عودة الجنرال الأخرق

بقلم: د. عز الدين الكومي

قبل عامين تقريبًا، وصفت صحيفة إيطالية، قائد الانقلاب بالرئيس الأخرق تعليقًا على زيارته لبابا الفاتيكان!.

فبعد حادث المنيا الذى أودى بحياة العشرات من الأقباط، وبدلا من أن يتم التحقيق فى الحادثه ومعرفة ملابساته، قام الجنرال الأخرق، بتوجيه طائراته المقاتلة لقصف مواقع إرهابية في “درنة” شرقى ليبيا، بزعم ضرب مواقع لتنظيم داعش، مع العلم أن درنة هى التى أخرجت تنظيم داعش من أراضيها، وأن قوات خليفة حفتر، حليف قائد الانقلاب، هي التى قامت بفتح ممر آمن لهم إلى سرت بوسط ليبيا، لكن المحير فى الأمرهو، مالصلة بين بين درنة والمنيا، على الرغم من أن المسافة بينهما تزيد على ألفي كيلومتر؟

ولم يكتف قائد الانقلاب بذلك، بل صرح بأن المقاتلين الذين خرجوا من حلب، قدموا إلى مصر، وأنهم متورطون بقتل الأقباط في محافظة المنيا، وحاول الاستنجاد بسيده فى البيت الأبيض، ليقدم له العون والمساعدة والذى علق على الحادثة بقوله : نزيف الدم المسيحي في مصر يجب أن يتوقّف.

وماله يا خويا يتوقف!

كماحاول إعلام مسيلمة الكذاب المأجور، أن يظهر حادثة المنيا، على أنها مخطط ممنهج واضح، لاستهداف الأقباط، نكاية في النظام اانقلابى، لإهانة النظام وإظهاره بالضعيف عن القدرة على حماية الأقباط!.

وقام بوصلات تحريضية كعادته، فى مثل هذه الحوادث، فقال أحد مخبرى أمن الدولة من الأذرع الإعلامية: مش هقدم التعازي للشعب المصري فى الاقباط الا ما نأخذ بثأرهم، إحنا مش كل يوم بدنا نقدم العزاء، العزاء بعد عودة الطائرات المصرية من ليبيا، الشعب المصري تحمل الكثير، وإحنا عمرنا ما كان هناك شيء اسمه مسلم ومسيحي، ومكتوب على مطار القاهرة، ادخلوا مصر آمنين ان شاء الله!.

وإعلام مسيلمة الكذاب الذى أعتاد الكذب، ويقوم باستضافة عدد من الخوابير الاستراتيجين والأمنيين، و جنرلات عسكر كامب ديفيد المتقاعدين، من مخرجى أفلام الخيال العلمى، للإستخفاف بعقلية المشاهدين، وهى أن النظام الانقلابى الفاشل، على كل الأصعدة، هو المسؤول أولا وأخيرا عن حماية المواطن، بصرف النظر عن دينه وعقيدته، لذلك نجدهم يضربون الذكر صفحا عن القصور الأمنى وفشل النظام، ويبحثون عن شماعات، ثبت للجميع مع مرور الوقت أنها مجرد خداع بصرى للمشاهد، ليس إلا!.

ولذلك يمكننا أن نطرح سؤلا بريئا، كبراءة أفيخاى أذرعى، المتحدث باسم جيش الاحتلال، الذى يهنئ الأمة بحلول شهر رمضان!.

كيف تسير حافلة فيها هذا العدد من المستهدفين، دون أي حماية أمنية، مع العلم أن أمريكا أطلقت صيحات تحذيرية لرعاياها قبل أيام، كما أن إعلام مسيلمة الكذاب منذ أسابيع حذر من كارثة قادمة، ومع ذلك تقع الكارثة تلو الكارثة، ولا يحاسب مسؤول عن أى تقصير، ولكن السؤال الأكثر وضوحا هو كيف عرف المهاجمون أن هناك حافلة بها أطفال ونساء أبرياء؟!

ولواستعرضنا تاريخ الجرائم التى تمت خلال فترة النظام الانقلابى، لا يوجد أي مساءلة لأى قيادة أمنية، بل يتم التعامل مع هذه الجرائم التى تتعلق بالأمن القومى، وكأنها حوادث سيرعادية تحصد العشرات يومياً، وبدلا من المحاسبة وعقاب المسؤول، يقوم إعلام مسيلمة الكذاب لجر الناس إلى طريق بعيد، للحديث عن الأزهر وتجديد.

الخطاب الدينى، واستدعاء “مرتضى منصور”وافساح المجال له فى الفضائيات الانقلابية، لافتعال معارك وهمية، أو محاولة الربط بين مايحدث فى مصر وبين ماحدث فى فرنسا أو بريطانيا أو غير ذلك من الشماعات!.

فى الوقت الذى يقوم فيه جلاوزة الشرطة، بتصفية الشباب الأبرياء فى الشوارع وفى وضح النهار وخارج إطار القانون بزعم محاربة الإرهاب!.

وللأسف أن النظام الانقلابى الفاشل، رد على حادثة الكنيسة الأخيرة بإعلان حالة الطوارئ، فماذا فعلت الطوارئ، وماذا قدمت له الطوارئ المعلنة فى سيناء منذ سنوات، سوى مزيد من قتل الجنود وقنصهم بصورة شبه يومية، والآن ننتظر من برلمان عبدالعال، قوانيين جديدة، وتعديلات لقوانين قديمة، وإلا ماذا ننتظر من برلمان أمنى، أعتبر إقدام النظام الانقلابى الفاشل، على غلق عدد من المواقع الصحفية هو بداية لمحاربة الإرهاب!.

ولكن الحقيقة هى أن النظام الانقلابى، مازال لعابه يسيل على النفط الليبى، لإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الخانقة، التى تسبب فيها النظام الانقلابى بغبائه، بعد وعود قدمها كل من قذاف الدم وحفتر لقائد الانقلاب، مقابل تسليمهم مقاليد الحكم فى ليبيا، وبمباركة من عيال زايد!.

كما أن الأحزاب الكرتونية الفاشلة، والتى لا وجود إلا فى العالم الإفتراضى، انتهزت الفرصة للتحريض على كل ماهو إسلامى بقولهم : ما زال حملة الفكر السلفي شركاء في الحكم، يروجون لفكرهم عبر منابر الإعلام والتعليم، وما زال مثقفو التنوير يزج بهم في السجون بنصوص قانونية، لا توجد إلا في الدول الفاشية، وما زالت أجهزة الدولة متخاذلة عن مكافحة التمييز بحسم، على المستوى التشريعي والتنفيذي وتعتمد على الجلسات العرفية في جرائم العنف الطائفي، ولو على حساب الحقوق والحريات العامة!
وهكذا يحاول كل داعمى النظام الانقلابى، الذى ثبت فشله، إلى البحث عن شماعات واهية، دون المساس بقائد النظام الانقلابى، المسؤول عن كل الكوارث التى حلت على المصريين!.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...