بقلم: محمد عبد القدوس
هذا العنوان قد يبدو غريبا على حضرتك وأنت تتساءل يعني إيه؟ وما المقصود منه؟ والإجابة أن هناك نفرا من المتعصبين اتهموا المتدينين والإخوان خاصة بأنهم لم يكونوا سعداء بالانتصارات التي حققها الفريق المصري لكرة القدم في كأس إفريقيا، بحجة أن ذلك الفوز سيصب في النهاية لمصلحة السيسي والحكم القائم! وأخيرا تحقق ما يحلمون به وخسرت مصر في النهائي على يد “الكاميرون”!!
وهذا الكلام في نظري كلام مجانين لا يقول به عاقل، وفي يقيني أن يكون كل المصريين كانوا يحلمون بالفوز، مصر بلدنا وكلنا نحبها لكننا نكره الأوضاع القائمة بها من الاستبداد السياسي، والفساد وآلاف من سجناء الرأي في السجون، والضرب في المليان ومنع التظاهرات السلمية، وانقسام المجتمع بطريقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر!
وحاولت ثورة يناير إصلاح ما أفسده حكم الفرد والنظام البائد رافعة شعار “عيش حرية عدالة اجتماعية” وكرامة إنسانية، وكانت أحلام جميلة ظننا أننا يمكن تحقيقها، لكن الأوضاع تدهورت بعد ذلك بطريقة بشعة وعادت مصر إلى أسوأ ما كانت عليه قبل قيام الثورة، وسيطر الظلام الدامس على بلدنا، وفقد الشباب انتماءهم، وأصبحت الهجرة من مصر كلها حلم عدد كبير منهم بعدما أصبح الوطن طاردا لشبابه وكفاءاته!
وفي ظل هذه الأوضاع القاتمة كانت انتصارات اللاعبين الكبار في كأس إفريقيا وعلى رأسهم “الحضري” أو السد العالي، وتم اختياره أحسن حارس في إفريقيا كلها، وهو “فلتة” بين اللاعبين بعدما بلغ الرابعة والأربعين من العمر ويلعب منذ عام 1996 يعني أكثر من 20 سنة، وهو رقم قياسي وعلى يديه وزملاءه عرفت مصر الابتسامة التي غابت طويلا عنا، لكنها للأسف لم تكتمل بعدما خسرنا في النهائي.. هل عرفت الآن ما قصدته من عنوان مقالي “الابتسامة التي لم تكتمل والظلام الدامس”؟.