في 2017 : يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا

1

د/ إبراهيم كامل :

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ولي المؤمنين وناصر المظلومين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمي والرحمة المهداه للعالمين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

إلى أبناء نور الدين محمود الذي قال ” والله لاأستظل حتى آخذ بتأر الإسلام وثأري ” ابن الأثير

فنعم الثبات ثبات هؤلاء الأسود الذين ينصرون الحق والشرعية فقد سطروا لنا ملاحم للتاريخ ولأبنائنا من بعدنا حيث سيشهد لهم بشرفهم ودفاعهم عن دينهم وبلادهم في وقت ندر فيه الرجال وقل فيه الصالحون والمصلحون وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنما الناس كالإبل المائة ، لا تكاد تجد فيها راحلة ” متفق عليه وروي أن سهلا التستري خرج من مسجد ورأى خلقا كثيرا في داخله وخارجه ” فقال : أهل لا إله إلا الله كثير ، والمخلصون منهم قليل “.

عشرات الشهداء ولكل شهيد منهم قصة تدمي القلب وآلاف المسجونين من أبناء الحق والشرعية ولكل معتقل منهم روايات تشيب لها شعور الشباب وتشريد الآلاف لتفقد مصرنا الحبيبة خيرة عقول شبابها وأبنائها فضلا عن ترميل نسائهم وآهات أطفالهم وسجن بناتهم وتكميم أفواه علمائهم في صفحة طويت من صفحات أعمارنا وآجالنا فهنيئا لشهدائهم جميعا وعجبا على صبر معتقليهم ودهشة على حال المشردين منهم كيف طعامهم وشرابهم ونومهم واحتراما وإجلالا لكل بيوت الثوار الأحرار فقد رزقهم الله تعالى صبرا جميلا مع لذة الأنس به ومناجاته وذكره وتسبيحه وتهليله وتحميده وكأن شيئا لم يحدث طمعا في الفوز برضوانه وجوده قال تعالى ” إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ” وقال ” وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ” وفي الحديث الصحيح “من يرد الله به خيرا يصب منه وحديث ” عظم الأجر عند عظم المصيبة و إذا أحب الله قوما ابتلاهم ” صحيح الجامع وروي ” إذا أحب الله عبدا أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صبا وثجه عليه ثجا – وفي رواية وسحبه عليه سحبا – فإذا دعا العبد قال يا رباه قال الله لبيك يا عبدي لا تسألني شيئا إلا أعطيتك إما أن أعجله لك وإما أن أدخره لك” ضعيف الترغيب وروي ” إن الله عز وجل ليقول للملائكة انطلقوا إلى عبدي فصبوا عليه البلاء صبا فيحمد الله فيرجعون فيقولون يا ربنا صببنا عليه البلاء صبا كما أمرتنا فيقول ارجعوا فإني أحب أن أسمع صوته ” ضعيف الترغيب وحديث ” يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كان قرضت بالمقاريض ” حديث حسن .

في 2017 “يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا”

على الصفحة الأخرى على المغرر بهم أن يستعدوا لبيع مصر في سوق النخاسة العالمي مع وجود المشتري الوحيد ألا وهم الصهاينة آباء السيسي وأخواله ثم يهرب إليهم في آخر محطاته وأذكركم مرة أخرى بآخر كلام السفيرة الصهيونية في مصر آن باترسون في أول إبريل عام 2013 ” أن المصريين لن يمانعوا فى عودة اليهود بل سيتوسلون إليهم لكى يعودوا الى مصر و ينتشلونهم من الفقر و المجاعة بعد اعلان إفلاس مصر الموشك و المتوقع خلال نفس العام وانها قد اقسمت عند حائط المبكى أن ترد لليهود حقهم و تنتقم لهم ” فهل سيصدق المصريون الوعود الجديدة من كهنة العسكر وشياطينهم وهم بذلك يكذبون وعد الله تعالى وشتان بين وعد الشيطان “وعد الفقر” ووعد الرحمن ” وعد الفضل ” ” الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم ” ” وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان ليَ عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم …” فهل سيستيقظ النائمون الغافلون عن الواقع وتتكاتف كل القوى من أجل انتشال مصرنا ” أعزها الله” وتخليصها من بين أنياب الكلاب والذئاب المسعورة من الانقلابيين الفجرة والعمل بجد على تحرير فخامة الرئيس مرسي ” أطال الله في عمره” الذي جعل نفسه فداء لدينه وشعبه ووطنه عندما قال ” ثمن الحفاظ على الحرية والشرعية ومكتسبات الثورة حياتي أنا ” ولم ينثني عن وعده لم يرهب في ذلك مدفعا ولامشنقة ولازنزانة وكفاه فخرا أن أسعد أيام الفقراء كانت في عهده وعهد وزارته الشريفة التي عجز الانقلابيون عن إثبات حالة رشوة أوسرقة واحدة رغم سهولة تزويرهم .أذكر هؤلاء الذين اغتروا بالأماني والوعود ” إياها ” يستحيل أن تنبت أشجار الخير وهي في قبضة الظلم والفسدة لقوله تعالى ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون” ومانراه الآن من بقايا الطعام والشراب فلعله من أجل الدواب التي لاذنب لها للحديث” ولولا البهائم لم يُمطروا” الحاكم وصححه . وأتوجه برسالتين إلى هؤلاء الأبطال الأحرار

