الإخوان … من الشيطنة إلى التفخيخ

محمد عبدالرحمن صادق

لقد شهدت الفترة الماضية جهوداً غير مسبوقة لشيطنة الإخوان ووصمهم بكل نقيصة واتهامهم بكل التهم التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان . ولقد استغل من قاموا بهذه الشيطنة قلة وعي أفراد من الشعب بحقائق الأمور وبواطنها فتركوا لأنفسهم العنان لكي يُطلقوا الإشاعات الساذجة ضد الإخوان بأنهم وراء كل الكوارث التي تحدث في مصر فادعوا أن الإخوان في المعتقلات يقومون بإرسال رسائل ” مُشفرة ” لمن هم خارج المعتقلات للقيام بأعمال تخريبية . وزاد الإبداع الخيالي عندهم فقاموا بمحاسبة الإخوان على ركام الفساد الموجود من قديم الأزل فقالوا أن الإخوان هم سبب هزيمة المسلمين في الأندلس .

ولكون الشعب المصري معروف بخفة الظل والإبداع في نسج النكات التي يحاول بها أن ينسى ولو لفترة بسيطة جزءا يسيراً من همومه أخذ هو الآخر يجاري هواة الشيطنة ولكن بطريقته الساخرة فسمعنا من يقول أن ” الإخوان هم الذين قاموا بثقب الأوزون ، الإخوان هم من تسببوا في موت البحر الميت، والتلميذ يقول لمعلمه أنه قام بعمل الواجب ولكن الإخوان سرقوا الكراسة …… الخ ” .

ولكون الإخوان قد تربوا على ” الفهم ” – الذي استمدوه من دينهم والذي ورثوه عن رعيلهم الأول – حيث قال الإمام البنا رحمه الله : ” إن الإشاعة والأكاذيب لا يُقضى عليها بالرد أو بإشاعة مثلها، ولكن يُقضى عليها بعمل ايجابي نافع يستلفت الأنظار ويستنطق الألسنة بالقول فتحل الإشاعة الجديدة وهي حق مكان الإشاعة القديمة وهي باطل ” .

شعر من يقومون بـ ” شيطنة الإخوان ” بأن حِيلهم قد كُشفت وأن مردودها قد يصبح عكسياً عليهم لو استمروا في اللعب على وتر ” شماعة الإخوان ” فرأوا أنه لابد وأن يلجأوا إلى حِيلة أخرى أكثر خبثاً ومكراً وهي ” تفخيخ الإخوان ” .

بدأت حيلة ” تفخيخ الإخوان ” ببث بعض المصطلحات عبر وسائلهم وقنواتهم ومؤيديهم ومن يدورون في فلكهم ورحاهم . هذه المصطلحات يقومون بتصديرها إلى داخل صف الإخوان بغرض ” هز الثقة بالقيادة – إحداث تراشق وعتاب ونقد – إحداث جيوب داخلية وانقسامات ……… الخ ” .

هذه المصطلحات فحواها ” السلمية غير مُجدية – إلى متى الصبر ؟ – هل نهج النبي صلى الله عليه وسلم كان تربوياً أم كان ثورياً – هناك مبادرات من الجماعة للمصالحة مع النظام – تم انتزاع اعترافات من بعض القيادات بشأن خطط الإخوان وكوادرهم – هناك مراجعات داخل الجماعة ……… الخ ” .

ولكل هؤلاء – من يقومون بالشيطنة ومن يحاولون التفخيخ – أقول لهم : ” إن بحر الإخوان هادر جارف عميق، وصخرة الإخوان جلمود عاتي لا تصدعه الضربات ولا يؤثر فيه الزمان فرفقاً بزوارقكم البدائية حتى لا تبتلعها الأمواج، ورفقاً بقرونكم الهشة حتى لا تتحطم على صخرة الإخوان، ورفقاً بعقولكم الفارغة وحيلكم الصبيانية حتى لا تصابوا بالعته والجنون والخبال أمام ثبات الإخوان .

إنني إذ أقول ذلك لا أقوله عنترية فارغة ولا شمشونية جوفاء ولكن

– اسألوا الإنجليز عن الإخوان .

– اسألوا ضفاف القناة عن الإخوان .

– اسألوا اليهود عن الإخوان .

– اسألوا سجون عبد الناصر وغيره عن الإخوان .

– اسألوا أعواد المشانق عن الإخوان .

– اسألوا ” عرِّابيكم ” عن الإخوان .

– اسألوا المساجد والمدارس والنقابات والمجالس والجامعات والمصانع والمزارع والشوارع والساحات والأندية عن الإخوان .

– اسألوا قصر القبة والإتحادية عن الإخوان .

– أغمضوا أعينكم وخلوا بين عقولكم ” إن وجدت ” وضمائركم ” إن استيقظت ” واسألوهم عن الإخوان .

– الإخوان يا سادة هم ذلك الرقم الصعب الذي لا تحل معادلة بدونه وهذا من فضل الله عليهم لما علم من إخلاصهم وصدق نواياهم .

وللإخوان أقول :-

– ود أعداؤكم أن تتخلوا عن سلميتكم وحينها سيمدونكم بالبنادق ثم يسحقونكم بالدبابات .

– ود أعداؤكم أن تتخلوا عن صبركم فتنزلق أقدامكم لمنعطف الثأر فتذهب حسناتكم هباءا منثوراً .

– ود أعداؤكم أن يدب بينكم العتاب والتلاوم والتراشق فتهتز بينكم الثقة وحينها يكونوا قد ضربوا سر قوتكم في مقتل فلا تقوم لكم قائمة .

– ود أعداؤكم أن ينشروا بينكم ما يتمنونه من مُفاوضات ومُراجعات ومُهاترات فتقفوا في منتصف الطريق حيارى فلا أنتم حقنتم دمائكم التي أهدروها ولا أنتم مكنتم لدعوتكم ودينكم ولا خلصتم من براثنهم وطنكم .

———————————————————

أصلحوا أنفسكم ، وثقوا بإخوانكم ، والتفوا حول قياداتكم ، وأحسنوا إلى شعبكم ، وحافظوا على وطنكم ……. ترضون ربكم فيهلك عدوكم ويُمكِّن لكم .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...