شاهد.. ما سر الارتباك والتخبّط في تصريحات الانقلاب حول الأزمة الليبية؟

بين الارتباك والتخبط تتواصل تداعيات حرب مفترضة ومفتعلة صاغتها ماكينة النظام الإعلامية، واتخذت من دعاية الأمن القومي سبيلاً لجمع المصريين على الكلمة.

تلك الحرب المصطنعة داخل ستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي لم تكن لتخدم أحدًا سوى السيسي في خلافه الطويل مع الحكومة التركية الرافضة لانقلابه العسكري في مصر والمحبطة لسعيه الحثيث نحو تكرار نموذجه في جارته الليبية.

ليس أدل على ذلك مما شهدته السوق المصرية من ارتباك حاد في تعاملاته المالية وما خلفت حملة التحشيد الإعلامي من مخاوف لدى المستثمرين الأجانب تسببت في خسائر كبيرة وغير مبررة للبورصة على مدار اليومين الماضيين فيما يبقى في خلفية هذا المشهد معركة استراتيجية دارت رحاها بين عدة دول أوروبية داعمة لسعي السيسي في ليبيا وعينها على مخزون هائل من الغاز الطبيعي فيها، فضلاً عن الحقول المكتشفة شرق البحر المتوسط.

عادت دعوات رحيل السيسي إلى صدارة مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، هذه المرة جاءت من بوابة معارضة توريط الجيش المصري في الشأن الليبي.

وقد تصدر هاشتاج #دم_جنودنا_مش_للبيع مواقع التواصل ضمن حملة أطلقها نشطاء رفضًا لحملة التحشيد الإعلامي للحرب في ليبيا ودعم العملية العسكرية المتواصلة للجنرال خليفة حفتر على الحكومة الشرعية في طرابلس.

في المقابل بدا أن السيسي الذي سعر هذه الحملة يحاول بشتى السبل تفادي السقوط في مستنقع التدخل المباشر في ليبيا كما يبدو من انقلاب في موقفه من الرفض إلى الدعم المطلق لاستعدادات مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية فضلاً عن محاولة التوصل إلى قواعد اتفاق مع القوى الأوروبية المؤثرة في ليبيا وذلك عبر استضافة الاجتماع الخماسي بالقاهرة غدًا الأربعاء.

قناة “مكملين” ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم” تداعيات حملة التحشيد السياسي والإعلامي تجاه الأزمة الليبية، وبعد التصعيد الأخير مع الحكومة الليبية أي دور يمكن أن تلعبه القاهرة في المستقبل الليبي؟

الدكتور عمرو عادل، رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، إنتقد تباين الموقف السياسي المصري إزاء الأزمة الليبية بعد دخول تركيا على خط المواجهة في ليبيا.

وقال عادل إن سياسة عبدالفتاح السيسي خلال الفترة الحالية تهدف إلى السيطرة على أي قوة ناشئة في المنطقة وأحد هذه القوى تركيا، والتي يهدف السيسي إلى وقف تمددها بشكل عام.

وأضاف أن تهديد السيسي بالحرب لا يعني بالضرورة وقوع مواجهة ولكنه محاولة للوصول إلى وضع ما يستطيع السيسي من خلاله التوصل إلى اتفاق سياسي، مضيفًا أن الخطوة التركية هدفها الضغط على كل الأطراف لإيجاد حل سياسي.  

وأوضح عادل أن الإعلام المصري تعامل مع الأزمة بقدر عالي من السذاجة وأعاد للأذهان تصريحات أحمد سعيد إبان حرب 1967، مضيفا أن التصعيد الكبير من جانب الإعلام أعقبه انهيار سريع وتراجع بسبب فارق القوى والظروف والتوازنات ليس في صالح مصر.

الدكتور مصطفى شاهين الخبير الاقتصادي، رأى أن الحملة الإعلامية التي شنتها أذرع السيسي الإعلامية والترويج للحرب مع تركيا كانت لها تداعياتها حول طبيعة الأوضاع في مصر وعدم استقرارها، وهو ما انعكس على أداء البورصة المصرية وتسبب في خسارتها 28 مليار جنيه تقريبًا.

وأضاف شاهين أن الاقتصاد الليبي يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لمصر؛ حيث كانت لليبيا تستوعب مليوني مصري من العمالة والتي تحقق دخلاً وعوائد أجنبية لمصر، مضيفًا أن السيسي يدرك جيدًا لكل تلك التبعات ويعلم أن وجود حكومة ديمقراطية مستقرة في ليبيا ونجاح التيار الإسلامي قد ينقل التجربة إلى مصر كما حدث مع الثورة التونسية عندما انتقلت إلى مصر وليبيا وسوريا واليمن، وهو ما يقوّض مكانة السيسي في المنطقة.

وأوضح شاهين أن تركيا تهدف إلى بسط نفوذها في المنطقة وفتح أسواق جديدة في الشرق الأوسط بعيدًا عن أوروبا.

بدوره قال المحلل السياسي محمد السيد:، إن إعلام السيسي يتلقى التعليمات من المخابرات، والتراجع الأخيرة في نبرة الإعلام تجاه الأزمة الليبية له عدة أسباب منها وجود عدد من العقلاء يرى أنه لا يمكن لمصر خوض حرب في ليبيا بسبب حالة الغليان في الداخل المصري.

وأضاف أن السيسي حاول تجييش المصريين تحت شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” لإلهاء الشعب المصري عن الكوارث داخل مصر بداية من انهيار الاقتصاد وتراكم الديون التي وصلت إلى أرقام قياسية وتراجع الاستثمارات وانتشار البطالة وانهيار قيمة الجنيه.

وأوضح أن تركيا لم تكن في يوم من الأيام عدوًّا لمصر لكن السيسي يريد القضاء على الحكومة الشرعية في ليبيا حتى يأتي بتابع له في ليبيا حتى يتمكن من السيطرة على خيرات وثروات ليبيا.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...