح الذي أعلنت قوات الأمن العثور علي جثته بصحراء الفيوم أول أمس. حيث وجدت جثته وعليها آثار تعذيب شديدة علي من صعق بالكهرباء وجروح ضرب بسياط مع شهادة شهود عيان باختفاء الضحية يوم 22 يوليو الماضي من مدينه السادس من أكتوبر.

وقال المركز إن سبب تخوفه حادثة مشابهة رصدها المركز منذ قرابة العام وهي حادثة مقتل الطالب إسلام عطيتو ومن ثم إعلان قوات الأمن العثور علي جثته بالصحراء وبتحري المركز ومراكز حقوقية مختلفة خلف الحادث تبين اختطافه من أمام بوابات الجامعة أثناء خروجه منها وإخفاؤه قسريا ومقتله نتاجا للتعذيب بمقر احتجاز تابع لأمن الدولة.

وطالب المركز سلطات الانقلاب بفتح تحقيق بحادث مقتل الشاب ثروت سامح والإعلان عن الجناة، محذرا من التغول الجائر من سلطات الانقلاب علي حقوق الإنسان وآدمية مواطنيها.. ويؤكد بدأ تحركه في إجراءات الوقوف علي تفاصيل الواقعة وأصلها.

وأعادت إلهام رمضان التذكير بقضية “ريجيني”: #ثروت_سامح دمه في رقبتكم، الله يحرقكم فعلا قتلوه كما لو كان مصريا ده حالنا سجن وتعذيب وقتل وتصفية”.

وعلق المدون عمار مطاوع: “صورة جثة الشاب المصري ثروت سامح مرعبة وآثار التعذيب اللي عليها غير آدمية.. مش عارف أكتب عنه إيه ولا قادر أشير صوره عشان لو الأطفال شافوها”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...