احمد المحمدي المغاوري :
– تمر دنيا كل واحد منا بحلوها ومرها وما قدمناه فيها من خير أو من شر. وسينسى الذين عمروها بخير ما أصابهم من بأساء وضراء وشدة حين يرون الجزاء الأوفى ، وأيضا سيرى المجرمون ومن بارزوا الله بالمعاصي وتلذذوا بإيذاء خلقة وقتلهم وحرقهم وسجنهم, سينسى هؤلاء حياتهم المُنَعمَة القصيرة إذا وقعت الواقعة. فكل نفس حينئذ بما كسبت رهينة ، سيلتقي الفريقان المحسن والمجرم وسيجد كل واحد من منهم ثمرة وجزاء ما قدم . فإنا لله وإنا إليه راجعون.ولكن شتان بين رجعة ورجعه وبين موته وهلاك،
فبالأمس مات الشاب مهند إيهاب عصفور الثورة عن عمر19 عام بعد ان خرج من محاكم تفتيش الانقلاب مصابا بالسرطان، وقُتل د. محمد كمال عضو سابق بمكتب إرشاد الإخوان المسلمين قتلهم الله ، ومن قبلهم علماء وآكابر وفضلاء ويزال الشعب يُقتل صغيرة وكبيرة حقيرة وعظيمه على يد مجرمي العسكر وعلى كل ألوان القتل ، البطيء بالسجون وبالقتل السريع غرقا وحرقا أو كمدا ومرضا. وفي المقابل هلك مجرمون أيضا ولكن شتان بين هؤلاء وهؤلاء.بين رجال أوفياء وبين أسافل سفهاء ورعاع غوغاء.والله قد وعد هؤلاء وهؤلاء. ولزوال الدنيا كلها أهون عند الله من أن لا يوفي بما وعد، فوعد الله حق.فمن أوفى بعهدة من الله؟ لا أحد. وعداً عليه حقا. كان على ربك وعدا مسئولا. فقد وعد سبحانه بنصر المؤمنين.قال تعالى(وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وقال(إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون). فهل يستوي المجاهدون والمجرمون.والعاملون والقاعدون؟ والخبيث والطيب ؟. لَّا يَسْتَوُونَ ،( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ (18) السجدة
– ولا يزال الفاشي المجرم السيسي يكذب ويجرم والله يملي له ،وكل يوم نسمع عن موت هذا وهلاك ذاك، ونرى ولا زلنا نرى العبرة في موت الظالمين وداعمي الانقلاب ، فهذا مات بمرض كذا وهذا بحادث كذا وهذا قُتل . فمنذ أيام هلك المخرج أحمد الفيشاوي بعد أصابته بأزمة قلبية مفاجئة.وهو الذي أخرج أغنية “تسلم الأيادي” بعد الانقلاب الفاشي على الشرعية وخطف رئيس مصر د .محمد مرسي . وقتل وحرق الآلاف في رابعة والنهضة، وقد الكليب الذي حقق رواجا كبيرا بين شعب السيسي وعبيد البيادة معبرين عن تشفيهم وفرحتهم لقتل وسجن وتشريد الأبرياء والشرفاء من شعب مصر وخيرة شبابها وعلمائها وأحرارها.فرددوا هذه الأغنية في الشوارع والحواري والفنادق وفي حفلاتهم ولا يزال شعب السيسي يرددوها في أفراحه و مخرجها الفيشاوي قد هلك .
وها هو جمال مصطفي عبده،هلك .رئيس محكمة جنايات الجيزة،وعضو اليمين شعبان الشامي التي تحاكم الرئيس مرسى، وعضو اليمين ناجي شحاتة قاضي الإعدامات الشهير بصفحته الإباحية على فيس بوك. أصيب جمال بمرض مفاجئ بالمخ منذ عدة أسابيع ولم يتعرف الأطباء علي أسبابه، وتوفى سريعا صريعا على إثراه. ولا شماتة.
ومنذ شهور هلك سامح سيف البزل المحرض والخبير الاستراتيجي للانقلاب ، وبعدها تردت حالته سريعا حيث فجأة أصيب بمرض السرطان ، وقد برز إعلاميا أثناء وبعد ثورة 25 يناير2011 كمحلل استراتيجي علي شاشات الفضائيات مدافعا عن العسكر وهو الذي كون قائمة ” في حب مصر” في انتخابات مجلس نواب العسكر.هلك سيف اليزل وأفضى إلى ما أجرم في حق مصر وشعبها .
ومن قبلهم هلك هيكل حيث تعرض لأزمة شديدة بدأت بماء في الرئة ورافقها فشل كلوي أحد أشهر الصحفيين المصريين وعراب العسكر على مر العقود السالفة. وعراب الانقلاب الفاشي2013 عن عمر ناهز 93 عاما قضاها خادما للعسكر مشاركا في إجرامهم وكان مقربا من أغلب الأنظمة المصرية منذ فترة الملكية قبل ثورة يوليو/تموز 1952،مشاركا في إجرامها حتى فترة الانقلابي المجرم السيسي ، حيث كان هو من المخططين للانقلاب والمحرضين عليه.هلك هيكل وأفضى إلى ما أجرم في حق مصر وشعبها .
. ومن قبلهم هلك نائب عام الانقلاب ولا ندري من قتلة وأعتقد الانقلابيين أنفسهم ليخفوا ورائه مصائبهم فلقد اخذوا منه ما اخذوا ويكفي (فض رابعة) وها قد أفضى إلى المنتقم الجبار. ولنا في قتل رئيس مصر الخاسر جمال بالسم عبرة ولنا في موته حمزة البسيوني بأسياخ الحديد عبرة ولنا في قتل السادات على أيديهم عبرة ولنا فيمن قبلهم من الطواغيت عبرة. فأهلكناهم بذنوبهم..فيا ترى كيف سيهلك المجرم المنقلب؟؟أم ماذا ؟
سيفضي الخلق إلى الخالق بما قدموا فكل من عليها فان، ولكن شتان بين من يلقى ربه وهو على الحق شهيدا مبتسما ومن يلقاه وهو على الباطل مُصرا ومناصرا للمجرمين ، قال تعالى (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (113) هود.
– فإذا وقعت الواقعة ، حين يُرفع الله أناس ويخفض آخرين,وفي هذا الموقف يقف الذين آمنوا بالحق سبحانه وأحسنوا ودافعوا عن الحق (آمنون) (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم المن وهم مهتدون) الإنعام ..وعندئذ ينادي المجرمون ومن ركنوا إليهم، وكلاهما مجرم ، ينادون على المحسنين الذين ثبتوا وصبروا لأجل الحق ،قال تعالى( انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ). فاللهم ثبتنا على الحق واختم لنا بالإيمان بك والثبات على طريق الحق.فالجزاء من جنس العمل في الدنيا وفي الآخرة جزاءاً وفاقا.. فهل يستوي المحسن والمسيء؟.أبدا.. ؟لا يستوون. قال تعالى(فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)مريم…فهل يهلك إلا القوم الفاسقون؟. كان على ربك وعدا مسئولا….فانتظروا إنا منتظرون .