«السيسي جاسوس صهيوني يحكم مصر إذا كان هو حقًا من قدم مقترح سيناء»، هكذا لخص الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد القدوسي في مكالمة هاتفية على فضائية “القناة”، عقب الصدمة التي أذهلت المصريين عندما تكشفت خبايا الاجتماع السري بين رئيس الانقلاب ورئيس وزراء العدو الصهيوني في الأردن.
السيسي: أنا جاسوس يا جدعان!
وفي سخرية شديدة من صدمة المصريين بعد فضايح السيسي الصهيوني، تخيلت الكاتبة الصحفية “شرين عرفة” أن «السيسي» على وشك الخروج على الهواء مباشرة ومصارحة المصريين بالقول “أنا جاسوس”، ومع ذلك تنصح الكاتبة ساخرة قطيع المخدوعين بخلفية السيسي العسكرية بالقول:”فلا تصدقوه”.
وأضافت: “لأول مرة في التاريخ، بت مشفقة على الإعلام المصري وأذرع السيسي في الصحف والفضائيات، لم يدخروا جهدا ولم يقصروا في عمل، وأنا أشهد، عملوا ليلا ونهارا، صيفا وشتاء على مدار سنوات، في إفراغ كميات مهولة من الأكاذيب والأباطيل والضلالات في عقل وجوف الشعب المصري كي يسهل عليه ابتلاع السيسي كالوجبة المسمومة، والطبخة العفنة المليئة بالدود والمسامير ، تعوم في مرق من حمض الكبريتيك، يتجرع الشعب المصري النظام ولا يكاد يسيغه، سيأتي يوم لا محالة وتعكف جامعات وكليات العالم بأكمله على دراسة الحالة المصرية الفريدة في الإعلام بزمن السيسي والتمهيد له أثناء حكم مرسي، على كونها أكبر عملية تضليل وغسل أدمغة عرفتها البشرية”.
ويؤكد مراقبون أنه بتكشف الروابط الحميمية بين السيسي وكيان العدو الصهيوني تبدو الأمور في نصابها الصحيح، خاصة فيما يتعلق بطبيعة الروابط والمصالح السياسية التي تجمع عسكر كامب ديفيد بإسرائيل، ونظرتهم للصراع الفلسطيني-الصهيوني؛ فكل الأقنعة التي كانت يرتديها عسكر الانقلاب منذ عهد عبد الناصر وحتى عهد عبدالفتاح السيسي قد سقطت بتتابع الصدمات، ليظهر الوجه الحقيقي للعسكر المتصهينون.
وفي السابق كان “العسكر” يعيشون في ظل قبول واقتناع بأدوارهم المسرحية التي تريدها الولايات المتحدة وإلى جانبها إسرائيل أن يلعبوها على مسرح المفاوضات والسلام، اليوم يدير الأمور مُخرجٌ جديد، أوقف المسرحية، أماط الأقنعة، ووضع الأمور في نصابها الواقعي، هو دونالد ترامب!
الصهاينة: السيسي فرصة فريدة
جاءت افتتاحية صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية تطالب حكومة الاحتلال الإسرائيلية وصناع القرار داخل كيان العدو بضرورة الاستفادة قدر الإمكان من نظام عبد الفتاح السيسي، والذي اعتبرته الصحيفة يمثل “فرصة فريدة”، وطالبوهم بالاستجابة لمطالب السيسي بزيادة عدد الجنود في سيناء، معتبرة أن السيسي يخوض معركة مشتركة مع الجيش الصهيوني ضد من أسمتهم الإسلاميين المتطرفين، ووصفت السيسي بأنه على خطى المخلوع مبارك يرى السلام مع إسرائيل ذخرا إستراتيجيا.
لكن يزيد عليه بأنه يرى ضرورة إقامة علاقات سياسية واقتصادية أيضا مع كيان العدو الصهيوني، وطالبت الصحيفة صناع القرار بأن يثمنوا جهود السيسي في محاولته نشر فكرة التطبيع مع الصهاينة بين الدولة العربية، معتبرة نجاح إسرائيل في إقامة مبادرة استسلام فلسطيني يشترك فيها السيسي، ستساعد في تخفيف حدة الاتهامات الموجهة إليه من الرأي العام المصري بأنه “جاسوس”.
تمثال في شوارع تل أبيب!
وتقول الكاتبة الصحفية “شرين عرفة” أن السيسي لم يأت في نزهة، لقد جاء في مهمة محددة،مضيفة :” وللإنصاف : قام بتأديتها على أكمل وجه لم يصدق السيسي في عبارة واحدة منذ أن شاهد المصريون سحنته سوى في ثلاث : «لو الجيش نزل الشارع كلمني على مصر كمان 30.. 40 سنة» «وكل اللي ما يرضيش ربنا إحنا معاه بندعمه ونؤيده» «وأنا كل اللي عليا عملته يا مصريين ،لكن هل أنتم عملتم اللي قلتلكم عليه؟!».
وتابعت: “يوما ما ستقام للسيسي التماثيل في شوارع إسرائيل بالطبع وتؤلف عنه الكتب وتصنع له الأفلام العالمية، وتجربته سيتم الاستعانة بها في أجهزة المخابرات، وتدريسها في الكليات الأمنية والشرطية، والإشارة إليها كذلك في الكتب المدرسية، ولأن من وظفوه في مهمته يعلمون صعوبة تكرار تجربته مرة ثانية في التاريخ، ويثقون في استحالة استمراريته في الحكم على المدى البعيد، تأتي إليه الأوامر سريعا، لتنفيذ أكبر قدر من تلك المهمة الشاقة، وكجراحة عاجلة بسكين مطبخ لشق بطن مريض بالطول وإخراج أمعائه بالكامل، تحتاج العملية إلى كميات ضخمة من المخدر القوي، وهو الدور الذي يقوم به الإعلام، وقطع أشواطا مهولة وجرب كل شيء، فاحترقت في يده كل الأدوات انتهت لعبة تجميل الدميم وإيهامك بأن القزم عملاق، والسيسي محبوب النساء، انتهت لعبة مصر أم الدنيا حيث باتت شبه دولة، وتحطم الوعد لأن تكون أد الدنيا.. بعد أن اكتشفنا أنها فقيرة أوي.. باتت دموع “المحن” تضحكنا، والكلام عن محاربة الإرهاب تثير استياءنا، والدعوات للتقشف والرضا بشظف العيش مع مشاهدة طائرات السيسي وسيارات رئيس البرلمان تصيبنا بالغثيان”.
مضيفة: “حتى شماعة الإخوان، تكسرت بعد أن أثقلت بأعجب الأشياء، بدءا من أزمات الاقتصاد لحوادث الطرق إلى غرق البلاد بالأمطار حتى إهانات السيسي خارج البلاد من الزعماء ووسائل الإعلام لعبة تشويه الرئيس المنتخب وجماعته، للرضا بالواقع المرير، باخت وأصبحت سمجة، ووصلنا لمرحلة يتمنى فيها المصريون الموت فضلا عن المعيشة بزمن السيسي التعيس، كل الأكاذيب التي لم يستطيعوا إثباتها على مرسي باتت واقعا مؤكدا بزمن السيسي”.