عمر عبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمساني (4 نوفمبر 1904 – 22 مايو 1986)هو المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين، سمي بالتلمساني نسبة إلى أصوله من ولاية تلمسان الجزائرية، وقد تميز بقدرته الفائقة على الحوار واحتواء معارضي الجماعة من التيارات العلمانية والإسلامية الأخرى في مصر، يعتبر عمر التلمساني مجدد شباب الجماعة والذي أعاد تنظيمها بعد خروج أعضائها من السجون في أيام الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
حياته
ولد في حارة حوش قدم بالغورية قسم الدرب الأحمر بالقاهرة في 4 نوفمبر عام 1904م.
تعلم عمر التلمساني العزف على العود وفشل كشاعر.
دخل السجن عام 1954م ثم في عام 1981م ثم في عام 1984م.
كان جد عمر التلمساني رجل علم وحصل على الباشوية من السلطان عبد الحميد.
نشأ في بيت واسع الثراء، فجده لأبيه من بلدة تلمسان بالجزائر، جاء إلى القاهرة، واشتغل بالتجارة، وفتح الله عليه بالمال الوفير، فلجأ إلى القرآن يعتصم به، وتدثر بالانطواء على نفسه يزكيها بجهد صامت، واجتهاد كبير.
في سن الثامنة عشرة تزوج وهو لا يزال طالبًا في الثانوية العامة، وظل وفيًا لزوجته؛ حتى توفاها الله في أغسطس عام 1979م، بعد أن رزق منها بأربعة من الأولاد حصل على ليسانس الحقوق، واشتغل بمهنة المحاماه، وفي شبين القناطر كان مكتبه، وظل يدافع عن المظلومين، حتى جاءت سنة 1933م التي التقى خلالها حسن البنا في منزله، وبايعه، وأصبح من الإخوان المسلمين وكان أول محامٍ يدخل جماعة الإخوان المسلمين.
انضمامه للإخوان
انضم عمر التلمساني لجماعة الإخوان المسلمين علي يد مؤسس الجماعة حسن البنا في عام 1933 بعد أن دعاه لحضور دروسه اثنان من الإخوان هما “عزت محمد حسن” وكان معاون سلخانة بشبين القناطر، والآخر “محمد عبد العال”، وكان ناظر محطة قطار الدلتا في محاجر “أبي زعبل”.
من أقواله
أنتم تحملون أطهر دعوة في هذا الوجود , و أنتم باعتراف الجميع و بأذني هاتين سمعت ثناءا عليكم و سمعت مدحا لكم , و سمعت حديثا عن إخلاصكم وجهدكم و اجتهادكم , انما سمعت هذا في جلسات خاصة , فاذا ما خرج الذي يتحدث هذا الحديث الى المجتمعات العامة سمعت كلمات العنف و الارهاب ومحاربة الجماعات الاسلامية , وكل هذه مسائل يعرفونها عنكم ولكنهم يخفونها !! لماذا ؟؟ّ!! قد أعلم وقد لا أعلم , فإن كنت أعلم فهناك ما يمنعني من التصريح و ليس كل ما يعرف يقال , و ان كنت لا أعلم فهذا ضعف البشر لا يعلمون ما لا يعلمه الا الله سبحانه و تعالى .
لقد كان الإمام “حسن البنا” في حياة العالم الإسلامي يمثل الرجلَ الأمةَ، عالمًا، خطيبًا قوي البيان، مؤمنًا بالله إلى أقصى حدود الإيمان، ذكيًّا خارق الذكاء، بعيدَ النظر في أعماق النفوس وآماد الأحداث، يتمتع بأعظم الحظوظ من روح الأبوة والسماحة والقدرة على تطويع النفوس وتوجيهها وتربيتها، وساعده على كل أولئك قوةُ الذاكرة بصورة لم يسمع بها أحد، ولم يُشاهد أحد لها مثيلاً في عصره، وربما في عصور سابقات.
إنّا بإذن الله بالغون ما نريد، و سنجد ما وعدنا ربنا حقًا، و سنقيم الحق و لو في أودية الأبالسة.
قالوا عنه
عاش بقلب كبير احتوى كل من أجهد نفسه في حرب معتقداته، وبخلق كريم أسبغه على الكريم وعلى اللئيم. وعاش عفيفًا ليس لغير الله عليه يد فكان جبلاً في الإباء والشمم. وفيًّا يذكر ويشكر الكبير والصغير على ما قدموه لغيره أو لدعوته.
