انتهاء المهلة.. تهديدات عبثية وارتباك في دول الحصار

الاثنين تنتهي مهلة دول الحصاروهي الأيام العشر التي حددتها السعودية والإمارات حتى ترد دولة قطر على قائمة إملاءاتها. ومع الرفض القطري الذي أعلن عنه وزير الخارجية القطري أمس ظهرت بوادر التشنج والارتباك في وسائل إعلام دول الحصار التي لا تجد تهديدات مؤثرة يمكن التلويح بها بعد أن استنفدت كل أوراقها جملة واحدة.

واستبقت الدوحة نهاية المهلة وأكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، أمس الأول، أن القائمة التي أعدتها دول الحصار قدمت لكي ترفض، وأنها تستهدف المس بسيادة قطر.

وأضاف -فى تصريحات للصحفيين فى روما- أن قطر مستعدة للجلوس وبحث القضايا التى طرحتها الدول العربية. وقال: «قائمة المطالب سترفض ولن تقبل.. نريد خوض حوار ولكن بشروط مناسبة»، مضيفا أن قطر «لن تغلق قاعدة عسكرية تركية تستضيفها لأنها جزء من اتفاق دفاعى بين دولتين لهما سيادة كما لن تغلق قناة الجزيرة». وزاد أن قطر «لا ترى احتمالا لعمل عسكرى وتعتقد أن هناك ما يكفى من الحكمة لتجنب هذا التصعيد».

عقوبات جديدة
وادعى المندوب الدائم للسعودية فى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمى أن قطر ما زالت مصرة على زعزعة أمن السعودية ودول المنطقة ودعم الإرهاب الذى هدد العالم بأسره.

وتأتي هذه الاتهامات الجزافية من جانب دول الحصار دون أن تقدم دليلا واحدا على صحة مزاعمها بل إن هناك اتهامات لمؤسسات سعودية بدعم الإرهاب وتدخل الإمارات السافر لعصابات حفتر المسلحة وتهديد الأمن الليبي والتدخل في شئون ليبا أمر لا يخفى على أحد حتى انتقدت الأمم المتحدة موقف أبوظبي في بيانات رسمية.

وقال المعلمى، فى بيان، نشرته وزارة الخارجية السعودية أمس: إن «السعودية والإمارات والبحرين ومصر اتخذوا قرارا سياديا بمقاطعة قطر، حفاظا على ضبط الأمن فى المنطقة، والضغط على الدوحة لوقف دعم الإرهاب».

كما تابع المعلمى أن «قطر اختارت أن تكون إيران حليفا لها، واستمرت 20 عاما بدعم الجماعات الإرهابية، مع علمها بما يكيدونه ضد دول المنطقة».

وأكد قائلا: «حفاظا من الدول الأربع على إبقاء قطر فى محيطها الطبيعى، فقد أعطيت فرصا عدة لوقف دعمها للإرهاب، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، آخرها فى عامى 2013 و2014، إلا أن هذه المساعى فشلت، ولم تلتزم الدوحة بالمطالبات».

وذكرت مصادر خليجية لصحيفة «الحياة» اللندنية أمس، أن عقوبات جديدة ستوجه إلى المصالح القطرية لوقف تمويلها الإرهاب والحد من عبثها بالمنطقة، كما أن هناك توجها لتعليق أى تعاون خليجى تكون قطر طرفا فيه. هذا ولم تفضح هذه المصادر عن نوعية هذه العقوبات الجديدة.

تشنج وارتباك في دول الحصار
ومع انتهاء المهلة الممنوحة للدوحة للرد على المطالب مساء الأحد 2 يوليو 2017 تتجه الأنظار إلى الرياض وأبوظبي والمنامة التي قد تقدم على خطوات تصعيدية يمكن أن تشمل زيادة العقوبات الهادفة إلى محاصرة قطر اقتصادياً وتضييق الخناق عليها سياسياً بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

الموقف القطري الثابت أصاب صحف دول الحصار بحالة من التشنج، إذ خرجت عن مهنيتها وأعلنت عن عقوبات جديدة قد تتخذ ضد الدوحة.

وكتبت صحيفة “البيان” الإماراتية أن قيادة قطر باتت تدفعها “إلى المجهول”، محذرة من أن الدوحة تواجه “عقوبات حاسمة” بعد رفضها المطالب.

وفي السعودية عنونت صحيفة “الرياض” على صفحتها الأولى “التصعيد يلوح في الآفاق أمام مكابرة قطر”.

الجزيرة والإخوان
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها اليوم الأحد 2 يوليو 2017م فإن ما يجعل جيران قطر غير مرتاحين لوجود قناة الجزيرة هو نجاحها في تشكيل وعيٍ سياسي جديد بين العرب، وإثارة موضوعات مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.

وما يُشعِرهم أكثر بالبغضاء تجاهها هو وجهة النظر المنتشرة بشكلٍ واسع، التي تتبناها القيادة القطرية، بأن الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين وحماس سيصلون إلى الحكم عاجلاً أم آجلاً في المنطقة كلها، سواء كان هذا عن طريق ثورةٍ أو انتخاباتٍ ديمقراطية.

ووفقا للجارديان، ركَّزت الدول المجاورة لقطر على هذه النقطة، عندما قدَّمت قائمةَ مطالبها؛ نظراً لأهمية هذا الملف بالنسبة لإسرائيل والعديد من الدول الغربية، غير أنها لم تأتِ على ذكر حركة حماس في المطالب؛ للشعبية التي تتمتَّع بها الحركة لدى الجمهور العربي، حسب الغارديان.

تقول الغارديان: “إذا ما نظرنا إلى الحالات القليلة التي أُقِيمَت خلالها انتخابات حرة ونزيهة في دولٍ عربية سُنية، التي فازت الأحزاب الإسلامية في أغلبها، على الرغم من أنه لا يُسمح لها بالبقاء في السُّلطة لفترةٍ طويلة، فإن افتراض قطر وصول الإسلاميين إلى الحكم يومًا ما يعد أمرًا واقعيًا. لكن بالنسبة لجيران قطر فإن هذا خرافة.

ووتضيف الجارديان أن الأنظمة العربية، التي تُحاكم قطر اليوم، وتُعد محورًا للثورة المضادة في المنطقة، تتعرَّض لخطر الإطاحة بها من قبل ثورة شعبية، واستبدالها بجماعات إسلامية؛ لذا فإن رؤية هذه الجماعات وهي تُقدَّم كمعارضةٍ سياسية شرعية على قناة الجزيرة، والسماح لها بالدعوة إلى التغيير السياسي يُمثِّل تهديدًا واضحًا لوجود هذه الأنظمة.

وتؤكد الجارديان أن محور الثورة المضادة يُنفق موارد ضخمة لقمع وشيطنة نفس الأفراد والمجموعات (الإرهابيين)، الذين تمنحهم الجزيرة مساحةً للتعبير. والمشكلة بالنسبة لهم هي أن قطر تبدو على الجانب الصحيح من التاريخ.

لقد طفح الكيل بالعرب من الفساد والحكومات غير المُنتَخَبة التي لا نفع من ورائها، وباتوا مستعدين لأي بديل في المستقبل طالما كان لا يشبه الماضي وفقا للجارديان.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...