أولها : قلت فصدقت يافخامة الرئيس مرسي ” لاتقتلوا أسود بلادكم فتأكلكم كلاب أعدائكم ”

أما بعد ” جعلني الله فداك” فمثلي لايواسيك في محرابك لاسجنك ومثلي لايقطع عليك خلوتك لازنزانتك ومثلي لايصف منحتك لامحنتك ومثلي لايشغلك بكلمات أنت على غيرها أقدر لبلاغتك ومثلي لايثبتك بالأقوال لأنك تعيش الأفعال في رياض الصالحين ومرتع المؤمنين و قال ابن تيمية “… فلم يكرم الله عبداً بمثل أن يعينه على ما يحبه الله ويرضاه ، ويزيده مما يقربه إليه ويرفع به درجته” ولكني اتعجب لفراستك وكامل خبرتك حيث قلت ” اوعوا الثورة تنسرق منكم تحت أي حيلة من الحيل السحرة كتير …” والآن كما ترى ومن أقوالك المأثورة وكم ناديت بها ” لاتقتلوا أسود بلادكم فتأكلكم كلاب أعدائكم ” والآن أصبحت مصر مرتعا لكل لئيم وخائن ولص وباعوا مصر بالقطاعي بل وجعلوا أرضها مدفنا لنفاياهم النووية ولايزال السحر مستمرا والتخدير متواصلا لأبناء الأمة بعد قتل الأسود وسجن الأحرار وليس لها من دون الله كاشفة وفك الله أسرك وردك لحكمك لتكون حكما عدلا منصفا مقسطا ونسألك اللهم ياولي نعمتنا وملاذنا عند كربتنا أن تجعل نِقمة هؤلاء الانقلابيين عليه وعلى إخوانه وأخواته بردا وسلاما كما جعلتها بردا وسلاما على إبراهيم خليلك ”

ثانيها: إلى الثوار الأحرار في زمن قَحْط الرجال

أما بعد فقد بعتم أنفسكم لله تعالى وتجارتكم مضمونة رابحة ” فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ ” فلاتشغلوا بالكم كيف سينتهي الباطل لأنه زائل لامحالة والله تكفل بزوال الباطل وانشغلوا بمسيرتكم في نصرة الحق لأنه باق لامحالة رغم أنف الانقلابيين الظالمين المغرورين ” بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ” واثبتوا على طريقكم فهو طريق الحق وقال الشيخ الغزالي رحمه الله ” هناك ساعة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته ويبلغ الحق فيها أقصى محنته والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول ” وكل المواجهات انتهت بنصرة المؤمنين المظلومين فاالنمرود قُتل ببعوضة وفرعون بالماء وأبرهة بحجارة والأحزاب بريح ومايعلم جنود ربك إلا هو وسوف يُنهِي الله كل الانقلابيين ب “كن فيكون” ولأنكم ملح الأمة أذكركم بحديث حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ” يدرس الإسلام كما يدرس وَشْيُ الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها، فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة، فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا ” رواه ابن ماجه وغيره وهو صحيح على شرط مسلم وصححه الألباني ” وشي الثوب أي نقْشه ” فاستمروا على بركة الله ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ” وانصر اللهم أهل الحق والشرعية وانتقم من السيسي الصهيوني وعصابته عاجلا غير آجل واحفظ مصر وشعبها وحرر رئيسها الشرعي وعلمائها وأبنائها ونسائها وبناتها إنك على ماتشاء قدير والله أكبر ولله الحمد .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...