هكذا يدمّر ترامب المنطقة لحماية الكيان الصهيونى

بلا شك فإن اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدد من الملوك والرؤساء العرب بالرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، في زيارته التي استغرقت يومين، السبت والأحد الماضيين من 20 إلى 21 مايو 2017م، أسفر عن عدة مكاسب لواشنطن، في الوقت الذي يشكك فيه خبراء ومراقبون في تحقيق مكاسب للجانب العربي، الذي دفع أموالا طائلة من أجل هذا الاجتماع.

وبحسب محللين، فإن المكسب العربي الوحيد هو تأجيل القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لاسيما بعد أن حصلت واشنطن على مئات المليارات من الحكومة السعودية.

ترامب يدمر المنطقة

ويجزم جاكي حوكي، معلّق الشئون العربية في صحيفة “هآرتس”، بحسب ترجمة الزميل صالح النعامي بالعربي الجديد”، بأنّه على الرغم من تركيز ترامب على “الحرب على الإرهاب”، في خطاباته في الرياض، إلا أنّ الأدوات التي يطرحها “ستشجع فقط الإرهاب”.

وفي مقال نشرته الصحيفة، اليوم الإثنين، لفت حوكي إلى أنّ أحد أهم أسباب تعاظم الإرهاب، في العالم العربي والإسلامي يتمثّل “في غياب الديمقراطية وعدم احترام حقوق الإنسان”، معتبرا أنّ آخر ما يعني الولايات المتحدة، هو التخلّص من هذين السببين.

وأعاد حوكي للأذهان حقيقة، أنّ قائمة التنظيمات “الإرهابية” التي أشار إليها ترامب، في خطابه أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية، “تتفق مع المعايير الإسرائيلية في حين يسود بشأنها خلاف داخل العالمين العربي والإسلامي”.

وحسب حوكي، فإنّ دولا عربية وإسلامية، لا تشاطر ترامب تصنيف حركة “حماس” ضمن التنظيمات “الإرهابية”.

وأوضح أنّه على الرغم من أنّ جميع الذين حضروا قمة الرياض، لا يؤيدون “حزب الله” اللبناني، الذي صنّفه ترامب “تنظيما إرهابيا”، إلا أنّ الدول العربية التي تناصب الحزب العداء، لا تبدي في المقابل حماسًا لتصعيد المواجهة ضدّه، خشية أن يؤدي الأمر إلى فوضى تؤثر في المحيط بأسره.

مكاسب أمريكا

وبحسب خبراء ومراقبين، فإن واشنطن بهذه الزيارة حققت عدة مكاسب، حيث أكدت عودة أمريكا إلى المنطقة وتصميم الإدارة الأمريكية الجديدة على أن تكون الرقم الأهم في المعادلة بالمنطقة، بما يحقق المصالح الأمريكية من جهة، ويضمن أمن الكيان الصهيوني من جهة أخرى. كما أن ترامب أبرم عدة صفقات خيالية لبيع سلاح للحكومة السعودية تقدر بـ460 مليار دولار، منها 100 مليار فورا، بما يضمن تشغيل مواتير مصانع السلاح الأمريكية لعقد كامل، كما أن هذه الأموال ستسهم بلا شك في توفير فرص عمل للمواطنين الأمريكان، في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد السعودي انكماشا كبيرا على خلفية تراجع أسعار النفط.

ويرى الدكتور عوفر يسرائيلي، رئيس قسم “السياسات الأمنية الدولية والشرق أوسطية” في “مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات”، أنّ ترامب هدف من تنظيم القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض بشكل أساسي، إلى “إظهار قوة أمريكا للتدليل على عودتها إلى المنطقة بقوة”، مشيرا إلى أنّ ترامب يريد تحقيق هذا الهدف، من دون توظيف “مقدرات مهمة للولايات المتحدة”.

