رمضان ووحدة الأمة

zxzx

 

المسلمون يد واحدة وقلب واحد وكيان واحد، المسلمون كما وصفهم -عليه الصلاة والسلام- بأنهم كالجسد الواحد ولم يجمع شتاتهم إلا الإسلام، ولن يؤاخي بينهم إلا الإسلام {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 63].

ليس عند المسلمين وحدة لغة أو دم أو لون أو جنس أو وطن، عند المسلمين وحدة دين، تجمعهم مظلة لا إله إلا الله محمد رسول الله .

وفي رمضان تظهر هذه الوحدة العظيمة؛ فشهر واحد وصيام واحد وقبلة واحدة ومنهج واحد.

نصلي جميعًا وراء إمام واحد، والله يقول لنا: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]، وقال سبحانه: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238].

خاطبنا الله بالصيام جميعًا فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

حجنا واحد في زمن واحد على صعيد واحد {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} [البقرة: 198].

دعانا الله إلى الاعتصام بحبله ونبذ الفرقة، فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].

نهانا -سبحانه- عن الفرقة فقال: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105].

وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”. وفي الصحيح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه”.

من لوازم الأخوة السؤال عن حال أخيك المسلم، زيارته في الله، عيادته إذا مرض، السلام عليه عند اللقاء، البشاشة في وجهه، تشميته إذا عطس، إجابة دعوته، تشييع جنازته، الدعاء له بظهر الغيب، الذب عن عرضه، سد حاجته، الوقوف إلى جانبه، نصره إذا ظلم، نصيحته وتوجيهه، إلى غير ذلك من الحقوق، كل مسلم في الأرض أخ لك أخوَّة إيمانية قرآنية شرعية، كتب عقدها الله وجاء بصفتها محمد .

اللهم ألف بين قلوبنا، واجمع شملنا، ووحد صفوفنا يا أكرم الأكرمين.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...