وَلَيَالٍ عَشْرٍ

wa-laialen-ashr

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قال الله تعالى ”
( وَلَيَالٍ عَشْرٍ )
أفضل أيام الدنيا
1. و عن جابر, رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه و سلم, قال: “أفضل أيام الدنيا أيام العشر”. يعنى: عشر ذي الحجة. قيل : و لا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ” و لا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب”. رواه البزار بإسناد حسن.
عن ابن عباس: قال: قال رسول الله
“ما من أيام العمل الصالح أحب فيها إلى الله عز وجل من هذه الأيام”
يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله لم يرجع من ذلك بشئ”
أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجة
قال ابن رجب في (لطائف المعارف):
“إذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام الستة كلها، صار العمل فيها وإن كان مفضولاً أفضل من العمل في غيرها وإن كان فاضلاً، ولهذا قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد…” ثم استثنى جهاداً واحداً هو أفضل الجهاد، فإنه  سئل أي الجهاد أفضل؟ قال: “من غفر جواده وأهر يق دمه وصاحبه أفضل الناس درجة عند الله”، وسمع النبي  رجلاً يدعو يقول: اللهم اعطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين، فقال: “إذن يعقر جوادك وتستشهد” فهذا الجهاد بخصوصه يفضل على العمل في العشر وأما بقية أنواع الجهاد فإن العمل في عشرة ذي الحجة أفضل وأحب إلى الله عز وجل منها وكذلك سائر الأعمال.
قاعدة:
وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره.
الصلاة:
أ‌- التبكير إلى الفرائض … أداؤها في جماعات … احرص على الجماعة الأولى.
ب‌- الإكثار من النوافل … فإنها من أفضل القربات.
عن ثوبان  قال: سمعت رسول الله  يقول:
“عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك إليه بها درجة وحط عنك بها خطيئة” رواه مسلم
2) الذكر: أكثر من الذكر في البيت وفي السوق وفي الطرقات وعند الركوب وطبعاً لا تنسى أذكار الصباح والمساء وأذكار الأحوال المختلفة وفي أدبار الصلوات.
كن كمثل عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما .. يخرجان إلى السوق في أيام العشر شاكران ويكبر الناس بتكبيرهما…
قال البخاري: كان ابن عمر يكبر بعد الصلوات وعلى فراشه وفي مجلسه وممشاه تلك الأيام العشر.
امتثال أمر النبي  فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد.
والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين.
3) الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة .. فعن هنيده بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي  قالت: كان رسول الله  يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر.
قال النووي: وصوم أيام العشر مستحب استحباباً شديداً.
وقول عائشة رضي الله عنها: ما رأيت رسول  صائماً في العشر قط تأوله العلماء وقد سبق شرح ذلك من أجل الخروج من الخلاف.
فأكثر من الصيام في التسع من ذي الحجة .. لا نقول أن السنة هي صيام التسع ولكن السنة الإكثار من الصوم فيهن.
4) صوم يوم عرفة: سنة مؤكدة لغير الحاج، وهذا الصيام يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة مستقبلة.
أ‌- صوم عشر ذي الحجة: في المسند والسنة عن حفص أن النبي  كان لا يدع صيام عاشوراء والعشر وخلافه أيام من كل شهر” وفي إسناده اختلاف، وأكثر العماء على فضل صومها.
في صحيح مسلم: عن عائشة رضي الله عنها: ما رأيت رسول  صائما العشر قط” في رواية: في العشر قط
والمفهوم لإزالة الخلاف كما قال جمهور أهل العلم: أن عائشة أرادت أنه لم يصم العشر كاملاً.
وحفصته أرادت أنه كان يصوم غالبه فينبغي أن يصام بعضه ويفطر بعض ولن الجمع يصح.
ب‌- صوم يوم عرفة: قال  “صوم يوم عرفة يفكر سنتين ماضية ومستقبلة وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية”.
رواه مسلم عن أبي قتادة والطبراني
في الأوسط عن أبي سعيد الخدري
جـ- قيام عشر ذي الحجة: قيامها مستحب من باب أن العبادة والصالحات أحب إلى الله في هذه العشر عن غيرها.
وقد رود في إحياء ليلتي العيدين أحاديث لا تصح.
وإن كان الشافعي وغيره استحب الدعاء في ليلتي العيد وقالوا بإجابة الدعاء فيهما.
د- الإكثار من الذكر فيها: قال تعالى: ويذكروا اسم الله في أيام معلومات” فإن الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء وفي حديث ابن عمر “فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...