ثمن إزاحة الإخوان * تلك هي الخلاصه.
لم يخسر العرب طوال تاريخهم الطويل كما خسروا الآن
وما زالوا يخسرون حتى هذه اللحظة .. يخسرون السيادة و الأموال والارواح .. كل تلك الخسارة هي ثمن إزاحة الإخوان المسلمين من الساحة السياسية .. وعندما تحسب ذلك الثمن الذي يدفعه العرب جراء محاربة الاخوان تجد أشياء مهوله لاتصدق ..
.. وإني أتساءل هل أصبح الحكام العرب وشعوبهم بلا عقول ..
دفعوا للانقلابين في مصر عشرات وعشرات المليارات من أجل إزاحة الإخوان .. وماذا استفاد العرب من ذلك؟ .. ذهبت المليارات سدى .. وأصبحت مصر كلها في كف عفريت .. فإما أن يدفع العرب مليارات أكثر وأكثر وإلا فإن العفاريت سيأخذون مصر مباشرة الى التحالف الإيراني وسيبيعوها لإيران بدون ثمن .. بينما لو بقى الاخوان حكاما إلى الآن لكانت مصر خير معين وحارس لدول الخليج مما يحاك عليهم من التآمر الدولي الذي أصبح واضحا للعيان ..
ودفعوا .. مليارات الدولارات سرا وجهرا للإنقلابيين في اليمن من أجل إزاحة الإصلاح الإخواني .. فماذا ترتب على ذلك؟ .. مليارات ذهبت سدى .. وسقطت اليمن كلها في يد إيران .. ولزم على العرب دفع مئآت مليارات الدولارات ثمن التحالف العربي في حربه في اليمن .. ومازال الدفع مستمرا لكل القوى المشاركة في التحالف .. بينما لو بقي الإصلاح ومضى مشروع الثورة لكانت اليمن هي السور المنيع الحامي للجزيرة العربية ..
دفعت كثير من الدول العربيه أموال طائلة حتى لاتنتصر المعارضه الإخوانية في سوريا .. وأخيرا تدمرت دولة عربية بالكامل كانت ستكون عونا للعرب في المستقبل .. وظهرت داعش
وقام تحالف دولي على سوريا سيعزلها عن العرب وسيجعلها تحت الوصاية الدوليه الاجنبيه عقودا من الزمن ..
دفعت الانظمة العربية .. مليارات الدولارات ثمن إزاحة الإخوان من ليبيا .. فماذا استفاد العرب .. سوى ظهور كيانات عشائرية .. تأكل بعضها .. واصبحت هي البديل للدولة القوية التي كان سيبنيها الاخوان في ليبيا .. والتي لن تكون إلا خيرا لليبين وذخرا للعرب ..
دفعت بعض الدول العربية .. مايقارب الخمسين مليار دولار تكاليف الانقلاب الفاشل في تركيا .. من أجل إسقاط الاخوان .. والذي كان سيترتب عليه إذا نجح الانقلاب عودة تركيا إلى حضن اسرائيل .. وانضمامها الي التحالف الروسي والايراني ضد سوريا والعرب وهو ما يعني خروج تركيا من التحالف الاسلامي .. رعد الشمال .. الذي شكل اول تحالف اسلامي في العصر الحديث وكان خطوة أولى في طريق العودة المجيدة لهذه الأمة .. حتى تحقيق نظام إسلامي حديث يعود بالعرب والمسلمين الى المكانة الصحيحة لهم بين الأمم ..
لماذا هذا السفه من الانظمة الحاكمة .. لماذا يدفعون هذا الثمن كله من اجل ازاحة الاخوان .. هل ازاحة الاخوان من الساحة السياسية يستحق ان يدفع له ذلك الثمن كله ..
ما الخطورة التي ستحدث إذا صعد الاخوان للحكم .. وصل الاخوان للحكم في فلسطين .. فلم يؤذوا أحدا غير اليهود واسرائيل .. وصل الاخوان الى السلطة في تركيا فلم تخسر تركيا الا اسرائيل .. وكان وصول الاخوان في تركيا الى الحكم خيرا للعرب والمسلمين ..
الاخوان لا يريدون الا صناعة نظام عالمي يرتقي بالامة إلى أن تكون هذه الأمة هي سيدة الأمم .. فأين الخطر في ذلك .
وهل الخطر الحقيقي هم الإخوان؟ أم هذه الأنظمة الحاكمة هي الخطر الحقيقي الذي أوصل الأمة الى ما هي عليه من الذل والمهانة والتبعية والخضوع وبيع المبادئ والسيادة للدول التي لاتريد للاسلام ان يقوم من جديد
فمن يمسك سفه الأنظمة في محاربة الحق بمال الأمة؟
لو أن تلك الأموال التي أنفقوها لمحاربة الإخوان والتي فاقت مئات مليارات الدولارات .. لو أنهم أنفقوها في تنمية الشعوب العربية لما وجد عاطل ولا فقير ولا محتاج. ولكان مستوى دخل المواطن العربي أفضل من غيره في امريكا وأروبا.
بل أقول .. والله لو كان الإخوان بيدهم السلطة وأتموا خطتهم في توحيد العالم لعربي والاسلامي .. ووصلت هذه الأموال إلى أيديهم والله لقلبوا بهذه الأموال الطاولة على الدول العظمى وعلى النظام العالمي
المتغطرس بالاسلام والمسلمين.
ولكن من يعي خطورة مايجري وفداحته.