همسة رمضانية ” الصبر على الابتلاء “

البــــلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه؛ فهناك من يُبتلى بنقمة أو مرض أو ضيق في الرزق أو حتى بنعمة .. فقد قضى الله عزَّ وجلَّ على كل إنسان نصيبه من البــــلاء؛ قال تعالى {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِفَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 2,3] .. فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلاءه، فيهون عليه الأمر .. ومنهم من سيجزع ويتسخَّط، فيزداد الأمر سوءًا عليه ..

وهذه رســــالة إلى كل مُبتلى، وكل الناس مُبتلى ومُصاب ..

هوِّن على نفسك، فمهما كانت شدة البلاء سيأتي الفرج من الله لا محالة ..

فكيــــف تنــــال هذا الفضل العظيــــم وتصير من عبــــاد الله الصــابريـــن؟؟

اعلم إنك لن تتحصل على الصبر إلا بالتدريب .. قال رسول الله “.. من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر” [متفق عليه] .. وعلى قدر استعدادك، يكن صبرك على المشاكل والابتلاءات التي تعتريك في الطريق ..

فعليك أن تستعد بأخذ الأسباب وخطوات التصبر التالية؛ حنى يهون عليك البلاء وتنال عظيم الثواب:

أولاً: معرفة الحكمة من البـــلاء .. فالله سبحانه وتعالى يبتلي ليُهذب لا ليُعذب .. فعليك أن تفهم لماذا يبتليك الله تعالى ..

1) البلاء في حق المؤمن كفارة وطهور .. فقد نُبتلي بذنوبنا ومعاصينا؛ كي يُكفِّرها الله عزَّ وجلَّ عنا فلا نقابله بها، ويوم القيامة ستتمنى لو أنه قد أعطاك المزيد من الابتلاءات في الدنيـــا ..

عن النبي قال “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه” [متفق عليه] ..

2) البـــلاء دليل حب الله للعبد .. والمُحِب لا يتضجر من فعل حبيبه أبدًا، قال رسول الله “إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع” [رواه أحمد وصححه الألباني] .. وقال رسول الله “مَنْ يُرِد الله به خيرًا يُصِبْ منه” [صحيح البخاري ].

3) البـــلاء يُبلغك المنازل العلا .. برفقة النبي محمد ، فالعبد تكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره، حتى يبلغه إياها .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله “إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها” [رواه أبو يعلى وابن حبان وقال الألباني: حسن صحيح، صحيح الترغيب والترهيب (3408)] ..

فلا تستعجب إن رأيت أعداء الله يُمكَّن لهم في الأرض، بينما أهل الإيمان مُستضعفون في كل مكان .. فقد قال رسول الله “مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى يأتيه أجله، ومثل المنافق كمثل الأرزة المجذية التي لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة” [متفق عليه]

وهكذا يكون حال المؤمن ما بين الابتلاءات ونزول الرحمات حتي يُلاقي الله عزَّ وجلَّ، أما الكافر فإذا أخذه لم يفلته ..

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لو محتاجة حلويات فى اللانش بوكس.. إليك طريقة عمل الكوكيز

إعداد حلوى شهية وبسيطة هو أمر تبحث عنه جميع ربات البيوت المهتمات بتقديم كل ما ...