ساعات فقط مرت على تقرير نشره موقع “فويس أوف أمريكا” أصابت الانقلاب بالخوف والارتعاش، بعدما تحولت الأزمات الاقتصادية التي تورط فيها السيسي إلى وجبة دسمة تتناولها الصحف العالمية، 10 أزمات خانقة تحاصر قائد الانقلاب، كافة الخيارات المتاحة أمام الجنرال تأول جميعها إلى محصلة حتمية بأنه “خاسر”، فما الحل؟
لم يجد اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي إلا أن يتناول حبة “ترامادول” ويجلس مع الجنرال في جلسة عصف ذهني لعلهما يصلان إلى حل، وتأكد “كامل” أن كل الهواتف مغلقة وأن الأبواب موصدة والمكاتب خالية من سماعات التجسس، خوفا من أن تذيع قنوات الشرعية ما تمخضت عنه جلسة الترامادول!
وأخيرا جاء الحل “الشيخ ميزو”.. شماعة إلهاء جاهزة تسحب الشعب بعيدا عن حزمة المشاكل وتلهيه عن متابعة ما يكتب عن الانقلاب في الصحف الأجنبية، الأمر تم تجربته مع المصريين أكثر من مرة وأتى بنتائج مرضية، حيث إن الشعب يعشق القصص المفبركة، ويتداول الأكاذيب حتى مع علمه أنها أكاذيب!
“المهدي المنتظر” كان “بيشيش”
أثار بيان محمد عبدالله نصر الشهير بـ”الشيخ ميزو”، أنه هو “المهدي المنتظر”، سخرية مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ما استشهد بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومطالبًا السنة والشيعة وشعوب الأرض بمبايعته.
ودشن رواد موقع التدوينات الصغيرة “تويتر” هاشتاج يحمل اسم “المهدي المنتظر”، سخروا فيه من ادعاء “الشيخ ميزو”، حيث قال أحد المغردين في تدوينته : “ليّ الفخر ان المهدي المنتظر (الشيخ ميزو) كان بيشيش جنبي على قهوة ٨ ابريل”.
بينما رأى مراقبون سياسيون أن البيان، هو مجرد خطة مهروسة في 100 فيلم قديم من أجل إلهاء الشعب عن الأزمات الاقتصادية الأخيرة، وإلهاهمم عن جرائم السيسي في حق المعتقلين وخاصة انتهاكات سجن برج العرب.
يأتي ذلك وسط استمرار التظاهرات رافضي الانقلاب العسكري في عدة محافظات مصرية مطالبين السيسي بالرحيل على وقع أزمة الدولار، ورفع أسعار الوقود وغياب سلع أساسية، وفشل الانقلاب في الخروج بالبلاد من الأزمة الاقتصادية الراهنة، وبات أمرا عادياً أن يرفع المتظاهرين صور الرئيس محمد مرسي ويترحموا على أيامه.
10 كوارث للسيسي هل يغطيها المهدي؟
أول الكوارث التي تواجه السيسي تتعلق بالجرائم التي ارتكبها منذ انقلاب 3 يوليو وربما قبل ذلك عندما تولى منصب مدير المخابرات الحربية، والتي يخشي معها الملاحقة القانونية؛ ما يدفعه لبذل محاولات مستميتة للبقاء على رأس السلطة لأطول فترة ممكنة وتعديل الدستور الذي لم يجف حبره حتى الآن.
ثاني كوارث السيسي تتجسد في التعامل مع الإخوان، حيث إن قمع وسجن وقتل أعضاء الجماعة وإعلانها تنظيمًا إرهابيًّا يعني مواصلة الصدام مع أكبر كتلة سياسية واجتماعية ودينية وشعبية وخيرية وعلمية ونقابية في الدولة، فيما يجلب عليه التصالح معهم غضب الدولة العميقة وإسرائيل وأمريكا.
الكارثة الثالثة هي الدولة العميقة بمكوناتها المختلفة، وعلى رأسهم قيادات العسكر والشرطة والقضاة ورجال الأعمال والكنيسة والبلطجية وأعضاء الحزب الوطني السابق، إذا كافأهم وقربهم ووالاهم وغض الطرف عن فسادهم وإجرامهم، فهذا يكون على حساب بقية الشعب، وإذا همش عناصر الدولة العميقة وكبح جماحهم وحارب فسادهم وقضى على إجرامهم وساواهم مع بقية الشعب وحملهم جزأ من تكلفة الإصلاح في شكل زيادة ضرائب أو تبرعات أو تقليص المرتبات والحوافز فسوف ينقلبون عليه ولن يتركوه يهنأ بكرسي الحكم حيث إنهم من أوصلوه إليه.
لا يوجد في الأفق حلول سلمية مع الانقلاب
الكارثة الرابعة فهى الحرب على الإرهاب، فلا يوجد في الأفق حلول سلمية لهذه المشكلة، كما أن استخدام السلاح لم يحقق نتائج ملموسة بل زاد التطرف وأرغم الكثير من سكان سيناء على حمل السلاح ضد الجيش، كما أن قانون التظاهر نفسه معضلة أخرى حيث فشل في منع المظاهرات ونال من سمعة الانقلاب دوليًّا ومحليًّا، وإلغاؤها سوف يزيد زخم المظاهرات.
الكارثة السادسة علاقته بإسرائيل ودعمه لها في حربها ضد حماس وحصارها لغزة، فدوره في حصار غزة يسىء لسمعته وشعبيته محليا وعربيا ودوليا، وفي نفس الوقت لا يمكنه أن يضحي بعلاقته بإسرائيل نظرا للدعم الكبير التي تقدمه له،
أما الكارثة السابعة علاقته بأمريكا فهو يحصل منها على الطائرات والسلاح والدعم السياسي ونحو 1.5 مليار دولار، وفي نفس الوقت يترك إعلامه يسبون أمريكا ليل نهار ويزيد من كره المصريين لها ويدعي أسر قائد الاسطول السادس ويتهمون أوباما نفسه بأنه إخوان.
هطل وعبط السيسي!
الكارثة الثامنة في البنك الدولي؛ حيث رضا البنك الدولي ضروري للحصول على قرض منه ومن الدول والمؤسسات الدولية الأخرى، لكن البنك يطلب تخفيض الدعم والمرتبات وإعادة هيكلة القطاع الحكومي وتقليص حجمه، وهذا أثار غضب الشعب ضد الانقلاب.
الكارثة التاسعة مشكلة الطاقة باعتبارها معقدة لدرجة أنه تعاقد مع إسرائيل لتمده بالغاز نظرًا لتدهور العلاقة مع السعودية التي كانت تمد الانقلاب بالغاز والبترول مجانًا، لكنه فضل شراء الغاز من إسرائيل بالأسعار العالمية.
الكارثة العاشرة هي لسان السيسى نفسه واضمحلال تفكيره وصغر عقله، فإذا صمت واختفى ولم يتفاعل مع الأحداث الجارية ولم يخاطب الشعب فهذه مشكلة وإذا خطب فيهم وتحدث إلى الإعلام وناقش قضايا وتحديات البلاد وعرض أفكاره وتصوراته وحلوله فلا تسمع منه غير الهرتلة والهطل والعبط.
والآن ينتظر الجميع خروج فريق حزب النور وعدد من مشايخ الانقلاب العسكري، من أجل المشاركة في زوبعة المهدي المنتظر، بعد تلقيهم التكليفات نفسها التي تلقاها الشيخ ميزو، من اجل التغطية على كوارث السيسي.. فننتظر!