أهل الشر والإرهاب والفساد!!

د. عز الدين الكومي :

على خطى مؤتمرات الحزب الوطني في عهد المخلوع مبارك، ومؤتمرات ولي عهده جمال مبارك للشباب، حيث الكلام الإنشائي والصور التذكارية، والتغطية على المشاكل الحقيقية للدولة، دون تقديم حلول حقيقية لأية مشكلة، تأتي مؤتمرات زعيم عصابة الانقلاب، والتي يتم اختيار الشباب لها بناء على ترشيحات أمنية، وحزبية من أحزاب ألِفت التطبيل والتهليل لكل طاغية، هذه المؤتمرات لم ولن تتمخض عن أية خطوات فعلية في حل أزمة الدولة مع الشباب، وكان آخر هذه المؤتمرات مؤتمر الشباب بأسوان، والذي تعمد فيه زعيم عصابة الانقلاب، تصدير الأزمات التي تواجه البلاد، والتهرّب منها، خاصةً في ما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية السيئة!!
لكن على ما يبدو أن قائد الانقلاب بدلا من أن يجهز ردودا للدفاع عن نفسه حول الأزمات التي تحيط بالبلاد، والخراب الذي حل بها بسببه وبسبب نظامه الانقلابي؛ إذا به هو الذي يحاسب الشعب، حيث هاجم المصريين، ونصب نفسه محاسبا ورقيبا عليهم، قائلا: أنا عملت اللي عليا، لكن هل كل اللي بطلبه منكم تعملوه بتعملوه يا مصريين؟
وعلى الرغم من أنه قبل شهر أبدى استعداده للمحاسبة، حين قال خلال افتتاح مشروع الاستزراع السمكي بالإسماعلية: والله العظيم أنا مستعد اتحاسب، أي حد يغلط يتحاسب، ومفيش حد كبير على ده من أول رئيس الجمهورية!!
وعندما اشتكى أحد الشباب المشاركين في المؤتمر من غلاء الأسعار، رد قائد الانقلاب بعفوية يا تستحمل يا تسافر بره، بما يؤكد أن هذا هو منطق حزب عسكر كامب ديفيد الحاكم!!
كما حاول قائد الانقلاب أن يلقي باللائمة على الشعب، في انتهاج بعض السلوكيات الخاطئة، عندما قال: يعني الناس مش عايزة تدفع ألف جنيه علشان يوصلوا خط على الصرف الصحي، وعايزين الدولة تعمل كل حاجة، وترجع تشتكي من الأزمة!! وكأن وظيفة الدولة الجباية من الشعب المطحون!!
ولم يكف عن ترديد عبارة، مصر دولة فقيرة، إحنا فقراء أوي ودولة فقيرة يا ساتر على أهل الشر، بيقولك خلي بالك مش سائل فيك، ومقالش خلي بالك إنك فقيرأوي، أه لازم نقول الحقيقة، إحنا فقرا أوي، ولازم تفهموا إن أهل الشر مش عايزينكم تعيشوا، وفي حديث وجّهه لمن أطلق عليهم أهل الشر، ذكر أنه بالرغم من فقرنا إلا أننا سنتقدم وهنكبر وهنكمل، إوعوا تكونوا مش مصدقين إننا هنبقى بلد عظيم، ودا بينا كلنا، إوعى عدو يدخل بينا، المصري لو عرف مشكلته فين هيخش ويشمر ويخلص!! وأنا طالب منك ومن غيرك تقول له (للإرهابي): سيبنا نعيش ادخل أنت الجنة، وسيبنا نعيش أنت بتقول إننا مش كويسين، وإحنا هنروح النار طيب كفاية النار بتاعة ربنا ما تبقاش النار بتاعة ربنا، والنار بتاعتكم كمان، مش كده وإلا ايه صحيح مش هم بيقولوا كده؟ ده بدل من أن يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار، وحسبنا الله ونعم الوكيل!!
