قصص من حياة حسن البنا (3)

44

سؤال النابهين

يروي محمود عبد الحليم عن امتحان البنا في دبلوم العلوم فيقول نقلاً عن الإمام الشهيد :
” وكان امتحان الأدب العربي هو الامتحان الرئيس في الدار وكان الامتحان فيه تحريريًا وشفويًا ، فلما مثلت بين يدي لجنة الامتحان الشفوي في امتحان الدبلوم النهائي لدار العلوم سألني رئيس اللجنة عما أحفظ من الشعر فقدمت إليه الكراريس فقال لي : ما هذه الكراريس ؟ قلت أن ما فيها هو ما أحفظه ! فتعجب الرجل وقال : هل أنت علي استعداد أن اسمع منك أية قصيدة أختارها من هذه الكراريس ؟ فأجبته بالإيجاب ، فطفق يطلب إلي أن أقرأ فأقرأ حتى اطمئن إلي أنني أحفظ ما فيها جميعًا .
ثم قال لي : أني أسألك السؤال الأخير : ما أحسن بيت أعجبك في الشعر العربي ؟ قلت : أحسن بيت أعجبني هو قول طرفة بن عبد في معلقته :
إذا القـوم قـالـوا من فتـى خـلت أنـني عُنـيت فـلـم أكســل ولم أتـبلـد
قال : قم يا بني هذا السؤال يسأل للنابهين من الطلبة في كل عام هنا ، وفي الأزهر فلم يجب أحد بمثل ما أجبت إلا الشيخ محمد عبده .. إنني أتنبأ لك يا بني بمستقبل عظيم ” .

الالتفاف حول الدعوة وليس الأشخاص

وقف الأستاذ أحمد السكري وكيل الجماعة – في ذلك الوقت – والقي كلمة ثم قدم الأستاذ البنا بكلمات فيها الكثير من الإطراء قائلاً : ” أيها الإخوان .. ها هو زعيمكم ومرشدكم ها هو قائد المسيرة ، نظرت إلي الأستاذ البنا فوجدته يرتجف ووجهه ممتقع ثم قام وأمسك بالميكروفون وقال : ما ماتت الدعوات إلا بسبب التفاف أصحابها حول الأشخاص فإذا مات الشخص ماتت الدعوة ..
وأنتم أيها الأحباب مبادئكم خالدة .. الله غايتكم والرسول زعيمكم والقرآن دستوركم والجهاد سبيلكم والموت في سبيل الله أسمي أمانيكم .. هذه المبادئ التي تلتفون حولها هي الباقية

 

والد الخليل

ومما يذكر علي سبيل المثال أن أزهرًا أراد أن ينفر منه المستمعين بإثارة جدل عقيم حول جزئيات سخيفة في بدء حركته في الإسماعيلية, فسأله عن اسم والد ” إبراهيم الخليل ” في معرض قصته فقال لهالبنا : ” إن اسمه ” تارخ ” وإن ” آزر ” عمه .
والقرآن يقول إن آزر أبوه ولا مانع من أن يكون عمه لاستخدام ذلك في لغة العرب وقال بعض المفسرين:
إن آزر اسم للصنم لا لأبيه ولا لعمه ونطق الإمام البنا كلمة تارخ بكسر الراء ، فرد عليه الأزهري إن الكلمة بضم الراء لا بكسرها إحراجًا له .. ” وحين أراد الأزهري أن ينحو هذا النحو في كل درس تذرع بوسيلة تدل علي دهائه فدعاه إلي منزله وأكرمه وقدم له كتابين في الفقه والتصوف هدية وطمأنه علي أنه مستعد لمهاداته بما شاء من الكتب ، فطابت نفس الأزهري وواظب علي حضور الدروس وكف عن اللجاج

 

عزاء والد الشهيد

يقول الأستاذ عمر التلمساني :
استشهد أحد أبناء الإخوان في فلسطين ، فذهب الإمام إلى والد الشهيد ليعزيه ، فسمع الناس ورأوا درساً باهراً .
قال الوالد للإمام : إن كنت جئت معزياً فارجع أنت ومن معك . وأما ان كنت جئت لتهنئني فمرحباً بك وبمن معك . لقد علمتنا الجهاد وبينت لنا ما فيه من عزة ورفعة في الدنيا والآخرة فجزاك الله خيراً .
وإني لحريص على مضاعفة الأجر ، فها هو ولدي الثاني ، أقسمت عليك لتصحبنه إلى ميادين الجهاد . فانهمرت دموع ، وعلا تشنج ، وتصاعدت زفرات وارتج على الإمام من روعة الموقف “.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بالفيديو : من رسائل الإمام البنا ( رجل العقيدة)

بالفيديو : من رسائل الإمام البنا ( رجل العقيدة)https://www.youtube.com/watch?v=3AaYkEcA1UU