ليلة هروب العادلي

بقلم: د. عز الدين الكومي

 

حبيب العادلي، وزير داخلية المخلوع، هو الفيلم الأبرز ضمن سلسلة أفلام الإلهاء التى تقوم الشئون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، بإخراجها وتوزيعها عبر الإعلام الانقلابى والأذرع الإعلامية، فمن مرض العادلى وإصابته بعدد من الجلطات، إلى اختفائه وهروبه خارج البلاد لأداء عمرة رمضان بدولة الإمارات، برفقة المعتمر السابق أحمد شفيق، وبعد ذلك نفاجأ من خلال قناة العبرية، بأن العادلى ينوى تأسيس حزب مصر الأمن والأمان، وأنه وسيأتى إلى مصر فى الوقت المناسب، وتقوم المصرى اليوم والوطن والبوابة نيوز بتغطية كل أخباره فى العمرة!

وعلى الرغم من مرور شهر كامل على صدور الحكم بسجن العادلى، الذى يخضع للإقامة الجبرية فى بيته، إلا أنه لم القبض عليه! وتقوم داخلية الانقلاب الآن بضرب المندل، وطاسة الخضة خاصة، وطاسة البشعة، والاستعانة بالشيخة خديجة.. لمعرفة مكان العادلى!

محامي العادلي قال: إن هيئة الدفاع فوجئت صباح الثلاثاء بغياب العادلي رغم التأكيد عليه بضرورة الحضور، وإن قرار القبض على حبيب العادلي وضبطه وإحضاره لا يزال قائمًا، وإن التواصل مع موكله انقطع فجأة، وإن موكله في نظر القانون هارب من تنفيذ حكم قضائي، وهارب من قوة المراقبة للإقامة الجبرية!

وبعد ذلك قامت داخلية الانقلاب -وبراءة الأطفال فى عينيها- بتوجيه خطاب رسمي، إلى نيابة وسط القاهرة الكلية بهروب حبيب العادلي وغيابه عن منزله بمدينة 6 أكتوبر، بعدما كَلَّفَت النيابة الأجهزة الأمنية بقطاع تنفيذ الأحكام في داخلية الانقلاب، بسرعة القبض على العادلى لتنفيذ الحكم الصادر ضده في قضية الاستيلاء على المال العام!

وفى أحدث أفلام الخيال العلمى، قال مخبر أمن الدولة وائل الإبراشى: إن العادلي يملك تسجيلات ووثائق تحرج شخصيات كبيرة في الدولة، ومن ثم فليس من المصلحة أن يتم استعداؤه، وإن قائد الانقلاب أطلعه، وآخرين، أن العادلي كان يسجل المكالمات الهاتفية لأعضاء المجلس العسكري إبان حكم المخلوع، وهذا ما كان يؤلم أعضاء المجلس العسكري جدا!

وما يمكننا قوله: إن من هرّب العادلي الذى كان متواجدا تحت الإقامة الجبرية، ولا يسمح له بمغادرة منزله إلا بإخطار للأجهزة الأمنية، وكان عليه حراسة من الأجهزة الأمنية، هو من هرّب مالك عبارة السلام ممدوح إسماعيل ونجله إلى بريطانيا، بعد أن قتل المئات من المصريين، ومن هرّب سمير رجب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية، وإبراهيم نافع رئيس تحرير صحيفة الأهرام، وحسين سالم، ومجدى راسخ والد زوجة جمال مبارك، وطاهر حلمى، ورشيد محمد رشيد، وأحمد شفيق، وبطرس غالى وزراء المخلوع!

حبيب العادلي الذى كان يخضع للإقامة الجبرية بحكم، وفي عهدة داخلية الانقلاب، وتحت حراستها، ولا يمكنه التحرك إلا بإذنها، ولا يغادر محل إقامته إلا لضرورة وتحت حراسة أمنية مشددة، فكيف ترد الداخلية على النيابة بأنها لم تعثر عليه!

وسوف يخرج علينا أحد خبراء الغبرة، ليشرح لنا كيف هرب العادلى، وأنه لبس طاقية لخفا والبدلة السرية، وخرج دون أن تراه الحراسة، بعد أن أدت له التحية العسكرية، لأن داخلية الانقلاب قالت إنه بصدور حكم سجن العادلي فإن وضعه تحت الإقامة الجبرية يسقط تلقائيا، لكن هذا بعد تسلم حكم، وليس بعد الهروب الكبير!

وأكد مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة، أنه تم تشكيل فريق بحث مكون من أربعة فرق من قطاعات الأمن العام، ومباحث تنفيذ الأحكام والسجون، وأمن الجيزة، للقبض على حبيب العادلي، لتنفيذ الحكم الصادر بشأنه بالسجن سبع سنوات، على خلفية اتهامه في قضية “الاستيلاء على أموال الداخلية!

وما يحدث اليوم فى شبه الدولة، ودولة الطابونة أن هذه الأخبار سينعكس أثرها بالسلب، على مناخ الإستثمار، فالمستثمر الذي ينظر إلى دولة تدار فيها الأمور بهذا الشكل، هل يمكن أن يفكر فى أن إقامة مشروعات، فى دولة تدار على أنها عزبة أوتكية للعسكر، ناهيك عن تصريحات قائد الانقلاب، والإعلام الانقلابى “عمال على بطال” عن الإرهاب والكباب!

لكن داخلية الانقلاب، التى تقوم بتصفية الشباب خارج نطاق القانون،وحماية النظام الانقلابى الفاشل، باستخدام القمع والقهر وكذلك القضاء الشامخ الذى يحكم على الأطفال والنساء ، والمعوقين بتهم يعلم قبل غيره أنها ملفقة من جلاوزة الشرطة، لايعنيهم سجن العادلى ولا أى أحد من رموز الفساد!

العادلى لص سارق، وهو على دراية ومعرفة ببقية اللصوص، لذلك لن يحاسبه أحد، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يقول: ((إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)).

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...