انبرت أذرع الانقلاب الإعلامية للمديح في انسحاب قائد الانقلاب، خلال القمة العربية عند كلمة أمير قطر، حيث حرصت جميع برامج “التوك شو” على إبراز الانسحاب وكأنه نصر عظيم، في الوقت الذي انتقد الأمير تميم بن حمد، انتقادات لسياسة بعض الدول في وصف المعارضين بالإرهاب، في إشارة إلى قائد الانقلاب “السفيه” عبدالفتاح السيسي.
ورأى نشطاء أن أمير قطر لقن السيسي درسا في كلمته، حول كيفية عدم الخلط بين التنظيمات السياسية السلمية، في تلميح واضح إلى جماعة الإخوان المسلمين، والأخرى التي تلجأ إلى ممارسة العنف مثل “داعش” المخابراتية.
وفي كلمته قال الأمير تميم، إنه “إذا كنا جادين في تركيز الجهود على المنظمات الإرهابية المسلحة: هل من الإنصاف أن نبذل جهدا لاعتبار تيارات سياسية، نختلف معها، إرهابية على الرغم من أنها ليست كذلك؟”.
ومضى أمير قطر في تساؤلاته: “هل هدفنا أن نزيد عدد الإرهابيين في هذا العالم؟”، مشيرا إلى أن “قضية مكافحة الإرهاب أخطر من أن نخضعها للخلافات والمصالح السياسية، والشد والجذب بين الأنظمة”، حسب قوله.
إعلام السفيه يشيد بالانسحاب
من جانبه قال الإعلامي المؤيد للانقلاب وائل الإبراشي، مقدم برنامج العاشرة مساءً، المذاع على فضائية “دريم”: “ربما جاءت السيسي معلومات أن كلمة رئيس قطر تتضمن غمزًا ولمزًا وتلميحًا حول الأوضاع في مصر، فالرجل (أمير قطر) يتكلم عن أن بعض التيارات السياسية لا يجب وصفها بالإرهابية لمجرد الاختلاف معها وهو بذلك يقصد جماعة الإخوان، لكننا نقول إن جماعة الإخوان إرهابية وإذا كنت ترفض الاعتراف بهذه الحقيقة فتلك مشكلتك”.
وأضاف: “ربما تسربت كلمة أمير قطر كلها، أو وردت معلومات ببعض محتويات الكلمة ولذلك سنرى السيسي والوفد المصري يغادران القاعة أثناء إلقاء كلمة أمير قطر”.
أما الإعلامية الأمنجية لميس الحديدي، فزعمت أن موقف “السفيه” السيسي وخروجه من قاعة مؤتمر القمة العربية خلال إلقاء الأمير القطري تميم لكلمته، يعبر عن كل المصريين!
وأضافت لميس، خلال برنامجه “هنا العاصمة” المذاع على قناة “CBC”، أن “مصر عانت كثيرا من المواقف القطرية المتتالية، والمصريين شعب طيب يغفر ويسامح، ولكن هناك أوقات يجب عليك أن تأخذ فيها موقفا”.
وتابعت: “ما حدث رسالة مهمة جدا ونشكر السيسي عليها، وقرار أثلج صدورنا جميعا”.
السفيه يشعر بالشموخ!
أما الإعلامي محمد الغيطي، فعبر عن فخره وسعادته من موقف “السفيه” السيسي، قائلًا: “أشعر بالكبرياء والشموخ”.
وقال “الغيطي” خلال حديثه ببرنامج “صح النوم”، المذاع عبر قناة “LTC”، مساء الأربعاء، إن الدول لا تقاس بحجم المال أو السلاح وإنما بقدرتها على فرض إرادتها، والذي ينبثق من وعيها بدورها في المنطقة.
وزعم الإعلامي المؤيد للانقلاب تامر أمين، إن السيسي من مقر انعقاد القمة العربية أثناء إلقاء الأمير تميم كلمته أبسط رد على ما تفعله القيادة القطرية تجاه مصر.
ووصف “أمين”، خلال برنامجه “الحياة اليوم” المُذاع على قناة “الحياة”، انسحاب “السفيه” السيسي بـ”حركة صح واللي عملها دكر”، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن يحضر السيسي كلمة “تميم”، على الرغم من كل التجاوزات القطرية في حق مصر.
وزعم “أمين”، أن القيادة القطرية تسعى لإسقاط وتخريب مصر وتمزيقها بكل الطرق.
“جري عشان يلحق الرز”
فيما أكد الكاتب الصحفي ورئيس تحرير “بوابة الأهرام” هشام يونس أن “السفيه” السيسي لم ينسحب من جلسة القمة العربية فور سماع كلمة أمير قطر، وإنما كان حريصًا أن يلتقي بالملك سلمان فور انتهاء كلمته وما حدث كان “صدفة”.
بينما أثارت صور الرؤساء والملوك المشاركين في القمة العربية المنعقدة في العاصمة الأردنية عمان سخرية وسخطا واسعين على مواقع التواصل الاجتماعي التي عجت بصور نومهم العميق، حتى أن بعضهم قال ساخرا، إن القمة أصبحت مناسبة لنوم المشاركين فيها، الأمر الذي يعبر عن طبيعة الأجواء السائدة داخل اجتماع القمة، والتي على ما يبدو لا تسترعي مسامع سلاطين العرب حتى أنهم يسلمون أنفسهم لسلطان النوم.
وتعثر الرئيس اللبناني، ميشيل عون، وسقط بعنف على الأرض، أثناء توجهه للاصطفاف إلى جانب الرؤساء والملوك العرب من أجل التقاط الصورة التذكارية لبدء قمة البحر الميت، وبدت الدهشة على وجوه القادة العرب، فيما سارع منسقين داخل القمة إلى مساعدة الرئيس اللبناني في النهوض.
ويأتي سقوط عون بعد يوم واحد من سقوط مشابه لحاكم دبي، ونائب رئيس الإمارات، محمد بن راشد آل مكتوم، وسقط آل مكتوم أثناء نزوله من الطائرة التي أقلّته إلى عمّان، حيث كان العاهل الأردني عبد الله الثاني في استقباله بمطار الملكة علياء.
وتتكرر هذه المشاهد في جميع القمم العربية الأمر الذي يثير سخرية وسخطا واسعين من قبل النشطاء الذي يعبرون على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن ذلك والذي أجمعوا بأن تكرار هذه المشاهد يدل على الأجواء الهزلية التي تسود القمم العربية.