26 يوليو.. شفرة “التفويض” التي أغرقت مصر بالدم

في مثل هذا اليوم 26 يوليو 2013، وبعد 3 أسابيع من انقلابه، ألقى السفيه عبدالفتاح السيسي خطابًا، طالب فيه الشعب المصري بالخروج في مظاهراتٍ تمنحه تفويضًا لمحاربة الإرهاب المحتمل، هذا الإرهاب لم يكن في نظر جنرالات الانقلاب سوى مقاومة المصريين لسحق ثورتهم وضياع حلم الكرامة والحرية.

و”من الترويج لإرهاب محتمل؛ إلى إرهاب لا يُحتمل”.. هكذا مرت 4 سنوات دموية على تفويض السفيه السيسي، الذي انقلب على الشرعية بزعم إنهاء حالة الصراع والانقسام وتحقيق الاستقرار، فيما يؤكد مراقبون أنه عقب تفويضه للقضاء على الإرهاب المحتمل؛ بدأت سلسلة مجازر دموية في ربوع مصر، ووصل العنف إلى قلب العاصمة.

من جانبه قال عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، مصطفى البدري، إن “إرهاب الدولة الذي يمارسه السيسي وقواته من الجيش والشرطة، بغطاء من القضاء والإعلام؛ هو الخطر الحقيقي؛ لأنه يقتل آلاف الأبرياء، ويسجنهم ويعذبهم باسم الدولة”.

شفرة الدم
كان واضحًا أن هناك رسالة فهمها السيسي وجنرالاته وأذرعه، وهي أن المطلوب كان تفويضًا بالتصدّي للمعارضة السلمية بالقتل والسحق والقمع، واتخاذ أقصى إجراءات الإجرام ضدها باسم مكافحة الإرهاب.

فهذا هو مغزى دعوة بلطجية النظام لتحمل “المسؤولية” مع السيسي، لأن قيام الدولة بمهامها العادية في حفظ الأمن لا يتطلب مثل هذا التفويض، أو المشاركة في المسؤولية، حتى لا نقول التورّط مع الفاعل!

وأضاف عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، مصطفى البدري، أن “الإرهاب الذي تمارسه الدولة؛ سيكون له مردوده الطبيعي من جنوح كل أصحاب المظالم إلى استعمال السلاح، وردود الفعل هذه لا يصح أن تسمى إرهابا، وإن جاز ذلك فلنا أن نقول إن مصر في عهد السيسي دخلت في دوامة من إرهاب الدولة، ويقابله إرهاب الجماعات والتنظيمات المسلحة، وهي في طريقها إلى المزيد”.

توريط الشركاء
وقد كانت الحاجة إلى مثل هذا “التفويض” من أجل توريط شركاء السفيه السيسي في مستنقع الدم، بدايةً من تلاوة بيان الانقلاب على الرئيس محمد مرسي يوم الثالث من يوليو، حيث ظهر السيسي محاطاً بشخصياتٍ، مثل شيخ الأزهر وزعيم الكنيسة القبطية البابا تواضروس الثاني، وعدد من قادة الأحزاب والشخصيات العامة.

ومثل هذه الشخصيات لا تظهر، في العادة، في بيانات الانقلاب، وكان القصد توريط هؤلاء في العملية، حتى يتفرّق دم شهداء رفض الانقلاب بين القبائل والطوائف والأحزاب.

المفارقة أن السيسي الذي حرّم كل نوع من التظاهر، دعا بالتزامن مع الاحتفال بذكرى ثورة يوليو إلى التظاهر وشغل الميادين، وبالفعل دارت عجلة الإعلام وتم حشر الراقصين والمطبلين وخرجوا ورقصوا وفوّضوا، كما تورط شيوخ وقساوسة ودعاة منابر، وعديد من المثقفين والسياسيين وزعماء الأحزاب في هذه الزفّة.

وكانت النتيجة، كما هو معلوم، الفضّ العنيف للاعتصام في ميدان رابعة العدوية، وقمع المتظاهرين في كل موقع، واعتقال عشرات الآلاف من الناشطين، ومحاكمات جماعية أصدرت مئات أحكام الإعدام على ناشطين من كل التوجهات. وفي سيناء، اتّخذ النظام إجراءاتٍ كان السيسي نفسه قد حذّر، عندما كان وزيراً للدفاع، من عواقبها المدمرة على السلم الاجتماعي.

إرهاب الانقلاب
من جهته؛ قال القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، إسلام الغمري، إن “الانقلاب هو الإرهاب ذاته، فالإرهابي هو من يقتل ويعتقل ويعذب ويطارد كل معارضيه”.

وأضاف في تصريح صحفي أن “إرهاب الدولة هو الأكثر شراسة وبشاعة من إرهاب أي كيان أو أفراد”، مشيرا إلى أن ما يسمى بـ”الإرهاب لم يكن له وجود قبل الانقلاب العسكري، الذي جعله اليوم واقعا مريرا”.

وأوضح الغمري أن السيسي يتخذ “الإرهاب الذي يدعي محاربته نيابة عن العالم؛ ذريعة للتغطية على فشله الذريع، وليضمن دعم الخارج له”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...