استطيع أن أتصور المجاهد شخصا قد أعد عدته وأخذ أهبته , وملك عليه الفكر فيما هو فيه نواحى نفسه وجوانب قلبه
فهو دائم التفكير وعظيم الاهتمام على قدم الاستعداد أبدا إن دُعى أجاب أو نُودى لبى ، غدوه ورواحه وحديثه وكلامه وجده ولعبه لا يتعدى الميدان الذى أعد نفسه له، ولا يتناول سوى المهمة التى وقف عليها حياته وإرادته مجاهدا فى سبيلها .
تقرأ فى قسمات وجهه، وترى فى بريق عينيه وتسمع من فلتات لسانه ما يدلك على ما يضطرم ( اى يشتغل ويهيج ) فى قلبه من جوى لاصق ( اى عاطفة قوية وحرقه ملازمة ) وألم دفين، وما تفيض به نفسه من عزمة صادقة وهمة عالية وغاية بعيده .
أما المجاهد الذى ينام ملء ماضغيه، ويضحك ملء شدقيه ويقضى وقته لاهيا عابثا ماجنا فهيهات أن يكون من الفائزين، أو يكتب فى عداد المجاهدين
حسن البنا
إخوان الدقهلية الموقع الرسمي للإخوان المسلمين بالدقهلية