لم يشهد المصريون طوال تاريخهم الحديث والمعاصر عامًا سيئًا وكئيبًا في الملف الاقتصادي كما كان العام الحالي 2016 الذي أوشك على الرحيل تاركًا خلفه كمًّا رهيبًا من الأزمات والكوارث والقرارات المشبوهة التي أصدرتها سلطات الانقلاب حولت حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق.
وبكرة تشوفوا مصر!
بعد انقلاب 3 يوليو 2013م مارس السيسي سياسة تخدير الشعب بالتصريحات المعسولة والوعود الزائفة التي بشرت المصريين بعهد جديد من الرفاهية والرخاء ولا ينسى المصريون عبارة السيسي وسط شلة من أهليه وعشيرته من الممثليين والراقصات “وبكرة تشوفوا مصر”.
إنه يشبه تمامًا وعود الرئيس الراحل أنور السادات بتحقيق الرخاء والرفاهية للشعب بعد توقيع اتفاقية السلام المزعوم مع الكيان الصهيوني في عام 1979م، حيث سوق الاتفاقية والتنازل عن فلسطين بأن ميزانية الحرب سوف توجه للتعمير والرخاء ومرت عشرات السنين ولم يتحقق هذا الرخاء المزعوم.
“19” كارثة اقتصادية في 2016
سنة 2016 شهدت أسوأ القرارات الاقتصادية في تاريخ المصريين منذ عهود طويلة، نوجزها في التقرير التالي:
في 2 فبراير أصدر قائد الانقلاب قرارًا جمهوريًا بزيادة الجمارك على نحو 500 سلعة بنسب تصل إلى 40% .
وفي 14 مارس قام البنك المركزي بتخفيض سعر صرف الجنيه من 7,73 إلى 8,85 جنيهات أمام الدولار الأمريكي.
في 10 أبريل قام المركزي برفع قيمة الجنيه 7 قروش أمام الدولار ليصل إلى 8,78 جنيهات ويستقر سعر الجنيه الرسمي عند هذا المستوى حتى نوفمبر.
وفي 10 أبريل وقع قائد الانقلاب اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية تنازل فيها عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية مقابل صفقة قدرها 25 مليار دولار وضمان توفير الوقود للقاهرة لمدة 5 سنوات بتسهيلات كبيرة في السداد.
أما يوم 19 مايو فقد نشرت الجريدة الرسمية قرار قائد الانقلاب بالموافقة على اتفاقية قرض بقيمة 25 مليار دولار من روسيا يقدم على 13 عاما لتمويل إنشاء المحطة النووية في الضبعة.
ووافق مجلس الورزاء لحكومة الانقلاب يوم 26 مايو على افتقاية منحة من السعودية بقيمة 2,5 مليار دولار.
والإمارات تقدم يوم 22 أغسطس وديعة للسيسي قدرها مليار دولار تسدد بعد 6 سنوات.
وشهد يوم 8 سبتمبر كارثة تصديق السيسي على قانون ضريبة القيمة المضافة بدلاً من ضريبة المبيعات حيث رفع القانون سعر الضريبة إلى 13% بدلاً من 10%.
وتوقفت شركة أرامكو السعودية يوم 1 أكتوبر عن إمداد السيسي بالمواد البترولية وفقًا للعقد المبرم بينهما ومدته 5 سنوات، وبدأت وزارة البترول بحكومة الانقلاب البحث عن بدائل وتكثيف مناقصات دولية بديلة.
هذا وتجاوزر سعر الدولار يوم 30 أكتوبر 18 جينهًا بالسوق السوداء لأول مرة في تاريخ مصر.. وفي يوم 1 نوفمبر رفعت وزراة التموين بحكومة الانقلاب سعر كيلو السكر على بطاقات التموين إلى 7 جنيهات وسط أزمة سكر في الأسواق لا تزال ممتدة حتى اليوم.
وصدق قائد الانقلاب على قانون الخدمة المدنية يوم 2 نوفمبر بدلاً من قانون العاملين المدنيين في الدولة والذي يعيد هيكلة أوضاع وأجور العاملين بالحكومة.
وحلت الكارثة الكبرى يوم 3 نوفمبر بقرار تعويم الجنيه بشكل كامل ورفع سعر الفائدة البنكية ثلاث نقاط مئوية.
وفي 3 نوفمبر أيضًا حلت الكارثة الكبرى الثانية برفع أسعار المواد البترولية البنزين والسولار والغاز الطبيعي للمنازل والسيارات وإسطوانات البوتاجاز والمازوت بنسب تتراوح بين 7.1% إلى 87,5%.
وشهد نوفمبر الأسود قرارًا كارثيًا ثالثًا يوم 6 من الشهر حيث بدأت البنوك في تسعير العملات الأجنبية وفقًا للعرض والطلب من خلال شبكة الإنترنت وارتفع الدولار رسميًّا لمستويات قياسية تجاوزت 18 جنيهًا.
وفي يوم 11 نوفمبر وافق صندوق النقد الدولي على إقراض السيي 12 مليار دولار على ثلاث سنوات وتسلم البنك المركزي الدفعة الأولى وقيمتها 2,75 مليار دولار.
وفي غرة شهر ديسمبر الجاري رفعت حكومة الانقلاب الجمارك مجددًا على 320 سعة مستوردة بنسبة 50% في المتوسط.
هذا وقد أعد الزملاء في موقع “أصوات مصرية” التابع لوكالة رويترز إنفوجراف يختصر هذه الكوارث أرفقناه مع التقرير لزيادة التوضيح.
“2017” توقعات بعام أسود
وجاءت توقعات الخبراء والمحللين وحتى عدد من الإعلاميين الموالين للانقلاب شديدة السوء للعام المقبل 2017 مؤكدين أنه عام أسود على مصر والمصريين وسط توقعات باستمرار موجة الغلاء الفاحش وزيادة التضخم وانهيار العملة المحلية أمام باقي العملات وخصوصا الدولار.
وقال عمرو أديب، أحد الاذرع الاعلامية للانقلاب، خلال برنامج “كل يوم”، المذاع على قناة “ON E”، إن عام 2017 سيكون الأسوأ والأصعب في حياة المصريين، متوقعا أن يصل الدولار إلى أرقام خيالية تقترب من 40 جنيهًا.
وأضاف أديب أن تلك القرارات الاقتصادية التي اتخذت مؤخرا ساهمت في زيادة نسب التضخم بشكل خطير، ووضعت المواطن في مأزق ومعاناة كبيرة في تلبية احتياجاته اليومية في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، وانخفاض قيمة الجنيه، مؤكدا “البلد مش هتبقى لطيفة السنة الجاية..عومتوا الجنيه، وسيبتوه يغرق، والمواطن بيجعر منكم.. هتعملي إيه يا حكومة في البهدلة اللي بتحصل للناس؟”.