في إجراء بات روتينيا، تطارد ميليشيات داخلية الانقلاب يوميا وربما للمرة الرابعة والخامسة بيوت أسماء بعينها من الشباب وطلاب الجامعات، على مستوى محافظات مصر، في سبيل تكبيل العمل الطلابي الثوري داخل الجامعات والمدارس مع بدء العام الجديد، ونسبة إلى مواقع حقوقية ألقت ميليشيات الداخلية القبض على شباب بين 250 إلى 300 شاب خلال الاشهر القليلة الماضية، أغلبهم من المختفين قسريا.
وعلاوة على حالات المطاردة التي تعتبرها حكومة الانقلاب ضربة استباقية، تعتقل تلك القوات عشوائيا– مثلما حدث مع طالب “خامسة طب” والذي سلمته لأهله بعد أقل من 24 ساعة جثة هامدة- كل الشباب الثوري، ومن أبرز الحالات خلال سبتمبر الجاري، اعتقال 6 طلاب بينهم 3 بالـ”إعدادي” بالعاشر من رمضان، واعتقال شابين حديثي التخرج من من “مدينة ملاهي”، واعتقال 4 أشخاص من مسقط رأس الرئيس محمد مرسي، بينهم 3 طلاب، منهم شقيقان، واعتقال “باسم إبراهيم ميرة”، الطالب بالفرقة الثانية طب طنطا.
كما أخفت سلطات الانقلاب العسكري الدموي الغاشم بشكل قسري محمد صفوت عبد الرؤوف قشطة”، الشهير بـ”محمد قشطة”، البالغ من العمر 20 عامًا، الطالب بالفرقة الثانية كلية “الهندسة”، ومقيم بـ”منية النصر مُحافظة الدقهلية”، منذ أن تم اختطافه دون سند قانوني أو إذن نيابي حال تواجده بمحافظة “أسوان” بتاريخ 7 سبتمبر الجاري، واعتقلت قوات الأمن طالبا بكلية الهندسة ومدرسا بمركز ببا جنوب بنى سويف.
الإخفاء أصل
وتتعامل ميليشيات الانقلاب مع الشباب والطلاب بشكل خاص، حيث تمنحهم “شرف” الإخفاء القسري في سجونها ومعتقلاتها وأماكن الاحتجاز غير القانونية، وذلك بخلاف ما تتعامل به مع غيرهم من حالات الاعتقال السياسي، ورصد “مرصد طلاب حرية”، من خلال موقعه الإلكتروني وحسابه على مواقع التواصل، استمرار الإخفاء القسري لطالب بجامعة المنيا، لليوم السادس والعشرين على التوالي، حيث تخفي الأجهزة الأمنية مكان احتجاز الطالب “عبد الرحمن جمال محمد”، أثناء ذهابه إلى عمله بمعمل تحاليل بمدينة السادس من أكتوبر.
كما كشف المرصد استمرار إخفاء الطالب أحمد رمضان الأنصاري بهندسة المطرية، قرابة الثمانين يومًا تحت الإخفاء القسري، بعد اعتقاله من أمام منزله في 1 يوليو الماضي.
كما لا يزال الطالب “محمد وجدي علي سليم” بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة جامعة القاهرة مختفيا قسريا، منذ اعتقاله في 9 سبتمبر الجاري.
ولليوم الـ24 على التوالي، تخفي داخلية الانقلاب 5 طلاب “تم اعتقالهم في ظروف غامضة”، بحسب المرصد، وهم من قاطني منطقة “إمبابة”، وتم اقتيادهم إلى جهة غير معلومة لذويهم حتى الآن.
قبض سري
ونسبت عدة مواقع لـ”محام” للجماعات الإسلامية كشفه عن اعتقالات تمت لعدد من الشباب قبل عيد الأضحى من محافظات مختلفة.
وقال المحامي، في تصريح: إن هؤلاء الشباب ليسوا من الإخوان، وهناك حالة من السرية المفروضة على هؤلاء وأسباب القبض عليهم.
وأضاف أنه مع مطلع الأسبوع المقبل، يمكن أن تتضح الرؤية والبحث حول حصر عدد هؤلاء الشباب ومصيرهم، متخوفا من ضمهم إلى قضية جهادية، لافتا إلى عدم معرفة أماكن تواجدهم أو التهم الموجهة إليهم، ولكن غالبا سيتم تسكينهم على حوادث مجهولة لم يتم التوصل للمنفذين الحقيقيين لها.
وحول عددهم، أكد المحامي أنه لا يوجد حصر فعلي للعدد، ولكن التسريبات من داخل جهاز الأمن الوطني تشير إلى أنهم بالعشرات.
انتقاد حقوقي
وكثيرا ما تكررت مطالبات منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية، ومنها “هيومان رايتس ووتش” من “السلطات المصرية” بالإفراج عن طلاب الجامعة، وإيقاف المداهمات حال اقتيادهم من بيوتهم، مع بدء العام الدراسي”.
وقالت “هيومان رايتس”، في بيانات لها، إن “المداهمات تستهدف قمع المعارضة الطلابية”، مُضيفة “هذا الاعتقال الجماعي للطلبة يمثل ضربة استباقية لحرية التعبير والتجمع.. وينبغي للجامعات أن تكون مناطق آمنة لتبادل الأفكار، بما في ذلك النقاش السياسي”.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي للمنظمة لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “هذا الاعتقال الجماعي للطلبة يمثل ضربة استباقية لحرية التعبير والتجمع، وينبغي للجامعات أن تكون مناطق آمنة لتبادل الأفكار، بما في ذلك النقاش السياسي”.