عيد المعتقلين وأسرهم .. خالٍ من الفرحة والزيارة

06_07_16_09_55_index

“العيد فرحة وأجمل فرحة تجمع شمل قريب وبعيد” هكذا كان الأطفال يتغنون في الماضي احتفالا وابتهاجا بحلول العيد، لكن بعد الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013، لم يعد العيد فرحة لدى الآف الأسر المصرية، بسبب اعتقال أحد أفرادها داخل غياهب السجون والمعتقلات.

ولأن سلطات الانقلاب الدموي أبت أن تسري الفرحة على أسر وذوي أكثر من 60 ألف مواطن مصري يقبع في سجون الانقلاب لا لذنب إلا أنهم فقط قالوا للظلم لا، فإن الآف البيوت تبيت ليلة العيد، وهي تفكر في أقرب زيارة لذويهم خلف الأسوار، وكيف سيكون عيده في زنزانته؟ وهل سيسمح له بالخروج أم لا؟

ويبغض المعتقلون كل العطلات، ولا سيما الأعياد، ويتمنون أن تمضى الأيام سريعا، كي تأتى الأيام العادية، لأن الداخلية تحتفل بالمعتقلين على طريقتها، فتغلق الزنازين من يوم الوقفة إلى آخر أيام العيد، وتمنع التريض في الممر الكئيب، فيصير الممر هذا حلما كأنه الجنة.

زيارة الدقائق والعذاب
وبدلا من الانشغال بلبس العيد وتزيين المنزل تنشغل أغلب أسر المعتقلين، خلال هذه الأيام بزيارة ذويهم داخل السجون والمعتقلات، وهي الزيارة التي على الرغم من سعادة المعتقلين بحدوثها إلا أنها تزيد نار الفراق، وتكون بمثابة معانة لاتنتهي لأسر المعتقلين.

ويعاني أغلب أسر المعتقلين في سجون السيسي، من الحرمان اللقاء بأبناءهم وأزاجهم وذويهم، حيث لاتكون الزيارات داخل سجون الانقلاب سوى دقائق معدودة، يراقبها فرد أمن تابع لداخلية الانقلاب، وسرعان مايسمعون السجان ينادي “الزيارة انتهت” ليعود كل منهم من حيث جاء فلا عيد، ولا سعادة ولا حياة، فقط تفكير دائم في السبب الذي جاء بالمعتقل إلى يد سجانه.

عائلات بأكملها داخل المعتقل
ويظهر ظلم العسكر في سجن أسر بأكملها، تقضي العيد تحت أسقف الزنزانة، وفي تعنت وظلم من وزارة الداخلية لم تعامل بمثله الجنائيين والمسجلين.

فعلى سبيل المثال أسرة «آل المليجي» التي لا تزال في سجون العسكر منذ 3 أعوام.

تقيم عائلة المليجي، بقرية طحلة التابعة لمركز بنها، تم اعتقال ثلاثة أشقاء منها، بالإضافة إلى ولدين لأحد الأشقاء الثلاثة منذ ما يقرب من 3 أعوام.

واعتقل الأفراد الخمسة يوم الـ16 من أغسطس 2013 في ما يعرف إعلاميا بقضية «أحداث رمسيس الثانية»، خلال عودتهم من القاهرة وفي منطقة «السبتية» حينما اعترض طريقهم عدد من البلطجية ليختطفوا المهندس سامي، وينهالوا عليه ضربا بالأدوات الحادة بسبب لحيته؛ فحاول أشقاؤه وأبناء شقيقه إنقاذه من أيديهم فقام البلطجية بالاعتداء عليهم جميعًا وتسليمهم للشرطة، التي ضمتهم إلى قضية بها 104 متهمين.

ووفق تقارير حقوقية، فإن الأفراد الخمسة هم الأخ الأكبر في العائلة المهندس مصطفى محمد على المليجي، مدير عام ووكيل مديرية القوى العاملة بالقليوبية، من مواليد ١٩٥٦، والأخ الأوسط وهو الدكتور علاء محمد على المليجي طبيب بشري من مواليد ١٩٦٤، أما الأخ الأصغر فهو المهندس سامى محمد علي المليجي مهندس إلكترونيات من مواليد ١٩٦٦.

والابن الأكبر للدكتور علاء وهو عبد الرحمن علاء محمد على المليجي طالب بكلية التجارة جامعة بنها من مواليد 1993، والابن الأصغر للدكتور علاء وهو الطالب معاذ علاء محمد علي المليجي طالب بالمعهد العالي للبصريات من مواليد 1994. العائلة الآن بالكامل في سجن استقبال طره.

وتم عرض الأشقاء الثلاثة على مستشفى بولاق أبوالعلا يوم الاعتقال لإثبات إصابتهم في المحضر، إلا أن النيابة العامة لم تأخذ بالتقارير الطبية ولم تلتفت إليها.

وتم نقلهم في أحداث ٣٠ أغسطس ٢٠١٣ لسجن وادي النطرون عدة أيام قبل إعادتهم لقسم بولاق أبوالعلا مرة ثانية وتعذيبهم فيه على أيدي ضباط المباحث ثم ترحليهم في آخر نوفمبر ٢٠١٣ لسجن وادي النطرون (١)، قبل أن يستقروا حاليا في استقبال طره، ويقضى أفراد العائلة عيدهم السادس خلف أسوار العسكر..

زيارات بالاسم فقط
تحتفل الداخلية بالعيد على طريقتها الخاصة، فمع استقبال العيد، غلا وتحكم القبضة الأمنية على السجناء، وتمنع التريض إذا سمح به في الأيام العادية إلى الحد الذي جعل المعتقلون يتمنون زوال أيام الأعياد والمناسبات وتعود الأيام العادية مرة أخرى.

يبغض المعتقلون كل العطلات، ولا سيما الأعياد، ويتمنون أن تمضى الأيام سريعا، كي تأتى الأيام العادية، لأن الداخلية تحتفل بالمعتقلين على طريقتها، فتغلق الزنازين من يوم الوقفة إلى آخر أيام العيد، وتمنع التريض في الممر الكئيب، فيصير الممر هذا حلما كأنه الجنة.

ودائمًا ما تعلن مصلحة السجون عن زيارات استثنائية للمعتقلين بمناسبة العيد، لكن الحقيقة، وفق ما يقوله أهالي المعتقلين وترصده المؤسسات الحقوقية، أن الزيارة الاستثنائية لا تتخطى عشرة دقائق، ويطول انتظار ذوي المعتقل من الصباح إلى المساء، بدعوى أن الأعداد كبيرة، والدخول إلى قاعة الزيارة في وقت مبكر حسب ما ستدفعه من رشوة تطلب وكأنها عين الحق، لذا تجد زيارات تجار المخدارت والسلاح أطول بكثير من زيارات السياسيين، كما أنهم لا ينتظرون وقتا طويلا فهي فقط مجرد دقائق، فهناك فرق كبير بين سجين الرأي وبينهم!

ويقضي المعتقلون صلاة العيد بين أربع جدران حفظوا رسمه أكثر ما نسوا وجوههم، ينتظرون فرج الله عليهم، ساخطين لتلك الأيام، مستنشقين نسيم الهواء مع دخول تعيين وجبة الإفطار، في أهبة الاستعداد للعرض على الزيارة التي لا تزيد الشوق إلا لهيبا وولعا.

 

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...