رابعة والكاتدرائية .. المجرم واحد

12_12_16_01_32_ew-1

أسامة علي :

طائرات شرطية تحلق يراها الشعب لأول مرة، طائرات حربية تحلق في سماء مدينة نصر بالقاهرة ، مدرعات تتقدم، جنود مشاه خلف الدبابات ، جرافات تدهس البشر ، قناصة فوق أسطح مباني مدنية ومباني مؤسسات سيادية و حربية تفجر رؤوس وأجسام البشر ، الطائرات تطلق قنابل غاز ، جنود يحرقون الخيم وبداخلها أحياء .

عن ماذا تتحدث ؟
هل تتحدث أن العدو الإسرائيلي قام بفعل ذلك خلال الحرب ضد الشعب المصري ؟
لا يا سيدي إنني أتحدث عن أحد مشاهد مجرزتي فض رابعة والنهضة في يوليو 2013 !

مجزرة قُتل فيها الألاف من البشر الأبرياء ، قُتل فيها معتصميين سلميين ، معتصمين رفضوا جريمة ارتكبها الجيش بالانقلاب على أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة الشعب في الـ 25 من يناير.

جريمة لا تقل في بشاعتها عن جريمة تفجير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في ديسمبر 2016 ، جريمة ارتكبها نفس من ارتكب مجرزة رابعة.

بالعودة إلى 25 يناير 2011 ، تلك الثورة التي خرج فيها الشعب ضد ظلم و فساد مبارك و رجاله ، قبل بداية ثورة يناير و في نفس الشهر و في يوم 1 يناير 2011 في تمام الساعة 12.20 دقيقة صباحاً حدثت جريمة “تفجيرات كنيسة القديسين” بالأسكندرية ، تفجيرات بشعة يرفضها أي دين و أي إنسان .

على إثر هذه التفجيرات اعتقلت شرطة مبارك بقيادة وزير داخليته المجرم “حبيب العادلي” مواطن مصري “شاب سلفي” اسمه “السيد بلال”، و عذبته في مجازر أمن الدولة حتى الموت ، وقالت أنه اعترف بارتكابه هذه التفجيرات .

ولكن أين هو سيد بلال ؟ مات من التعذيب على يد مجرمي أمن الدولة (الأمن الوطني حالياً) .

بعدها بأيام قامت ثورة يناير ، ثورة خرج فيها جميع طوائف الشعب من مسلم ومسيحي ، من عامل و فلاح وطالب و رجل و مرأه من شاب و طفل ، الجميع الجميع خرج رافضاً لنظام مبارك.

وفي 3 مارس 2011 أي بعد التفجيرات بثلاثة أشهر فقط ، ولكن بعد نجاح جزئي لثورة يناير، بدأت تتكشف خيوط الجريمة التي ارتكبها نظام مبارك من أجل الحفاظ على أركان نظامه بقوة السلاح والبطش .

نشرت جريدة اليوم السابع تحقيق ومستندات أن من ارتكب الجريمة في كنيسة القديسين 2011 هو وزير داخلية مبارك “حبيب العادلي” ، وأنه كلف “القيادة 77 ” بالمهمة لتنفيذها من أجل إخماد نبرة احتجاج الأنبا شنودة ضد نظام مبارك .

إذاً بعد شهور اكتشف الشعب أن المجرم الحقيقي هو من يحكم مصر ، و انه ارتكب هذه الجريمة من أجل مصلحته الشخصية ، و من اجل سيطرته على الوطن ، و من أجل نهب ثروات و أموال الشعب أمام أعين الشعب ولا يستطيع الشعب أن يتحدث .

عندما تربط ما حدث في عهد نظام مبارك ، و عهد نظام الانقلاب العسكري بقيادة السيسي ، تجد أن عقلية النظامين واحده ، ولكن نظام مبارك كان أذكى قليلاً من نظام السيسي ، عندها سوف تتأكد أن من ارتكب جريمة تفجير الكاتدرائية في 2016 هو النظام الحاكم (الانقلاب العسكري) كما ارتكب نظام مبارك في 2011 تفجيرات القديسين .

والهدف واحد لكلا النظامين ، نحن نحميكم من الخطر لذا سنرتكب مزيد من القمع وعليكم أن تصمتوا ، أو تكونوا إرهابيين معاديين للدولة .

أعتقد أن قريباً سوف يعرف الشعب وبالمستندات أيضاً أن نظام الانقلاب العسكري هو من ارتكب التفجيرات كما عرف الشعب أن حبيب العادلي ومبارك من ارتكبوا تفجيرات القديسين .

لكن حتى يعرف الشعب ذلك ، هل سيقتل نظام السيسي برئ جديد مثل قتل نظام مبارك للشاب السلفي “سيد بلال” ، الذي قتل من التعذيب ظلماً في عهد مبارك ؟

قبل الختام نقاط مضيئة في ظل تفجيرات الكاتدرائية :

1 – هتاف المسيحين ضد السيسي و جيشه و داخليته بهتاف : ” با أبو دبورة ونسر وكاب أنتوا اللي بدعتوا الإرهاب” .

2 – رفض المسيحين تواجد “ريهام سعيد ، و أحمد موسى ، و لميس الحديدي” أذرع السيسي الإعلامية الذين يشعلون و يؤججون الفتن بين الشعب، وصل الأمر إلى الإعتداء عليهم من أهالي ضحابا التفجير بالضرب أمام الكاتدرائية وطردهم .

وفي الختام نطرح التساؤل الذي نطق به الشباب المسيحي المتظاهر أمام الكاتدرائية :

أول ما أدخل الكنيسة الأمن بيقولي فين الصليب؟ وبيفتشونا واحد واحد ولو معايا جنيه فكة بيطلعه من الجيب؟.. القنبلة دخلت ازاي؟

الإجابة الداخلية اللي دخلتها !

و السلام ختام .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هزيمة مؤقتة

محمد عبدالقدوس الأوضاع في بلادي بعد تسع سنوات من ثورتنا المجيدة تدخل في دنيا العجائب.. ...