مجزرة مسجد الفتح.. ما لا عين رأت من انتهاكات الحرمات

078db76784f2573e672d9589e1a48e41بدأت أحداث مسجد الفتح بعد صلاة الجمعة يوم 16غسطس في أعقاب انطلاق مظاهرات “جمعة الغضب”، التي دعا إليها “التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب”،للتنديد بمقتل المئات وجرح الآلاف في فض قوات من الجيش والشرطة لاعتصام ميداني “رابعة العدوية” و”نهضة مصر”.

وعلى مدى نحو 20 ساعة، مرت أحداث مسجد الفتح بمحطات  شغلت الشارع المصري وتابعتها وسائل الإعلام لحظة بلحظة خاصة  بعد أن وصل عدد الضحايا  إلى العشرات وإصابة المئات داخل مسجد الفتح ،خاصة بعدما أكد العديد من شهود العيان أن مروحيات عسكرية  بعد تكليفها من قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي قامت بإنزال عدد من القناصة أعلى مبان قريبة من ميدان رمسيس وأطلقوا الرصاص على المتظاهرين والمنددين بفض الاعتصامات بالقوة واقتحمت مسجد الفتح وتعدت على حرمات بيوت الله وقتل المتظاهرين داخل المسجد.

الأحداث 16أغسطس

بدأت أحداث مسجد الفتح في حي رمسيس  بعد صلاة الجمعة الموافق 16 اغسطس للتنديد بمقتل المئات وجرح الآلاف في فض قوات من الجيش والشرطة لاعتصام  ميداني “رابعة العدوية” والنهضة .

وعلى مدى نحو 20 ساعة متواصلة ليومي 16 و17اغسطس، مرت أحداث مسجد الفتح بمحطات مختلفة، إلى أن انتهت مساء السبت 17 أغسطس.

ففي الساعه الواحدة ظهرا، خرجت بعد صلاة الجمعة عدة مسيرات من المساجد الكبرى في عدد من أحياء  القاهرة، بينها عين شمس وحلوان باتجاه ميدان رمسيس كي تلتحم فيه مع مسيرات انطلقت  من محافظة الجيزة  باتجاه رمسيس.

وفي الثالثة عصرا، هاجم مجهولون  متظاهرين أمام قسم الأزبكية خلال توافد المسيرات المؤيدة لمرسي على ميدان رمسيس، حيث رشقوهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف (الحارقة).

وفي الرابعة والنصف عصرا، سقط 7 قتلى في اشتباكات بين مجهولين من جهة وأنصار لمرسي ورافضين لفض الاعتصامات بالقوة من جهة أخرى.

أما في السادسة والنصف مساءاً، عدد الضحايا ارتفع إلى 51 قتيلا وأكثر من 300 جريح، وفقا لمصدر طبي من المستشفى الميداني في مسجد الفتح وقتها .

وفي السابعة والنصف مساء الجمعة، شهود عيان أفادوا بأن مروحيات عسكرية قامت بإنزال عدد من القناصة أعلى مبان قريبة من ميدان رمسيس،  أطلقوا الرصاص على أنصار مرسي بينما قالت منظمة “مراقبون لجرائم الانقلاب، إن قناصة على متن مروحيات عسكرية استهدفت المتظاهرين في رمسيس.

والثامنه مساء الجمعة، مسجد التوحيد القريب من رمسيس استقبل جثامين 30 قتيلا و500 جريح، بحسب شهود عيان، غير جثامين موجودة في مسجد الفتح برمسيس.

وفي العاشرة والنصف مساء، قوات الأمن كثفت هجومها على المتظاهرين في ميدان رمسيس، بعد ما بدأت في حصار المئات منهم أمام مسجد الفتح، بحسب المستشفى الميداني، الذي أعلن أن القوات تطلق الرصاص بكثافة، منذ بدء سريان حظر التجول في الساعة السابعة .

وفي الحادية عشر والنصف، جماعة الإخوان المسلمين أعلنت أن هناك عمليات قتل ممنهجة تمارس بحق المتظاهرين السلميين في ميدان رمسيس، مطالبة الجيش بـ”عدم الاندفاع إلى مستنقع قتل المصريين.”

السبت 17 أغسطس، في السباعة صباحاً التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، أعلن ارتفاع قتلى مظاهرات “جمعة الغضب” إلى 103 قتلى.

 وفي التاسعة والنصف المحاصرون في مسجد الفتح أطلقوا  استغاثات، بعد استمرار حصارهم نحو 12 ساعة من جانب قوات الشرطة والجيش المصري، لعد معاناة من نقص حاد في الطعام.

وفي الساعة الثانية، “التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب” أهاب، في بيان مقتضب، جموع المواطنين الزحف إلي مسجد الفتح لإنقاذ المعتصمين بداخله.

الثالثه والربع عصرا ، توقف عملية خروج مؤيدي مرسي من مسجد الفتح، بعد ارتفاع حالة الاستنفار الأمني إثر تبادل إطلاق الرصاص بين قوات من الجيش والشرطة من جانب وأصحاب المحال التجارية بمحيط المسجد من جانب آخر.

السادسة مساء :هبة زكريا، مراسلة “الأناضول”، التى احتجزت في إحدى قاعات مسجد الفتح، أكدت إنها وقرابة 300 شخص، أغلبهم نساء، لم يخرجوا من المسجد وقتها واعلان المحاصرين في المسجد الإضراب الكامل عن الطعام والشراب حتى يتم الاتفاق على خروج بشكل أمن إلى منازلهم أو وصول إمدادات من المسيرات لتأمينهم من البلطجية وقوات الأمن.

