حسن الخلق عنوان للفلاح وطريق لإيجاد مجتمع يسود فيه العدل والأمن والتعاون على صيانة الحياة من الفساد والمظالم ، ومن كل ما يشقيها ويرهقها ، والسير بها إلى الأكمل والأفضل والأحسن . ولقد جاء الإسلام لإرشاد الناس لما فيه الخير ، ومن أعظم أبواب الخير التي دل الناس عليها حسن الخلق .
من هدي القرآن
جمع الله مكارم الأخلاق في آيةٍ واحدةٍ ، قال تعالى : ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) ﴾ [الأعراف] .
من نور النبوة
عن عائشة ، قالت : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إنَّ المُؤْمِنَ ليُدرِكُ بِحُسنِ خُلُقِهِ درجةَ الصائِم القائِم » .
[رواه أبو داود وأحمد]وعن أبي الدرداء ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : « ما مِنْ شيءٍ أثقلُ في الميزانِ مِن حُسنِ الخُلُقِ » . [رواه أبو داود] .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ ، فَقَالَ : « تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ »، وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ ، فَقَالَ : « الفَمُ وَالفَرْجُ » [رواه الترمذي] .
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : « اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ». [رواه الترمذي] .
من روائع الوصايا
قال يحي بن معاذ : ( حسن الخلق حسنة لا تضر معها كثرة السيئات، وسوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات ).
عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : « أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرِ أَخْلَاقِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ؟ » قَالَ : قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : « تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ » . [رواه البيهقي] .