بعد طوفان ارتفاع الأسعار الذي ضرب مصر منذ استيلاء الانقلاب العسكري على مقدراتها، أصبح الفقر سمة أساسية يجسدها نسبة كبيرة من المصريين، وأصبحت “هياكل الفراخ” و”فواكه اللحوم”، بدائل للحوم والدجاج التي كانت متوفرة بأسعار زهيدة من قبل أن يعرف المصريون عبدالفتاح السيسي الشهير بـ”البومة”.
فقبل أشهر أعلن عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، إن 50% من المصريين الذين يعانون من الفقر يعيشون على هياكل الفراخ، بسبب ارتفاع أسعار الدواجن والسلع الأساسية.
وأكد وأشار رئيس شعبة الدواجن إلى أن ارتفاع سعر الدولار يتسبب في ارتفاع أسعار الدواجن، لأنه يتم استيراد الأعلاف من الخارج وهذا يكلف كثيرًا.
كسر الأرز
ودون ذلك هناك مئات الأسر المصرية تواجه كارثة حتى فى الطعام الرخيص، ليشكو باعة الأجنحة وعظام الدجاج والكرشة ولحمة الرأس ببعض المناطق من هجر الزبائن الذين عجزوا فى زمن «جنون الدولار» عن شراء أرخص الطعام، ويبتكر طبقة أخرى من الفقراء وجبات ساخنة من كسر الأرز والعيش ويصنعون المرق من أرجل الماعز والغنم.
ليس لأن معدتهم تهضم الزلط ولكن لضيق الحال.. تعود المصريون على اختيار الطعام المناسب للى فى جيوبهم حتى ولو جنيهات قليلة.. فصنعوا من أرخص ما تحتويه الذبائح «أشهى الأكلات» ونافسهم المقتدرون فى طعامهم الفقير.
الفقر
وتقول تقارير صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إن نسبة الفقراء شارفت على 28% خلال 2015 وفقا لبحث الدخل والإنفاق، وفى اليوم العالمي لمكافحة الفقر المدقع تقول تقارير، إن نسبة الفقر المدقع زادت عن 5% من السكان خلال العام الماضي بسبب زيادة الأسعار، وتعيش قطاعات الشعب المصري بأقل من دولارين يوميا رغم ارتفاع معدلات التضخم ووصول السلع الغذائية اليومية إلى ضعف ثمنها، دون زيادة مقابلة فى الرواتب أو ارتفاع الدخول.
كما فضحت وكالة بلومبيرج الكارثة الاقتصادية التي صنعها الانقلاب وقالت فى آخر تقاريرها عن مصر، إن هناك استياء عاما في الأداء المصري لحكومة الانقلاب، التي أعطت الكثير من الوعود دون تنفيذها، وتشهد البلاد ارتفاعا في المستويات لم يشهدها التضخم، كما أن هناك شكوكا حول جدوى فرض صندوق النقد وإجراءاته، وتقول الوكالة إن الأجهزة الأمنية للدولة قلقة من أن المشاكل الاقتصادية سوف تندمج مع المظالم السياسية وذلك قد يؤدى إلى الفوضى.