قلب المؤمن يعيش بين الرجاء والخوف : رجاء أن يقبل الله منه الصيام وصالح الأعمال ، والخوف من عدم القبول . والمؤمن مع شدة إقباله على الطاعات ، والتقرب إلى الله بأنواع القربات ؛ إلا أنه مشفق على نفسه أشد الإشفاق، يخشى أن يُحرم من القبول . ومن علامة قبول العمل الصالح : الثبات على الطاعة ، وعدم الرجوع إلى الذنب ، وإخلاص العمل لله ، وكثرة الدعاء ، حب الصالحين وبغض أهل المعاصي ، وطهارة القلب .
من هدي القرآن
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)﴾ [المائدة] .
من نور النبوة
عن عَائِشَةَ ، قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [ المؤمنون : 60] قَالَتْ عَائِشَةُ : أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ قَالَ : « لاَ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لاَ تُقْبَلَ مِنْهُمْ ﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾» [ المؤمنون : 61]. [رواه الترمذي ] .
قبول العمل
قال على رضي الله عنه : كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ، ألم تسمعوا الله يقول : ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)﴾ [ المائدة ] .
بعد كل طاعة وعبادة كلنا يردد هتاف علي رضي الله عنه يقول: (ليت شعري، من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه).
وقول ابن مسعود رضي الله عنه : ( أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك) .
من روائع الوصايا
قال الحسن البصرى: إن من جزاء الحسنة الحسنة بعدها ، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها ، فإذا قبل الله العبد فإنه يوفقه إلى الطاعة ، ويصرفه عن المعصية .
فكن ربانيًا ولا تكن رمضانيًا ، واحرص على الاستمرار في الطاعة والزيادة فيها .