وبعد كل هذا ذلك يحاول أن يحمّل فشل سياساته الاقتصادية الفاشلة، التي أغرقت البلاد في الديون الخارجية والداخلية على شماعة الإرهاب وأهل الشر، وأنظمة الحكم السابقة، كما أطلق وعودا بالجملة والقطاعي، بالرغم من حالة الاقتصاد المتدنية، التي تمر بها البلاد منذ الانقلاب المشؤوم، وقد حذر من التدخل في شأن منطقة النوبة، مستحضراً مصير أفغانستان والصومال، وأنه وجد من يتدخل في النوبة، ويعطي انطباعاً ليس حقيقياً أن البلد تهملهم من أجل إحداث مشاكل للبلد، وهناك محاولات كانت لناس تريد عمل فتن، وتدخلنا في صراعات ليس لها داع انتبهوا، هل أفغانستان رجعت والصومال رجعت؟ ومطلوب دول أخرى لا ترجع، وأنا أتيت اليوم لأفهمكم ذلك وأحذركم من أهل الشر!!
وفى إطار المشاهد التمثيلية الهابطة لقائد الانقلاب، امرأة عجوز وقفت له أخدها بالحضن وشربّها ميه وقالت له إنه هو أحسن رئيس جه لمصر، وحافظ على شرف المرأة، وقالت له أنها لما جت تقابله قالولها إنها هتضرب بالنار وإنها قالتلهم بلحة مش قاتل ومش بيقتل شباب!! فيلم هندي هابط .. من أين خرجت هذه العجوز مع أن أهل أسوان خضعوا للإقامة الجبرية طوال زيارة قائد الانقلاب!!
ولابد من وصلة إرهاب وكباب، فقال: إنه يجب على المجتمع كافة أن يتصدى للإرهاب ولا يعتمد على الجيش والشرطة فقط، لأنها مسئولية الجميع للحفاظ على الوطن، متغميش عنيك وتقول مليش، الناس خافت من الأديان بسبب الإرهاب وأفعاله البشعة ولو راحت مصر مش هترجع تانى!! أن الدين أكرم شىء فى الوجود ومن يتصور أنه يستطيع أن يقيم الدين بالقتل وترويع الأمان فهو خاطئ، أنا بكلم أهل الشر إذا كنت متصور أنك ناجي وهتخش الجنة وأحنا ناس مش كويسين سيبنا بقا نعيش فى الدنيا بس وبعدين أحنا بنقول ليك عيش معانا وبعدين خش الجنة إذا كنت هتخشها!!
وأكد قائد الانقلاب على أن الدولة المصرية عازمة على محاربة الفساد والقضاء عليه، وأكد على عدم وجود أية حدود أو محددات فى محاربة الفساد، ده أمر لا يرضى الله سبحانه وتعالى ونحن ندعم كل الأجهزة التي تعمل فى محاربة الفساد ولابد أن نتعاون فى مواجهة الفساد!! دة أمر ميرضيش ربنا واللي ميرضيش ربنا إحنا هنبقى موجودين معاه، بندعمه ونؤيده – صدق وهو الكذوب!!
أطالب الشباب بمراجعة تصريحاته التي قالها على مدى أربعين شهر منذ توليه رئاسة الجمهورية، والتي أشار فيها إلى صعوبة الظروف التي تعيشها مصر، مما يمثل قمة التناقض لدى قائد الانقلاب، فهو الذي وقف منتشيا عقب الانقلاب قائلا: مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا، وها هو بعد أكثر من ثلاث سنوات يقول: أه لازم نقول الحقيقة، إحنا فقرا أوي، وخلال احتفاله بافتتاح التفريعة قال: مصر دولة عظيمة صاحبة حضارة عظيمة ممتدة لـسبعة آلاف، وخلال إطلاق شارة البدء بموسم الحصاد في الفرافرة قال: إحنا مش في دولة حقيقية طُلّوا على بلدكم صحيح، دي أشباه دولة مش دولة حقيقية!!
والسؤال: من الذي جعل دولة بحجم وإمكانيات مصر شبه دولة سوى حكم العسكر؟؟!!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...