اطمئنوا وابشروا .. بقلم : عبد الرحمن جمعه

اطمئنوا وأبشروا

اطمئنوا وأبشروا

قال تعالى : “أَخْرِجُوا آل لُوط مِنْ قَرْيَتكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاس يَتَطَهَّرُونَ” – إنهم أناس يتطهرون- جملة تعليلية لما قبلها في قوله تعالى “أخرجوا آل لوط من قريتكم”.
كيف لك أن تتخيل سبب الإخراج والإبعاد والاضطهاد ؟ إنه الطهارة والنقاء والجمال واتباع الحق . إنه الابتلاء.
ولكي يرضى عنك المجرمون يجب أن تكون مجرما مفسدا حتى لا تخرج ولا تضطهد . أي منطق هذا؟ إنه منطق الغابة والسيادة فيه للفساد والبطش والعدوان والطغيان لكن رحمت الله تعالى وسعت كل شيء . قال تعالى : “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ” ومع اشتداد الأزمة وقد بلغت الروح الحلقوم واشتد التضييق نجد الحق سبحانه وتعالى يتدخل بلطائف قدره بالرحمة والنجاة لآل لوط ومن كان على شاكلتهم في أي زمان وعلى أي أرض وفي أي عصر . إنهم أناس يتطهرون فأنقذهم الله تعالى “فأنجيناه” فالفاء للتعقيب والنجاة لم تكن له وحده ولكن لمن تبعه في الطهر والإيمان من أهل التوحيد وقد يكون أنجيناه وأهله ممن آمن بدعوته من ذريته إلا امرأته وهنا وقفة . أن الدعوة خير والإيمان بها نعمة وأن الهداية بيد الحق سبحانه “إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ” فهذه إرادة الله تعالى اصطفى لدعوته رجال على الطهر عاشوا وللمحن استعذبوا فداء للحق فأنجاهم الله بقوته ثم يستمر سياق الآيات من سور النمر إلى مقطع قوله تعالى “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ” والمضطر حال المحنة والشدة يلجأ لله بالدعاء وهو على حال من الضيق لا يعلمه إلا الله فالدعاء إخلاص والدعاء عباده والدعاء رجاء والدعاء انفراجه والدعاء أنس بالله ومع الله والدعاء فرج قريب –ويكشف السوء- أي يزيل الألم والفساد وليس ذلك فقط انفراجه في الدنيا وتمكين وبشريات ومسح للجبين وراحة وهدوء ثم الجائزة العظمى ويجعلكم خلفاء الأرض وهذا هو قمة التتويج في الدنيا ومقدمة لجائزة الآخر رضا الله والجنة
والحمد لله

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...