ونقل موقع “يديعوت أحرنوت”، اليوم الإثنين، عن يسرائيلي قوله، إنّ “ترامب لم ينجح فقط في استعادة مكانة أمريكا في المنطقة، من خلال توظيف موارد قليلة جدا، بل إنّه تمكّن أيضا من تحقيق عوائد اقتصادية هائلة”، معتبرا أن صفقات السلاح التي وقعها الرئيس الأمريكي، خلال زيارته للرياض “تتجاوز ما يمكن أن يخطر في الأحلام”.

ويلفت يسرائيل الأنظار إلى أنّ ترامب أوضح للقادة العرب، بشكل غير مباشر، أنّ “عودة أمريكا للمنطقة تتطلّب أن تأخذ أنظمة الحكم العربية على نفسها مخاطر، عندما أوضح أنّ الولايات المتحدة لن تخوض الحرب ضد الإرهاب نيابة عنها”.

أين مكاسب العرب؟

وفي المقابل، يشكك مراقبون في تحقيق العرب أي مكاسب، حيث يرى “يورام ميتال”، مدير “مركز هيرتزوغ للدراسات الشرق أوسطية”، في جامعة “بن غوريون”، أنّ خطاب ترامب “لم يحمل أي بشرى للعالم العربي، فقد أوكل في النهاية مهمة مواجهة الإرهاب إلى أنظمة الحكم العربية ذاتها”.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة “يديعوت أحرنوت”، اليوم الإثنين، أوضح ميتال أنّ الخطابات والكلمات التي ألقاها ترامب، خلال زيارته للرياض، تدلّل على أنّه قد حدّد كلا من مصر والسعودية كـ”مركّبين أساسيين في المنظومة الإقليمية التي سيعتمد عليها في تحقيق سياساته في المنطقة”.

وأشار ميتال إلى أنّ ترامب أوضح للزعماء العرب، بشكل غير مباشر، أنّ الحرب على الإرهاب، “تتطلّب التنازل عن الديمقراطية وحقوق الإنسان”، مشيرا إلى أنّ ترامب “يعدّ المثال الأبرز للرؤساء الأمريكيين الذين يجاهرون بتقديم تحقيق المصالح على تطبيق القيم الإنسانية”.
من ناحيته، قال شالوم يروشلمي، المعلّق السياسي في صحيفة “ميكور ريشون” اليمينية، إنّ التنازل الوحيد الذي قد يقدّمه ترامب للزعماء العرب، في الوقت الحالي، “يتمثّل في عدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”.

وفي مقال نشرته الصحيفة، اليوم الإثنين، قال يروشلمي: إنّه بعد أن نجح ترامب “في تفريغ الخزانة السعودية من الأموال بعد صفقات السلاح الضخمة، وضمن توفير فرص العمل للأمريكيين، فليس من المنطقي أن يقدم على إحراج السعوديين والعرب بنقل السفارة”.

وسخر يروشلمي من حديث ترامب، خلال خطابه أمام قمة الرياض، عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلا إنّه جاء فقط لتحقيق مكاسب اقتصادية للولايات المتحدة، وليس من أجل حل الصراع، لافتا إلى أنّ الرئيس الأمريكي “لا يملك خطة لتحقيق هذا الهدف”.

تحذيرات من الرهان على ترامب

من ناحيته، يلفت حمي شليف، معلّق الشئون الأمريكية، في صحيفة “هآرتس”، الأنظار إلى أنّ الحكّام العرب يضعون رهاناتهم على ترامب “في أشد فترات ضعفه”، لافتا إلى أنّ الاستقبال “الخرافي” الذي حظي به في الرياض، لن يحسّن من مكانته الداخلية، وأمام الرأي العام الأمريكي، في أعقاب تواصل الكشف عن سلسلة الفضائح التي تورط فيها.

وفي مقال نشرته الصحيفة، اليوم الإثنين، يرى شليف أنّه على الرغم من أنّ الاستقبال الذي حظي به ترامب، يدلل على أنّه بات يملك المكانة ذاتها التي تمتع بها يوما “لورانس العرب”، إلا أنّه قد يسدل الستار على مستقبله السياسي في أي وقت.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...