سر صمت المجتمع الدولي أمام تهديدات حفتر بقصف مدن ليبية

طالبت حكومة الوفاق الليبية القوى الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، باتخاذ موقف واضح وصريح تجاه هجوم قوات حفتر على طرابلس والتهديدات بقصف مدن مأهولة بالسكان آخرها مصراتة، بينما تحذر الأمم المتحدة من هذه التهديدات على حياة المدنيين في ليبيا.

فما سرّ الصمت الدولي والمواقف الخجولة لدول كبرى إزاء تهديدات حفتر بقصف مدن ليبية مأهولة بالسكان واستمراره في الهجوم على العاصمة طرابلس؟ وما هي التداعيات المحتملة لموقف المجتمع الدولي بشأن ممارسات حفتر وقواته من حيث الكلفة الإنسانية والتأثير على مساعي البحث عن حل سلمي في ليبيا.

وبينما تستمر قوات حفتر في هجومها على العاصمة طرابلس وفي تهديد المدن التي تعارض سيطرته يكتفي المجتمع الدولي، إما بالسكوت أو بمواقف خجولة لا تتجاوز القلق من استمرار القتال والدعوة لحل سلمي هذه المواقف لم تنفع في شيء المدنيين الليبيين الذين قالت الأمم المتحدة إنهم يدفعون الثمن الأفدح لانتهاكات حفتر، مبدية خشيتها من أن يستفحل ذلك مع اتساع رقعة الحرب حال تنفيذ قوات الجنرال المتقاعد وعيدها ضد مصراتة.

طرابلس حين تؤثر الصمود، إنها عقيدة قوات حكومة الوفاق الليبية وبها تصد منذ شهور محاولات تقدم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على محاور عدة، لكن مع إصرار حفتر على المضي في هجومه تزداد الخشية على المدنيين إنهم وفقًا للأمم المتحدة التي تخشى من اتساع رقعة الحرب من يدفع دومًا ثمن حملات عسكرية كهذه.

وحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، يرجح العارفون بسلوك حفتر إقدامه على قصف مدن الغرب الليبي التي تتمسك بمساندة حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا، ولا تأبه القوات الغازية كما يبدو لتلك التداعيات فهي تملك هنا أفضلية يشكلها الدعم الذي تتلقاه في هجمتها على العاصمة من قوى إقليمية ودولية.

المرتزقة الروس مثلاً كما يقول وزير الداخلية بحكومة الوفاق يتقدمون الصفوف في المعركة الدائرة حاليًّا للسيطرة على طرابلس لكن من ذا ينصف في المقابل معسكر الشرعية في ليبيا، ما تطالب به حكومة الوفاق القوى الإقليمية والدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة هو موقف صريح من هجوم قوات حفتر على طرابلس وكذا من تهديداته بقصف مدن مأهولة بالسكان.

فعلها من قبل مع مسلاتة حين قصفت مقاتلات يعتقد أنها إماراتية أحياءها السكنية بعد إذ دخلت في حالة نفير قصوى وبعد أن شاركت قواتها في ههجوم مباغت على مواقع حفتر في ترهونة.

يقول متابعون: إن حفتر لو قوبل بمواقف دولية حازمة لتراجع أو راجع حساباته، لكن جل مواقف المجتمع الدولي لا تصل حتى إلى مرتبة السند المعنوي لسلطات البلد الشرعية، فثمة حالة من الصمت إزاء التطورات على أعتاب طرابلس لا تكسرها تصريحات من هنا أو هناك تدعو على خجل إلى إسكات صوت السلاح والانخراط في مسار تسويات سياسية كأنما ليس سلوك حفتر ومن معه مهددًا لكل حل محتمل يطوي صفحة الحرب في ليبيا وكأنما لكل شاغله الخاص.

فبينما ينشغل الألمان بمؤتمر برلين لا موقف لافت من منخرطين تقليديين في الملف كإيطاليا وفرنسا سوى حديث عام عن ضرورة وقف الحرب. أما واشنطن فصحيح أنها صارت تبدي القلق من مقاتلة مرتزقة روس إلى جانب حفتر ومن تصعيده الأخير، لكنها تركز اهتمامها على الاتفاق الأمني العسكري الذي أبرمته حكومة الوفاق الليبية مع تركيا وذاك اتفاق يقلق شق آخر منه اليونان سيبحثه وزير خارجيتها في بنغازي مع الحكومة الموازية هناك.

الروس لا يريدون كما يؤكدون انتصار أي من أطراف الأزمة في ليبيا، غير أن ما يشغلهم الآن شأنهم شأن الأمريكيين احتمال إرسال قوات تركية لمؤازرة الحكومة في طرابلس، ويحرص الأتراك على ألا يفعلوا قبل أن يتلقوا طلبًا من حكومة ليبيا التي تحظى باعتراف دولي بقدر حرصهم على أن يتم الأمر في العلن ووفقًا للقانون الدولي.

أما حلفاء حفتر الإقليميون والدوليون فماضون في دعمه بطرق تخرق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...