الغموض سمة قرارات الانقلاب الأقتصادية بعد التعويم وارتفاع الوقود

2

لا ينتظر الاقتصاديون أن يتراجع قائد الإنقلاب عبدالفتاح السيسي عن قراري تعويم الجنيه ورفع أسعار الوقود، كما تراجع عن قرار إعطاء الجزيرتين تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، رغم الإخفاقات التي منيت به حكومته برفع ميزانية الدين المحلي بمعدلات قاتلة ليصل إلى 2 تريليون و619 مليار جنيه، وانخفاض احتياطي النقد الأجنبي ٥٠٠ مليون دولار بعد تعويم الجنيه، وبرغم قرار البنك المركزي بالأمس وقف العطاء الدولاري الأسبوعي للبنوك والذي يبلغ 120 مليون دولار.

وتحدثت تقارير أن الحكومة تتعامل مع الأزمات بمنطق من يتفاجأ بها، فيقول د.إيهاب الدسوقي لبرنامج “حديث الساعة”، على “سي بي سي اكسترا”: “الحكومة يجب أن تكون لديها خطط للمستقبل ولكن ما يحدث أن الحكومة تفاجأ بالأزمات مثل المواطنين تماما”.

ووجد المصريون أنفسهم أمام تراجع للدولار أمام الجنيه بعد وقف الحكومه الاستيراد لمدة اسبوعين، حتى فوجئوا بالتعويم الذي لا الذي يقول عنه أحد وزراء الحكومة “العجاتي”: “تراجع الحكومة عن قرارات تعويم الجنيه ورفع أسعار الوقود ‘مستحيل’.

ارتباك المتعاملين

ودارت أسعار الدولار بالأمس فقط مقابل الجنيه بين 16.65-17.35 بأحد البنوك إلى 17.80-18.30 في بنك آخر. وحتى الأسبوع الماضي كان السعر مربوطا عند نحو 8.8 جنيه للدولار.

وقال متعامل عن غياب البنك المركزي: “لسنا معتادين على ذلك”، “نعيش ارتباكا منذ 3 نوفمبر الماضي..دلالته في تغير سعر الدولار داخل البنك إلى سعر السوق السوداء”.

وقال الخبراء إنه بعد أسبوع بعد التعويم اتسعت فروق السعر وتذبذبت الأسعار المعروضة وأحجام تداول هزيلة للغاية، وخلال أسبوع لم يدخل لأكبر تلك البنوك سوى آلاف طفيفة من العملة الخضراء.

ورغم أن البنوك تعمل من الثامنة صباحا إلى التاسعة مساء، لإيجاد فرصة لمزيد من الدولارات؛ لجأ كثيرون إلى السوق السوداء السابقة لمحاولة تلبية حاجاتهم من العملة الصعبة، فصارت البنوك تعمل مثل السوق السوداء..يتنافسون في رفع الأسعار وسرقة العملاء بعضهم من بعض عن طريق عرض أسعار أعلى لشراء الدولار.

وترى تقارير أن حالة من غياب الثقة والضبابية قد تستغرق شهورا حتى يستقر الجنيه مقابل الدولار.

رغم توقعات من الحكومة أن تحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 2.7مليار دولار خلال الأسبوع القادم واستثمارات أجنبية.

مستثمرون عرب

ورصدت بعض المواقع الاقتصادية اليوم أن الاستثمارات الأجنبية الموجودة حاليا في مصر، يلمسون عدم ارتياح من السياسة النقدية لمصر، وانها ذات أثر سلبي عليهم، حيث قالت شركة جرير للتسويق –سعودية- إن أعمالها بمصر من خلال شركة جرير مصر للتأجير التمويلي، المملوكة لها بالكامل، سوف تتأثر سلبا بقرار البنك المركزي بتحرير سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية.

وأضافت في بيان لها اليوم الأربعاء، أن ذلك “بسبب فرق الصرف (خسارة) الناتج من ترجمة صافي أصول الشركة التابعة ومن ترجمة بنود مالية تشكل صافي استثمار شركة جرير للتسويق في هذه الشركة التابعة”.

كما أعلنت شركة تكوين المتطورة للصناعات أن عملياتها في مصر من خلال شركة “نيومارينا”، التابعة لها سوف تتأثر سلباً نتيجة تعويم سعر صرف الجنيه المصري رسمياً، حيث إنه من المتوقع أن يصل التأثير السلبي على صافي الأرباح الموحدة للشركة إلى نحو 45 مليون ريال، وفقاً لسعر الجنيه عند إعلان التعويم.

ركود داخلي

و قطاع السيارات من أكثر القطاعات تأثرا بالجانب السلبي، حيث سادت حالة من الارتباك عددًا من تجار السيارات في مصر، ما أدى إلى ركود حركة البيع بالسوق المحلية، بعد الارتفاعات المتتالية التي أقرها الوكلاء، على خلفية رحلة الصعود التي خاضها الدولار خلال الأسابيع القليلة الماضية، إضافة لعدم وضوح الرؤية بالنسبة لسياسات التسعير في الشركات بعد تعويم العملة المحلية، ما أدى لقفزة كبيرة بالدولار الجمركى.

وأدى هذا الركود التام إلى انخفاض نسبة البيع، مما دفع العديد من التجار لخفض “الأوفر برايس” للعديد من الطرازات؛ بهدف إنعاش مبيعاتها، لافتًا إلى أن العملاء يُلقون بتبعات الأزمة على التاجر نفسه، حيث يرونه مستغلا وساعيًا للتربح، رغم أن السبب فيها الوكيل الذي رفع السعر بشكل مُبالَغ فيه.

إبر التخدير

وخلص المحلل الاقتصادي محمد عايش في مقال له إلى أن “البنك المركزي والسلطات المالية والنقدية في مصر تهرب إلى الأمام، ولم تتخذ حتى الآن الإجراءات اللازمة للعلاج الحاسم، لأنها إجراءات ترتبط بالسياسة والجيش وبارونات الفساد”.

موضحا أن “الحكومة لجأت إلى حقن الاقتصاد “بإبر التخدير وليس إبر العلاج، حيث كان الاقتصاد في مصر يعيش طوال الأعوام الثلاثة الماضية على المعونات الخليجية، بما فيها ودائع دولارية واجبة السداد مع فوائدها، والآن سينتقل الاقتصاد للعيش في السنوات الثلاث المقبلة على ظهر قرض صندوق النقد الدولي، وهو أيضاً قرض واجب السداد مع فوائده، ولو بعد حين”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...