لقد حث الاسلام على التعاون بين الناس ؛ لأنّه أساس النجاح في كلّ الأمور ، فكلما كان الناس متعاونون ، كلما كان هذا المجتمع راقياً ، وتبدو أهمية التعاون جلية في قوله تعالى : ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة:2] .
التعاون معناه : التساعد ، وأن يعين الناس بعضهم بعضا على البر والتقوى ، فالبر: فعل الخير والتعاون عليه ، والتساعد على فعله وتيسيره للناس . والتقوى اتقاء الشر والتعاون عليه بأن تحول بين الناس وبين فعل الشر ، وأن تحذرهم منه حتى تكون الأمة أمة واحدة .
من هدي القرآن
قال تعالى : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ . [التوبة : 71]
من نور النبوة
عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :« الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ ، وَلاَ يُسْلِمُهُ ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » [متفق عليه ] .
وانظر إلى قول السيدة خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: « والله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتكسب المعدوم ، وتحمل الكَلّ ، وتعين على نوائب الحق … » .
من روائع الوصايا
قال أحد الصالحين : ونحب أن يعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا ، وأنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء ، ثم قال : فنحن نعمل للناس في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا .. فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب ، ولن نكون عليكم يوما من الأيام .