أما آن للرويبضة أن يكفوا؟!

خميس النقيب :

 

انتظرنا الاصلاح في وطن العرب – رغم النفخ المستمر للرويبضة – فما جاء الاصلاح ، ولا انكمش الكساد ، ولا رحل الفساد ،  بل زاد الإفساد لأعلي من الركب  ، وأصبح يطل علينا من كل إتجاه ، حتي صرنا في غابة متراميةالاطراف ، يأكل القوي فيها الضعيف ، ويسخر العميل من الشريف ، ويلتهم الغني أقوات الفقير …!!

حقبة هُزمت فيها القيم الأصيلة التي ورثناها ، وانتحرت الآداب الخاصة التي عشناها ، وتلاشت الأخلاق العامة التي اكتسبناها ، ليسيطر بدل منها عنصر القوة والبطش والبغي  ، و يحل قانون الغاب – الذي شعاره ” البقاء للأقوى ”  !! إلا مارحم ربي وعصم …!!

ربما يتسائل البعض من هم  الرويبضة ؟ أقول : جاء وصف الرويبضة قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام مضت على لسان من لا ينطق عن الهوى محمد صلى الله عليه وسلم عندما سئل وما الرويبضة؟ فقال: “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”.. وفي عصرنا ما أكثر التوافه …!!وربما يتسائل ايضا أين هم ؟!

تجدهم في الفضائيات والمؤتمرات ، تجدهم في الجرائد والمجلات ، تجدهم في المواقع والمنتديات ، تجدهم في الدوائر والهيئات …!! تجدهم في المواصلات والمؤسسات …!!

انتشر البلاء ، وزاد الغلاء ، وكثرت الدماء ، وضاق البسطاء …!! ولازال الرويبضة ينفخون ..!!

دمعت العيون ، وكثرت المنون ، وتضاعفت الديون ، ولا زال الرويبضة يتكلمون  !!

أمراض متوطنة  ، واستيرادات مسرطنة ، وازمات طاحنة ،  ولازال الرويبضة يعزفون ..!!

اختلاسات لاتنتهي ، وسرقات لا تتوقف ، علاقات خارجية مهترئة ، وعلاقات داخلية ممزقة  ، ولا زال الرويبضة يرقصون .  !!

انتهكات بالجملة ، وتعديات بالحملة ، و لا تزال الكوارث الكبرى  تتكشف يومياً مع انتهاكات حقوق الإنسان، وتضييق الخناق وانتشار الفساد على نطاق واسع، بالإضافة إلي أزمة إقتصادية طاحنة  تضرب البلاد وتذل العباد ولازال الرويبضة يتبجحون …!!

وصلنا فعلا الي زمن يصدق فيه  الخائن ويخون الصادق، يقدم التافه ويؤخر الشريف، يطلق اللص ويقيد الأمين، يقتل الوطني ويترك العميل..!! العملاء في العباد يعربدون والجهلاء في البلاد يموجون فيصولون ويجولون !! حتي أصبحنا في ذيل الأمم صحة وتعليما ، ثقافة وأخلاقا ، زراعة وصناعة ، فضلا عن باقي المجالات …!!

نعم انه زمن الرويبضة، ترى من يتصدر الناس بلسانه وقلمه، بحقده وشره ،  بغمزه ولمزه ، ليوجه التهم ومن ثم يصدر الأحكام دون التزام لا بقوانين الأنام ولا بأحكام الإسلام..!! ويا ليت ذلك فيما يخصه لهان الأمر، بل في أمور تمس الشأن العام للناس، ولو كان لا يفهم فيها شيئاً!!

أما آن لهؤلاء أن يكفوا ..؟ هل ينتظرون حرق الزرع والضرع ، هل يحبون مزيدا من خراب البلاد ودمار العباد … وليست سوريا والعراق وفلسطين و…  منا ببعيد !! أما آن للمطبلين أن ينتهوا  ..؟ أما آن للمنافقين آن يرحلوا ..؟!!  أما آن للرويبضة أن يكفوا ..؟!! أما آن للرويبضة أن يكفوا ..؟!!

ليعلموا أن  المؤمن المتوكل علي ربه ، المتوجه اليه ، المستعن به ، في ثقة غير محدودة بمكان ، وغير مرتبطة بزمان ، مفادها أن الظلم لن يدوم والبطش لن يستمر، شمس الطغيان حتماً ستغيب، والحق المسلوب سيعود، وفجر العدل لا بُدّ آتٍ، ومعه عزّة وكرامة وحريّة هذه الأُمّة وهذه الشعوب المستضعفة.

وصدق الله العظبم  رب العرش الكريم ” وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ *  وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ” ابراهيم

“والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”  يوسف “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” الشعراء.

اللهم فرح العباد واحفظ البلاد …

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...