مرسي وبديع.. قائدان جمعهما الصمود وحب الوطن

07_08_16_04_33_download (3)

 

جمعت الأقدار بينهما على غير موعد.. كان ميلادهما في يومين متتاليين؛ مع الاختلاف في سنوات الميلاد.. كلاهما أستاذ جامعي مرموق، أحدهما في هندسة الإنشاءات، والآخر في الطب البيطري.

كانا جنديين في دعوة الإخوان منذ وقت مبكر في حياتهما، ثم اتجها إلى مهام مختلفة كتب الله لهما أن يتفرغا لها.. اشتغلا بالعمل السياسي منذ بداية حياتهما، إلى أن وصل أحدهما إلى قيادة مصر، بعد ثورة مبهرة.

ذاقا طعم السجن، ووجع البعاد عن الأهل، في الشباب، وفي المشيب.. لم يغير كليهما قناعاته، وما زالا يناضلان في سبيل الله، والوطن، والحرية، ويضربان مثالاً في الصبر والصمود.

محمد مرسي.. الرئيس الأسير

لم يدر في خلد محمد مرسي عضو مجلس الشعب عام 2000 أنه بعد 12 عامًا تمامًا سيصبح الرئيس المدني المنتخب الأول لمصر في تاريخها، أو أنه بعد ذلك بعام واحد سوف يكون أول رئيس مصري ينقلب عليه الجيش بهذا الشكل، ليوقف مسيرة بناها على العلم، لتدخل البلاد في أتون الانقلاب العسكري الذي لا يهتم سوى بتحقيق مصالح القائمين عليه فحسب.

صبغت عضوية مجلس الشعب ورئاسة اللجنة السياسية في الإخوان ورئاسة حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي بصبغة سياسية مختلفة، وخلال فترة وجيزة أصبح رقمًا مهمًّا في السياسة المصرية، بعلاقات متميزة مع كافة القوى السياسة الفاعلة في المجتمع المصري، إلى أن تولى رئاسة مصر، عبر انتخابات يرى كثير من المراقبين أنها الأكثر نزاهة ومشاركة وتفاعلا بين الانتخابات التي جرت في مصر عبر تاريخها.

ولم يتمكن أحد من المناوئين للرئيس أن يلتقط هفوة يطعن بها على رئاسته؛ فلجأوا إلى ادعاءات فضفاضة لا أصل لها؛ بالتخابر والهروب وإهانة القضاء.

ومنذ أن تم احتجازه عقب الانقلاب مباشرة أثبت الرئيس محمد مرسي صمودًا أبهر معارضيه، فضلاً عن مؤيديه، واكتسب احترام الجميع حين طبق ما كان يؤكده دائمًا من إصرار على الشرعية واحترام إرادة الشعب.

ولد الدكتور محمد مرسي في 8 أغسطس1951 بقرية العدوة، مركز ههيا بمحافظة الشرقية، ونشأ في قريته وسط عائلة مصرية بسيطة لأب فلاح وأم ربة منزل وله من الأشقاء أختان وثلاثة من الإخوة تفوق عبر مرحلة التعليم في مدارس محافظة الشرقية، ثم انتقل للقاهرة للدراسة الجامعية وعمل معيدًا ثم خدم بالجيش المصري (1975 – 1976) كجندي بسلاح الحرب الكيماوية، تزوج عام1978 ورزق بـ5 أبناء.

بعد حصوله على الماجستير في الهندسة جامعة القاهرة 1978، سافر للخارج فحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982، وظل بالجامعة لفترة حتى حصل على درجة أستاذ مساعد في جامعة نورث ردج في الولايات المتحدة في كاليفورنيا بين عامي 1982 -1985، ثم عاد إلى مصر ليعمل أستاذًا ورئيسًا لقسم هندسة المواد بكلية الهندسة – جامعة الزقازيق من العام 1985 وحتى تفرغ للعمل العام في 2010.

محمد بديع.. المرشد الصامد

“لو أعدموني ألف مرة.. والله لا أنكص عن الحق، إننا لم نكن نهذي حين قلنا إن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا”.

بهذه الكلمات أكد الدكتور محمد بديع أن ميدان القول والعمل متساويان لديه ، وأن “الجهاد سبيلنا” لم يكن شعارًا يرفعه ، بل تعبير عن مبدأ وقيمة راسخة لديه.

ولعل ذلك ما يفسر تحقيق “بديع” رقمًا قياسيًا في أحكام الإعدام والسجن، ثمنًا لصموده في وجه الانقلاب، بعد تأكيده أن السلمية هي القرار والحل، ولم يقبل مساومات بالتسليم مقابل البقاء، ولم تكن حريته وحده هي الثمن؛ بل كانت استشهاد نجله “عمار”، وحرق منزله ، وفصله من الجامعة، رغم أنه كان من أمهر أساتذتها وأكثرهم تميزًا ونبوغًا.

ولد الدكتور محمد بديع عبد المجيد سامي يوم 7 أغسطس 1943، في المحلة الكبرى، وحصل على بكالوريوس طب بيطري القاهرة سنة 1965م، وعمل معيدًا بكلية الطب البيطري أسيوط 1965م، ثم حصل على الماجستير، وعين مدرسًا مساعدا عام 1977من جامعة الزقازيق، ومنها أيضا حصل على الدكتوراه، وعين مدرسًا عام 1979، ثم أستاذًا مساعدًا، فأستاذا بجامعة القاهرة فرع بني سويف عام 1987.

تولى الدكتور محمد بديع رئاسة قسم الباثولوجيا بكلية طب بيطري بني سويف سنة 1990 لدورتين، وتم اختياره وكيلاً للكلية عام 1993، ثم رئيسًا لمجلس إدارة جمعية الباثولوجيا والباثولوجيا الإكلينيكية لكليات الطب البيطري على مستوى الجمهورية، كما عمل رئيسا لهيئة مجلة البحوث الطبية البيطرية لكلية طب بيطري بني سويف لمدة 9 سنوات، كما عمل رئيسًا لمجلس إدارة مركز خدمة البيئة بكلية طب بيطري بني سويف.

وتولى منصب أمين عام النقابة العامة للأطباء البيطريين لدورتين، وأمين صندوق اتحاد نقابات المهن الطبية لدورة واحدة قام بإنشاء المعهد البيطري العالي باليمن خلال إعارته هناك في الفترة من 1982 إلى 1986.

كما أنشأ المزرعة الداجنة والحيوانية الخاصة به، وكذلك ترجمة المناهج الدراسية للغة العربية، وإنشاء متحف علمي وأقسام علمية بالمعهد البيطري.

وتم إدراج اسم الدكتور محمد بديع ضمن أعظم مائة عالم عربي في الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها هيئة الاستعلامات المصرية عام 1999.

ومنذ تعرفه على الإخوان عام 1959، وحتى وصل إلى قيادة الحركة الإسلامية الأهم في العالم لم يغير “بديع” أو يتغير، بل ظل بنفس ابتسامته الصافية، وثباته القوي، وعلمه الغزير، وإيمانياته المتدفقة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...