رسالة معتقلين مسجد الفتح

وجه أكثر من 300 معتقل من أحداث مسجد الفتح برساله من داخال السجن قالوا فيها“بسم الله الرحمن الرحيم .. هذه رسالتنا نحن المعتقلين على خلفية احداث مسجد الفتح الى احرار العالم والمدافعين عن حقوق الانسان والى من يهمه الامر في هذا الوطن الحبيب ….. لكم ان تعرفوا باختصار بانه قد تم اعتقالنا من داخل مسجد الفتح بعد حصار دام ليومي 16،17اغسطس 2013.

وأضافت الرسالة: “وقد تم الاعتداء علينا بالسحل والضرب داخل المسجد واثناء اخراجنا منه وقد تم اجبارنا على ركوب سيارات ترحيلات غير آدميه وقد وصل عدد المحشورين داخل كل سيارة لما يقارب 74 شخصا، ثم بعد ذلك تم ايداعنا في معسكر قوات امن طره في مكان غير ادمي يتعفف البشر عن المرور بجواره اصلا وتم الاعتداء علينا ايضا في هذا المكان واحتجازنا في اماكن ضيقه لدرجة اننا كنا نقوم بعمل ادوار بالتبادل عند النوم”.

وتابع المعتقلون في الرسالة: “ثم بعد ذلك التحقيق من قبل امن الدولة ونحن معصوبي الاعين , ثم تم التحقيق معنا من قبل النيابة العامة داخل المعسكر مع العلم بان ذلك مخالف للقانون , ونذكر هنا ان بعض وكلاء النيابة الذين قاموا بالتحقيق معنا اخبرونا بان القضيه في “فشنك” وليس بها مايُدين اي شخص, ثم بعد ذلك تم ترحيلنا الى معسكر قوات امن السلام , وتم ايضا احتجازنا فيه داخل اماكن ضيقه والاعتداء علينا جسديا ثم بعد ذلك ترحيلنا الى سجن رقم واحد بوادي النطرون، وتم عمل حفلة تعذيب كبيرة لاستقبالنا وتم الاعتداء علينا خلال الايام الاولى بالتعذيب الجسدي بجانب التعذيب النفسي، وتم قطع المياه عنا لاسابيع متتاليه هذا بجانب المضايقات في المعاملة من جانب ادارة السجن حتى انه كان يتم الاعتداء علينا داخل الزنازين”.

وتابعوا: “لم تتلقى  الحالات المرضية والمصابة جراء الضرب العلاج , وبعد ذلك تعرضنا لكثير من التحقيقات الهزلية داخل السجن والتي كان يتم التجديد لنا بالحبس فيها كل مرة ثم بعد مرور مايقارب ال 4 اشهر تم عرضنا على قضاة للتحقيق خارج السجن وايضا في كل مرة كان يتم تجديد الحبس لنا فيها بما يخالف صريح القانون، هذا بجانب مانعانيه اثناء ترحيلنا للجلسات من عدم ادمية سيارات الترحيلات وتقييدنا بالكلابشات بقرن كل شخصين بكلابش واحد، منذ وقت خروجنا من السجن وحتى عودتنا اليه “مايقارب ال 14 ساعة ” حتى انه اثناء دخولنا الحمام او اثناء الصلاة لايتم تحريرنا من الكلابشات”.

وأردف المعتقلون: “طبعا لا ننسى انه قد تم منع الطلاب الذين معنا من حضور امتحاناتهم وتم منع اطباء الامتياز من الحضور في مستشفياتهم ادى ذلك كله الى تأخرهم لعالم دراسي كامل ايضا، كما لا ننسى انه في اخر جلسة لنا لم يتم عرضنا على القاضي أصلا، بل تم التجديد دون مثولنا امامه رغم ماعانيناه أثناء الترحيل، وكل هذه الأسباب وأسباب اخرى دعتنا الى الإضراب عن الطعام، ومنذ 25 /12/2013 وحتى 20/2/2014 مايقارب ال 55 يوما رغم ماعانيناه اثناء هذه الفتره من تعنت ادارة السجن في علاج الحالات المرضية التي تدهورت بسبب الإضراب بجانب منعنا اصلا من نزول المستشفى وعدم عمل تقارير تثبت قيامنا بالاضراب , ورغم كل ذلك لم تتم الاستجابة لنا ولا الالتفات لأحوالنا السيئه داخل السجن”.

وقتل عمار محمد بديع، نجل مرشد جماعة الإخوان المسلمين، 38 عاما،  أثناء تواجده بمحيط مسجد الفتح  في ميدان رمسيس خلال الاحداثعلى يد جيش السيسي ،  كما أكد المحامي أحمد سيف الإسلام حسن البنا نجل مؤسس جماعة الإخوان المسلمين “استشهاد” خالد فرناس عبد الباسط، نجل هالة حسن البنا، أثناء مشاركته في أحداث أمس في مسجد الفتح.

شهود عيان

وقال شهود عيان أن جميع الشهداء الذين بلغ عددهم ما يفوق 90 فى أحداث مسجد الفتح تم قتلهم بالقنص المباشر من قبل قوات الأمن المتمركزة أعلى كبرى 6 أكتوبر وقسم شرطة الأزبكية، كما ان طائرات القوات المسلحة ولاول مرة في تاريخ الجيش المصري قصفت المتظاهرين فى محيط مسجد الفتح برمسيس بالرصاص الحى والغاز بعد قيامها بإنزال قناصة على أسطح العمارات المقابلة للمسجد، وهو ما دفع بحشود المتظاهرين إلى الدخول لمسجد الفتح للاحتماء من النيران، وقد استخدمت قوات الامن نوعيات من الرصاص المحرم دوليا يدخل لمسافة نصف سم داخل الجسم وينفجر بقطر 10 سم مما يؤدي لاحداث نزيف شديد يؤدي للوفاة في غضون دقائق معدودة”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...