ومن يهن الله فما له من مكرم

خميس النقيب :

الكرامة افضل شئ يتوج به الانسان ، والعزة اجمل ما يوصف به الحر الشريف ..!!

عزة النفس مطلب اسلامي و هي من أجمل ما يشعر به الإنسان عندما يؤمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد – صلي الله عليه وسلم – نبيا ورسولا ” اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير ”

الله إذا بطش بإنسان فإن أقرب الناس إليه يتخلى عنه ، وأن الله إذا رحمك يُسَخِّر لك أعداءك يخدمونك * هذه قاعدة ربانية ثابتة ُ ، إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان الله عليك فمن معك .

أسعد الناس هو الذي يمشي برضاء الله ويعتز بطاعته ويفخر بانتسابه للاسلام “ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين” فصلت

االعزة الغالية والكرامة الحقيقية في طاعة الله ، والذلة والندامة في معصيته ، لا كرامة إلا بإكرام الله ولا عزة إلا بعزة الله وقد ذل وهان من دان لغير الديان ، قالل تعالى “ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء” الحج

أن أعلى وأبهى وأجلى صور كرامة العبد أن يوحّد ربه، وأن يفرده بالعبادة، وأن يترجم ذلك بالسجود له، والخضوع لأمره والتذللِ بين يديه ، يفعلُ ذلك اعترافاً بحق الله، ورجاءً لفضله، وخوفاً من عقابه، يخشي عذابه ويرجوا رحمته ..!!

و غاية الهوان والذلّ، أن يستنكف العبد عن السجود لربه، أو يشرك مع خالقه إلهاً آخر؟! وتكون الجبال الصم، والدواب البُهمُ، خيراً منه حين سجدت لخالقها وسبحت لحمده ؟

“وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم” الاسراء

لكن مع الأسى والاسف يصر الانسان ان يهدر كرامته ، ويجرح عزته ، ويقوض ايمانه ، عندما يتخذ لله شريكا فيخافه ويخشاه وربما يصل الي تقديسه من دون الله …!!

مع أنه في جنب الله قوي وبعون الله غني وفي جوار الله عزيز وبفضل الله كريم ،

أما اذا كان بعيدا عن الله فهو ضعيف وان ملك قوة الدنيا ، فقير وان كانت خزائنه ممتلئة ، ذليل ولو حاز الجاه و ******* ” وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ” (الحج :31) .

من كتب الله عليه الهوان فقد الكرامة في نفسه ، وفي بيته ، وفي أهله ، وفي عمله ، وفيمن حوله ، لأنه اختار لنفسه هذه الحياة ،وارتضي لنفسه هذه المعيشة ” فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى*وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” طه

ان كرامة المسلم مبعثرة في كل ناحية ، للاسف عندما يكون الولاة ظلمة ، وعلماء السلطان خونة ، يجردون الناس من كرامتهم ، فيتحولون الي لقمة سائغة للاعداء ، يتكابون عليهم كما تتكالب الاكلة الي قصعتها ، ولقد أوضح النبي الكريم ان ذلك سببه ” حب الدنيا وكراهية الموت ”

إن الذين يتجردون من العزة الحقيقية فيميلون للشيطان ويستقوون بأموال الصلبان ويتعرضون لعباد الرحمن في الإعلام والأزلام ، لا يعرفون الأعز من الأذل بنص القرآن “يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ”(المنافقون: 8)!!

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:: “الكرامة في لزوم الاستقامة، واللهُ تعالى لم يكرم عبده بكرامة أعظم من موافقته فيما يحبه ويرضاه وهو طاعته وطاعة رسوله وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه وهؤلاء هم أولياء الله الذين قال الله فيهم: ” أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ” ****

الذين يحاربون الله في دينه و بلاده وعباده وأوليائه ” لن يفلحوا اذن ابدا ”

ليس لهم كرامة ، وليس عندعم شهامة ، وسينالون عقابهم يوم القيامة ، وسيندمون هناك يوم الحسرة والندامة …!! ” أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ” الزمر

اذا اراد الله اهانة انسان ، لن يجديه شرقي ولا غربي ، ولن تنفعه اموال ولا أطيان ، أما اذا اراد الله إكرام انسان ، كان عزيزا في جلوته وخلوته ، في سجنة وحريته ، في حركاته وسكناته ، في ضعفه وقوته ، في غناه فقره ، في يسره و عسره …!!

بن تيمية عاش ومات عبدا لله سيدا لسوا ه ” جنتي في بستاني وبستاني في صدري فإن نفوني فنفيي سياحة وإن قتلوني فقتلى شهادة وإن سجنوني فسجني خلوة ”

ورحم الله الفاروق عمر : لقد كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام ولو ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله

اللهم أعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك …

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...