الاستاذ جابر رزق
قد اختار الله الشيخ عمر التلمساني ليقود الجماعة في سنوات ما بعد محنة السجون التي استمرت قرابة ربع قرن من الزمان، فاستطاع بحكمه الشيخ الذي حنكته السنون، وأنضجته السجون، وبميزات شخصه منحه الله إياها. وبأخلاق الإسلام التي صبغت سلوكه وتصرفاته.أن يفرض “الوجود الفعلي” لجماعة الإخوان المسلمين على الواقع المصري، والعربي، والعالمي
الحاجة زينب الغزالي
يحمل الطهر في كل جوارحه، لحقيقةٍ جُبل عليها، عف اللسان مع من أساء. حيي كالعذراء البتول، قوي في الحق الذي اعتقده، مصر على نصرته، أب لكل أتباعه ومريديه، الشدة لا ترهبه، غياهب السجون لم تزده إلا إصرارًا على الحق، وتفانيًا في نصرته.
الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد
كان الرجل رحمه الله نفحة إلهية هادية، وهادئة. وكان نسمةً طيبةً. مطمئنة إلى جنب الله تعالى، اطمئنانًا راسخًا عبرت به رحلة هذه الحياة الصاخبة عبور الطيف المنير، حتى خلصت إلى ربها راضية مرضية بإذنه وفضله تعالى.
الشيخ محمد الغزالي
كان للرجل وجهه البشوش وأدبه الجم وصوته الهادئ، وظاهر من حالته أنه كان على جانب من اليسار والسعة لا يسلكه في عداد المترفين، وإنما يخصه من متاعب الكدح ومعاناة التطواف هنا وهناك، ويحفظ عليه حياءه الجم.
الاستاذ خالد محمد خالد
“عمر التلمساني” وحده، مَعلم من معالم هذه الدعوة بما أورثته من هدى ونور..!!ولقد كان الرجل المناسب في الوقت المناسب لقيادة “الإخوان المسلمين” الذين خرجوا من محنتهم التي تتضاءل أمامها كل المحن.
الصحفي مصطفي أمين
قد أمضيت سنوات طويلة مع التلمساني في سجن ليمان طرة . وكانت زنزانته في مواجهة زنزانتي، كنت أراه كل يوم وأتحدث إليه.وكان أكثر ما حببني فيه سعة صدره واحتماله الغريب، ومواجهته للبطش والاستبداد بسخرية واستهزاء، فقد كان يشعر أنه أقوى من الذين قيدوه بالأغلال، وكان مؤمنًا بأن المحنة لا بد أن تنتهي ويخرج من السجن ويكتب رأيه وينشر الفكر الذي آمن به .
الاستاذ محمد حامد أبو النصر
لقد افتقدنا مجاهدًا عظيمًا، ومرشدًا عظيمًا، ومرشدًا راشدًا، حمل الأمانة ونصح للأمة، وأدى الرسالة على أكمل الوجوه، في ظل ظروف صعبة وقاسية ومريرة، ولن نهدأ نحن الإخوان المسلمين حتى نرى شجرة الإسلام قد نمت وترعرعت، لقد كان رحمه الله عف اللسان، عف القلم، عف السلوك.
الشيخ عبد الحميد كشك
الراحل الكريم، يرحم الله جهاده، ويرحم الله صبره بعد الإرهاب والسجون والمعتقلات ، ظل في السجون سبعة عشر عامًا فما لانت له قناة، وما انحنى إلا لله، وما ركع إلا لمولاه، وما سجد إلا للواحد الديان، يا عمر نم هادئًا بجوار الحق سبحانه، نم إلى جوار ربك بعد أن صبرت واحتسبت.نشهد أنك والحمد لله قد صبرت واحتسبت وبلغت وأديت فإلى جوار الله في جنات ونهر.
الشيخ حافظ سلامة
لقد اجتمعت الأمة بكافة ممثليها لتشييع قائد من خيرة قوادها فلم يحدث ما يعكر الصفو ويخدش الأمن، إنه عمر التلمساني الرجل الذي لم يضعف أمام جبروت السلطان. لقد عاش الرجل في سبيل دعوته كل حياته، ولقد مرت به وبإخوانه وتلاميذه ومريديه الكثير من المحن ومع ذلك ظل صابرًا محتسبًا.