احمد المحمدي المغاوري:
يقول الشاعر عبد الرحمن العشماوي.
ما لقومي كلما حــــــطوا رحــالا *** في سراديب الهوى شدوا رحــــــــــالا
أغلقــــــــوا بوابة المجد ونامــــوا *** عند باب الـــــذل يبنون الرمـــــــــالا..
السنن لا تحابي احد،. لا على الهمل يُصان الدين وتُبنى البلاد وتحفظ الأعراض وتعود الحريات ، فلا على الرعاع يتنزل النصر،ولكن يتنزل على الرجال المؤمنون المعتصمون بحبل الله الصابرون وأمامهم في ذلك وقدوتهم ، العلماء الربانيون ، حماة الإسلام وحراس الدين .القائمين بالقسط فماذا ننتظر؟ وقد بدت جغرافية الدولة الشيعية العظمى تظهر في الأفق بعد ما حث في العراق وسوريا ولبنان وتدخلهم في البحرين وها هي اليمن فماذا بقي وعيونهم على البلد الحرام مكة والمدينة
فماذا ننتظر؟ ؟ وعصابات الأمم على أبوابنا وقد اتحدوا وتتداعوا علينا كالأكلة حول قصعتها وامتلأت القصعة دماءً وأشلاءَ ، والأمة قد بيعت لعصابات في الداخل والخارج، والتفوا واجتمعوا على هدف واحد وهو محوها قال تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) الأنفال. إلا تفعلوا ما أمركم به من التعاون والنصرة للدين، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير
فما من قلة فعلوا بنا ما فعلوا ، ولكن لتشرذمنا واختلافنا وقد أصبحنا أذلاء لأعدائنا وللأسف أشداء فيما بيننا !! فقتلوا وشردوا فينا ، فماذا ننتظر ومتى نتحد ونصطف لدفع هذه الهجمة الشرسة ،كل في ثغره قادة وعلماء وشعوب، وإن لم يكن الآن فمتى؟ فمن يأخذ بذمام المبادرة والأمة تباد ؟! وإن لم تكن وحدتكم ودفعكم وجهادكم الآن فمتى؟ وإن كان البعض لم يفهم أو لا يريد أن يفهم ما يدور حوله وما يراد لشعوب أهل السنة كلها فمتى يفهم ؟ وإن لم نتحرك الآن فمتى؟ متى والزمن يعيد نفسه فإيران كانت سنية وقد شيعها إسماعيل الصفوي كاملة وقتل من فيها وهجر أهل السنة وها نحن ذا على أعتاب الخليج الفارسي الذي يحلمون به في إمبراطوريتهم الفارسية وقد أعطتهم عصابة الأمم المنسحبة الضوء الأخضر في العراق وسوريا واليمن وها هي مصر
يا قومنا ويا مثقفينا.ويا علمائنا ويا أمراءنا :- انتم من قلتم.( وكل من يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة. وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة ) فأين الدفع. وكل هذا ينتهك!! ما لكم ؟ ومقاصد شريعة الإسلام الخمس قد انتهكت، الدين والنفس والعرض والعقل والمال. فأين الدفع وقد هدمت صلوات ومساجد يذكر فيه اسم الله ،قالوا العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها.لقد سقطت البيوت حين ضعفت وهشت الأعمدة ؟ فأين العلماء ؟ فإذا تأخر الأمراء فالدور دورهم ليقيموا الحجة عليهم أمام شعوبهم وليعلنوا الحقيقة وبوضوح وليعرفها القاصي والداني وكما يقولون( إن الحقيقة المُرة أفضل ألف. ألف مرة من الوهم المريح )والحقيقة جلية وواضحة ،( هجمة تتريه مجوسية صليبيه مجتمعه لمحو أهل السنة ومعها خسة ونذالة وَعَمَاله وجهل واستخفاف بالرعاع ) فما لقومي كيف يحكمون؟ فأين من تصدروا وكانوا يصرخون فينا ويحدثوننا عن الجهاد والبذل ؟ فمن تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه.
فماذا ننتظر؟ ؟ والأمة تُقتل ويستباح دمائها وتُذبح وتنتهك أعراضها ، سوريا تباد ويهجر أهلها على يد الروافض والمجوس الروس والحوثيون في اليمن والحشد الشيعي في الموصل والدائرة ستدور علينا، أنسينا ما حدث في فلسطين والبوسنة وكشمير والشيشان ، في الحديث عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ أَلَا لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِه» رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
ماذا ننتظر؟ وها هي مصر: والانقلابي المهين قد باعها بثمنٍ بخس ويعادي دينها الإسلام وبوقاحة شديدة سافرة، فما فتئ أن يتقرب لأخواله اليهود ولأقاربه النصارى والمجوس ولا يزال ينكل برجال الحق المسلمون وقد ملئ بهم السجون وقتلهم وشردهم في البلاد والرويبضه في كل محفل يهتفون ويطبلون لهم ويعتدون ثوابت الإسلام وقد سخروا من العلماء الراسخون والرعاع مستخف بهم ويسبحون بحمده ويصدقون هؤلاء التوافه وينخدعون بالفتات متناسين فقرهم وحاجتهم وأراضيهم التي تباع وتنتهك وسرقة مقدرات بلادهم فماذا بقى؟ أتنتظرون سقوط مصر لتعود شيعية فاطمية أم لتصبح قبطية صليبيه. وإذا حدث فقل على الأمة السلام وكما قال . شاعر النيل .حافظ إبراهيم.
إذا ألَمَّتْ بوادي النِّيلِ نازِلَة ٌ*** باتَتْ لها راسِياتُ الشام تَضطَرِبُ. وقد كان
ورجال الحق الواثقون بوعد الله الصابرون في هذا الواقع ..غرباء في هذا الزمن،
يرددون ما قاله عبد الله النديم : لنا جلد على جلد يقـينا ***إذا زاد البلى زدنا يقينا ،
نعم ثابتون ويحسنون الظن بالله عمل بقول الحبيب عن جابر بن عبد الله سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ سلَّمَ ، قبل موتِه بثلاثةِ أيامٍ ، يقول:” لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسنُ الظنَّ باللهِ عزَّ وجلَّ ” رواه مسلم – هم الرواحل الثلة الآخرين . فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة. رواة البخاري ومسلم. هم ينتظروا احد صابرون مرابطون يزودون عن الأمة عن عراقها وشامها و مصرها المسروقة وعن المحاصرين في غزة هاشم إنهم الصامدون والأمة تنتظرهم فلا وهنوا ولا حزنوا. فهم الأعلى بدينهم وثباتهم على الحق فالله معهم ولن يترهم، قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ( 170 ) الأعراف.
إن الحقيقة التي يؤكدها القرآن دائما ويقررها هي تلك الصلة التي بين الله وبين رجاله المؤمنين القائمين بالقسط المصلحين الناصحين الغيورين فوليهم هو ولي الله وشانهم من شأن الله وعدوهم عدو الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : إن الله قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) ، ومن يمكر بهم الله سيمكر به ، ذلك هو التفضيل الفعلي لهم والتكريم من الله جل في علاه فمعركتهم معركته وقضيتهم قضيته ، يأخذه الله إلى صفه وحزبه ويرفعهم إلى جواره” ا.هــ (أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) المجادلة .
اللهم إنا نعتذر إليك من سكوت من تصدروا ونبرأ إليك من خذلان ونكوص ونذالة من تأمروا وتآمروا.. فعودا إلى الله والعود احمد واعتصموا بحبل الله واتحدوا وإلا فانتظروا إنا منتظرون